عقد مجلس الامة لحزب العدالة والحرية صباح اليوم الخميس الموافق (20-6-2013م) اجتماعه الدوري الاول في قاعة فندق (هلتاون) في العاصمة صنعاء برئاسة الشيخ ناصر محمد ناصر الجهراني رئيس المجلس. وفي الاجتماع الذي عقد تحت شعار (استلهاما لتضحيات ثورة الشباب .. ومواصلة لمسيرتهم النضالية .. وفي سبيل رسم ملامح دولة اليمن الجديد) القى رئيس الجلسة كلمة شكر فيها اعضاء مجلس الامة وهنئهم على نجاح مؤتمر الحزب التأسيسي كما شكرهم على منحه ثقتهم برئاسة المجلس .. وبعد ذلك فتح باب الترشيح لمواقع نائب رئيس المجلس والمقرر– حيث فاز كلا من الاخ علي حمود الحراش نائبا لرئيس مجلس الامة والاخ عارف سلطان الاثوري مقررا.
كما جرى خلال الاجتماع قراءة تقرير الامانة العامة للحزب الذي قدمة الاستاذ يحيى محمد الخولاني الامين العام المساعد للحزب – اكد فيه إن انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب تحت شعار(( من اجل عمل سياسي وطني يحقق تطلعات وأحلام ثورة الشباب السلمية)) يأتي اليوم استكمالا لمنظومة التطوير المؤسسي والسياسي الشامل التي انتهجها الحزب منذ بداية التأسيس عام 2011م والتي استهدفت دفع عجلة الإصلاح برؤية واضحة أثبتت قدرتها على تحقيق أهدافها .. والنهوض برسالته وتحمل مسئولياته في خدمة الأجيال القادمة.
واضاف ولقد كانت المبادئ الأساسية للحزب خير معين لنا في أحداث ثورة الشباب السلمية ومحدده للتوجهات والرؤى التي تحكم عملنا في حزبنا والتي اقرها ووافق عليها المؤتمر التاسيسي13/ 6/2013م .. كما استرشدنا في هذا التطوير بالنظام الأساسي للحزب الذي ارسي منهجاً متطوراً للأداء السياسي والحزبي على كافة مستوياته التنظيمية .. معتمدين على الفكر الجديد في الإصلاح المؤسسي والسياسي لثورة الشباب السلمية .
وقال الامين العام المساعد الإخوة والأخوات : أعضاء مجلس الأمة من المعلوم انه ما من تاريخ لأمة كانت أو لشعب أو لمجتمع أو لنظام أو لحزب أو لمنظمة أو حتى لفرد إلا ويحفل بالأحداث والمتغيرات والمحطات والمنطلقات والمنعطفات المختلفة .. وحزبنا حزب العدالة والحرية باعتباره احد مشاريع نهضة الأمة وجزء من تاريخ شعب ،وصفحة من صفحات مسيرة الثورة الشبابية السلمية، وصوتاً مسموعا يصعب تجاهله، ورقماً يستحيل القفز عليه، ليس بعيداً عن نواميس الحياة ومتغيراتها الايجابية والسلبية، وذلك بفضل من الله ثم بجهود وتضحيات ونضالات وعطاءات رجال امتلكوا من الإيمان والعزيمة وروح المثابرة والتضحية ما يكفي من المبادرة والكفاح والصبر والثبات وعندما نستعرض تاريخنا الثوري الحافل بالمآثر والإنجازات لابد وأن نستشعر مسؤوليتنا تجاه هذا التاريخ الذي يمثل عمقنا الاستراتيجي الذي سننطلق من على أرضيته لنواصل مسيرتنا الحزبية الرائدة ، ولكننا قبل أن نفكر بأية خطوة للإمام لابد أن نراجع أنفسنا ،ونصحح أخطاءنا ونصلح أنفسنا من الداخل.
وإذا كان من حقنا إن نتباهى ونفخر بما لدينا من ارث نضالي ثوري كبير ، فإنه وانطلاقاً من حتمية الترابط بين الحق والواجب ، والعدل والحرية، فإنه من واجبنا ونحن نمارس حقوقنا ، أن نؤدي واجباتنا التي رأينا أن أهمها وفي صدارتها أن ننتقد أنفسنا ونعترف بمشاكلنا ونطرح أخطاءنا للنقاش.
وفي ختام الاجتماع بارك المجلس للأمانة العامة للحزب حصولها على ثقة الهيئة العليا للحزب .. وحذر المجلس الامانة العامة من القفز على التوصيات التي خرج بها المؤتمر العام التأسيسي الاول في بيانة الختامي والذي يعتبر اعلى سلطة في الحزب, باعتبارها محددات ومبادئ ثابتة لا يجوز تعديها او مخالفتها وليس من حق احد ان يجتهد بشخصه .
