بينما تعهد شباب الثورة اليمنية بالتصعيد السياسي وتسيير مظاهرات حاشدة في عموم المدن اليمنية مع الذكرى ال 33 لتولي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مقاليد الحكم في البلاد التي تصادف اليوم، وأعلنوا يوم ال17 من تموز (يوليو) يوم "غضب شعبي"، قال مسؤولون أمس إن قوات يمنية يدعمها رجال قبائل مسلحون شنت هجوما لاستعادة مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبينجنوب البلاد بعد شهور من القتال مع متشددين إسلاميين استولوا على مدينتين في المحافظة. وقتل عشرات الأشخاص، وفر نحو 54 ألف مدني من محافظة أبين التي تشهد أعمال قتل يومية، في الوقت الذي يواجه فيه الجيش تحديا متصاعدا من متشددين، تقول الحكومة إن لهم صلة بتنظيم القاعدة. وبعد أسابيع من مناشدات كان يطلقها لواء عسكري محاصر قرب زنجبار للحصول على دعم أرسلت الحكومة أول تعزيزات السبت بهدف طرد المتشددين خارج المدينة الساحلية. وتقع زنجبار قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يعبره نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط يوميا. وقال مسؤول محلي إن وزارة الدفاع أرسلت تعزيزات تشمل دبابات وقاذفات صواريخ و500 جندي إضافي. وأضاف أن القوات بدأت في مهاجمة المدينة مدعومة بقصف مدفعي مكثف وهجمات صاروخية من سفن بهدف تحرير اللواء الخامس والعشرين الذي يخضع لحصار منذ أكثر من شهر خارج زنجبار مباشرة. وبينما تتصاعد الاضطرابات في أبين، دخلت الاحتجاجات الحاشدة التي تطالب بالإطاحة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح شهرها السادس مما أصاب عدة مدن بالشلل ودفع البلاد نحو مأزق سياسي. ويقضي صالح فترة نقاهة في الرياض حاليا بعد إصابته في انفجار في المجمع الرئاسي في صنعاء. وتحرص الولاياتالمتحدة والسعودية على إنهاء الفوضى في اليمن خشية أن يتيح فراغ السلطة فرصة أكبر أمام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن لشن هجمات. وقال رجال قبائل شاركوا في الهجوم إنهم أرسلوا نحو 450 رجلا إلى زنجبار. وأضافوا إنهم بدأوا التخطيط لشن هجمات على المتشددين الأسبوع الماضي قائلين إن الجيش غير فعال. وقال سكان لرويترز عبر الهاتف إنهم شاهدوا عربات إسعاف تابعة للجيش تطلق صافراتها في أنحاء المدينة أمس وهي تحمل عشرات المصابين. وقال مسؤول إن نحو 20 متشددا قتلوا وأصيب عشرات من الجانبين أمس. وأضاف أن 35 متشددا قتلوا منذ بدء الهجوم ليل السبت، لكنه أكد فقط مقتل جنديين. ورفض عاملون في قطاع الصحة في زنجبار تقدير عدد الجنود القتلى، قائلين إنهم مشغولون جدا بالمصابين الذين يدخلون المستشفى. وتتهم المعارضة صالح بالسماح لقواته بالتراخي أمام المتشددين في الجنوب لإقناع المجتمع الدولي بأنه يقف وحده أمام استيلاء المتشددين على السلطة. واستولى المتشددون على مدينة جعار التابعة أيضا لمحاظة أبين في آذار (مارس)، وعلى زنجبار في أيار (مايو)، وسيطروا في وقت لاحق على ملعب لكرة القدم خارج زنجبار استخدم كقاعدة عسكرية مؤقتة. وقال سكان ومسؤول محلي إن وحدات للجيش تقاتل المتشددين حول الملعب منذ الفجر، وإن العربات المدرعة التي تقصف دمرت جزءا منه.