نحن سماد هذه الارض وملحها ، من دمنا رويت شجرة الحرية ، ومن عرقنا بنينا مجدها. كنا دائماً في المكان الذي يريد شعبنا،وفي الوقت الذي يريد، كنا خداما له ولازلنا، كنا هناك يوم بدات طلائع الوعي في الخمسينات مع مولد الثورة الناصرية، كنا في كل مظاهرة، وكل فعل وعمل. كنا مع علي عبدالمغني يوم تأسس تنظيم الضباط الأحرار الذي فجر اعظم ثورة في 26 سبتمبر 1962 التي كنست الإمامة والاستبداد الي غير رجعة وكنا هناك مع لبوزة والمحلائي وعبدالله المجعلي عندما تفجرت ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار من جبال ردفان، كنا في معارك الدفاع عن الجمهورية والاستقلال وكنا في معارك سبتمبر وأكتوبر على امتداد الارض اليمنية من صروح الى المحابشة ومن بني حشيش الى صعدة ومن ردفان الى بيحان. كنا في السبعين يوما دفاعا عن الجمهورية الخالدة وفي سجون انقلاب 5 نوفمبر 1967 الرجعي وفي منافيه كنا هناك في 13 يونيو مع ابراهيم الحمدي نجدد شباب سبتمبر ونعطي شعبنا فكرة عن قدرته في التصحيح والتعاون والبناء ، وكنا هناك في 11 أكتوبر 77, 15 أكتوبر 78 وفي 27 أكتوبر 5 نوفمبر 78 وفي طليعتنا عيسى والسقاف والرازقي وفلاح والمحويتي واليافعي، نفدي بدمنا شعبنا وحقه في العدالة والحياة الكريمة ، وكنا ايضا على مدى 33 عاما في مواجهة انقلاب 11 أكتوبر الدموي، وكنا طليعة من طلائع شعبنا في ثورة 11 فبراير 2011، وكنا من طلائع وحدة الشعب والأرض وطلائع الدفاع عن وحدة عادلة يتساوى فيها أبناء الوطن شمالا وجنوب، وكنا في معارك الدفاع عن السيادة الوطنية وكرامة الوطن والمواطن.كنا طليعة في مواجهة الحروب والاستبداد والظلم، لم نتخلى يوما عن واجب ولم نسعى الى سلطة او مصلحة ذاتية، مئات القادة الشهداء، آلاف السجناء، عرفتنا مشانق النظامين الشطرين شمالا وجنوب وسجونهما آلاف المشردين على امتداد الارض، وها نحن اليوم من جديد مع شعبنا ضد اي ظلم وأي ظالم ومع كل مظلوم، مع الحرية ضد القيود والاستبداد ومع الوفاق ضد الانقسام، ومع الوحدة الوطنية ضد التمزيق والتفرد وضد الطائفية والقبلية والمذهبية والمناطقية، مع الديمقراطية ضد الانفراد والشمولية والاقصاء، مع حق الجميع والمختلف معنا قبل المتفق معنا، ومع التنوع والشراكة الوطنية ضد التسلط والهيمنة. نحن الحب لكل أبناء الوطن، والرفاق المخلصين الاوفياء لكل قواه الخيرة ، والحلفاء الصادقين لكل من يريد لوطننا الخير و ونحن المتسامحون مع الجميع والحريصون على الجميع. نحن الذين لاينفع معنا تهديد ولايخيفنا إقصاء اوتهميش، فقد خبرنا كل ذلك، ذهب الذين اقصونا وشردونا وسجوننا ونفونا وحرمونا من حقوقنا وبقينا نحن نواجه"من طاغ إلى أطغى إلى أجفى ومن سجن إلى سجن ومن منفى إلى منفى ومن مستعمر باد إلى مستعمر اخفى ومن مستعمرا غازٍ الى مستعمرٍ وطني ". الى من لايعرفنا عليه ان يراجع تاريخنا، سيجدنا دائماً حيث يريدنا شعبنا ان نكون، نحن نبت هذه الارض الطيبة، شجرة طيبه اصلها ثابت وفرعها في السماء، ونحن فكرة والفكرة لاتموت، ونحن تضحية، والتضحية لاتنسى، ونحن أبناء هذا الشعب نتوارث حبه جيلا وراء جيل نخدمه جيلا وراء جيل ونسعى لبناء مجده جيلا وراء جيل ونضحي من اجله جيلا وراء جيل نرضع الكرامة والعزة، من فكر الكرامة والعزة ونتعلم الحرية، من صرخة ارفع رأسك يا اخي فقد ولى عهد الاستعباد. نحن الوحدويون الناصريون، نحن الذين لم يهنو ولا وهنو، نحن الخير والمحبة والتسامح والسلام والسلم والرحمة والمودة، دعاة السلم ونابذي العنف وابرز ضحاياه، نحن سماد هذه الارض وملحها وخدام شعبها ووقود ثوراتها ورواد سجون المستبدين فيها حتى تتحطم القيود، نحن رسالتها الى الامة وعنوان من عناوين مجدها وفخرها. * وزير الخارجية اليمني( رئيس الوفد الحكومي في مفاوضات السلام اليمنية).