وصدر عن الاجتماع الدوري الاول لمجلس الامة الذي حضرة اعضاء المجلس بيان فيما يلي نصة:
تمر بلادنا بظروف صعبة ومعقدة انعكست سلباً على حياة المواطنين وأمنهم واستقرارهم ، ووصلت بهم المعاناة إلى درجة افقدتهم الأمل بالتغيير والثقة بالحاضر والمستقبل، وندرك جميعاً أو بمعنى أدق نشعر بانهيار وظيفة الدولة من خيال تدهور وتراجع مختلف الخدمات المرتبطة بها والتي تمثل بالنسبة للمواطن العقد الاجتماعي الذي يؤكد انتماءه للدولة ويذكره بوجوده الفاعل ، فمع غياب الخدمات الأساسية كالصحة والماء والكهرباء والأمن ومجانية التعليم لا يظل لوجود الدولة معنى لانعدام الوظيفة المرتبط بها.
إن ارادة التغيير دفعت باليمنيين إلى ساحات الاعتصامات وتحملوا في سبيل ذلك الكثير، وكادوا ان يصلوا الى تحقيق غايتهم النبيلة وتشكيل حاضرهم ومستقبلهم بناءً على ما أحدثوه من تغيير حقيقي ، إلا أن بعض القوى التفت على ثورتهم ، وكيفتها وفقاً لأجندتها ومصالحها الشخصية ، وهذا هو السبب الذي يقف وراء تراجع الخدمات المرتبطة بوجود الدولة .
وانطلاقاً من حاجات الناس ، وتأسيساً لحاضر ومستقبل مشرقين نؤكد على ضرورة أن تقوم الدولة بواجباتها في حماية الناس من خلال تفعيل دور الأجهزة الأمنية ووضع حد للاختلالات التي وفرت بيئات خصبة للاغتيالات التي طالت العديد من منتسبي السلك العسكري والأمني، بالإضافة الى تفاقم الاختطافات سواء الأجانب أو يمنيين ، وتكرير الاعتداء على أبراج الكهرباء وبصورة مخزية ومخجلة تسببت في تعميق معاناة المواطنين .
ندعو الحكومة إلى النأي بنفسها عن المماحكات والمناكفات السياسية، وإلى ضرورة قيامها بالدور المنوط بها على مختلف الأصعدة للتخفيف من معاناة الناس، وإلى عدم استغلال التوافقية للتراشق بالاتهامات والانجرار وراء المكايدات بغية الكسب السياسي الرخيص .
إن حياة الناس لم تعد تحتمل وعلى الجميع أن يشعر بمسؤوليته فالمشاريع الطارئة التي يستعذبها البعض الاحتشاد حولها لن تخدم كل الأطراف ، لأن الناس بحاجة ماسة إلى أفعال تنعكس إيجاباً على حياتهم وتشعرهم بانتمائهم إلى دولة وجدت لخدمتهم لا لتعميق مآسيهم واستثمارها في سبيل مصلحة أشخاص بعينهم .
ولاشك أن أي تطور منشود لن يتحقق إلا عبر مؤسسات تعليمية حديثه ، وأساليب تعليمية تواكب العصر وتبني الإنسان وتعده ليضطلع بدوره الإيجابي وبما يحقق النفع له ولمجتمعه، وفي هذا الصدد لابد من إعادة النظر في السلم التعليمي وفي المنهج وكل اطراف العملية التعليمية، وضمان مجانية التعليم، والحد من ظاهرة التسرب، وتشجيع الفتاة على التعليم ومواصلة التعليم العالي .
لا تزال الشعوب العربية والإسلامية هدفاً للمؤامرات الأمريكية والغربية التي تسعى لنهب ثروات هذه الشعوب ،وتحويلها إلى سوق لشراء ما تنتجه من خلال فرض حزمة من الأشكال الاستعمارية الجديدة تحمل علامات وشعارات ظاهرها الإنسان وباطنها الوحشية والقتل ، وما الشعب السوري آخر قلاع الممانعة العربية إلا نموذج لتلك السياسات الوحشية التي يمارسها ادعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان ضد الإنسان وأمنه واستقراره، وبدعم وتمويل عربي.
وفي هذا الصدد نجدد موقفنا الرافض لأي تدخل خارجي في الشأن السوري الداخلي، والتأكيد على وحدة الأرض السورية وحق الشعب العربي السوري في تقرير مصيره .
لقد حاولت بعض وسائل الإعلام الإساءة لحزب العدالة والحرية وبصورة ممنهجة وموجهة ، مستغلة موقف الحزب المعتز بالمشروع الذي تحمله جمهورية إيران الإسلامية ، معتبرة ذلك إعلان عن عمالة واضحة لهذا البلد الإسلامي ، وهنا نجدد تأكيدنا على ضرورة أن يستلهم الجميع من مشروع الثورة الإسلامية الإيرانية معاني الكرامة والممانعة والنهوض والتطور استناداً إلى خصوصياتهم الثقافية وقيمهم الأصيلة التي توفر لهم عوامل النمو الحقيقي والنهضة الأصلية .
ويحتم علينا واجبنا الديني الآن وفي هذه الظروف أن نستغل الصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي وتصحيح مسارها الذي يجب أن تكون عليه بعيداً عن الطائفية التي تشتغل عليها وتسعى لإذكائها في المنطقة امريكا وحلفاءها.
وكانت الهيئة العليا للحزب بعثت برسالة لمجلس الامة هنأته فيها بمناسبة انعقاد اجتماعه الاول وحثته على ترجمة التوصيات التي تضمنها البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العام التأسيسي الذي عقد الخميس الماضي بفندق ايجل بصنعاء.