- المواطن الحراكي: منذ عام (94) وإلى ساعتنا هذه ونحن نناضل . متى ننتصر؟ - الحراكي القيادي: ثكلتك أمك, أتريد نصرا في ظرف ساعة, لابد من فناء الأعمار الطويلة, فهذا جزء من الثضحية. - المواطن الحراكي: ولكنا لا نشعر بأي تقدم يريح أعصابنا ويعطينا الأمل ويبث فينا روح الاستمرار. - الحراكي القيادي:عليكم يا معشر الشباب الثائر أن تستلهموا الدروس والعبر من تاريخ نضالنا العظيم ليكون لكم شمعة تنير طريق نضالكم المقدس. - المواطن الحراكي: وما هي الرؤية التي نسير عليها؟ وهل هي سقف للجميع أم لكل قوم سقف؟ - الحراكي القيادي: أي رؤية يا بني, إننا في حالة نضال ثوري, والنضال الثوري دائما ما تصنعه اللحظة الراهنة والحدث العابر, وليست الخطط والرؤى والبرامج, أما ترى الملايين المتدفقة, فهي توازي ألف رؤية وبرنامج وخطة. - المواطن الحراكي: جميل جدا هذه الحشود الميدانية, لكن ألا ترى أننا أطلنا الوقوف عندها كثيرا ولم نتقدم أبدا بالقضية؟ - الحراكي القيادي: وما العيب في ذلك يا بني, الحمد لله أننا نجيد إخراج الناس وحشرهم وحشدهم حتى لو لم نملك لهم أي شيء آخر, اخرجوا واستمروا في الحشد وليس أمامنا إلا الحشد, ولو بقينا مئات السنين نحشد ثم نحشد ثم نحشد, فلن يضرنا ذلك, بل يقصم ظهر المحتل فهو يتألم من حشودكم. - المواطن الحراكي: هل هناك سبل أخرى نناضل من خلالها؟ أم الحشد والزحف فقط؟ - الحراكي القيادي: نعم, نحن في اتصالات مستمرة, وزيارات كوكبية عابرة للعواصم الأوروبية, ولقاءات ومشاورات واجتماعات وخطابات ومهاتفات وفاكسات وإيميلات وفيسبوكات وتويترات, وهي مثمرة جدا مع كل الجهات الإقليمية والدولية, وقد وعدونا خيرا, وأنهم متفهمون للوضع في الجنوب, ويشعرون بمعاناتنا بل ويصلون لنا, وأشاروا علينا بالإكثار من المليونيات والزحف المستمر بين المكلا وعدن وحتما سيكون النصر حليف الزاحفين. - المواطن الحراكي: وهل نحن نريد استعادة دولتنا السابقة, أم الانفصال؟ لأن كل مصطلح له دلالته والتزاماته. - الحراكي القيادي: لا تسأل هذه الأسئلة التي تزيدك بعدا عن جوهر قضيتك, وسواء قلنا انفصال أم قال غيرنا استعادة الدولة, فهذا ليس من شأنك, وكل ما عليك هو أن تخرج للحشد وللزحف متى ما طلب ذلك منك. - المواطن الحراكي: فمن هي الجهة التي يمكن أن نقول أنها أعلى هيئة قيادية في الحراك؟ - الحراكي القيادي: الحراك له رئيس وزعيم, وكل واحد له أتباع ومناصرون, وفي نفس الوقت الرئيس يقود والزعيم يقود, والرئيس يدعو والزعيم يدعو, وهذا ينظم والآخر ينظم, وذا يصرح وذاك يصرح أيضا, وكل هذا من البركات الواصلة للحراك؛ أن أنعم الله عليهم برئيس وزعيم. - المواطن الحراكي: فمتى نرى الحراك يصطف تحت قيادة واحدة؟ - الحراكي القيادي: الجموع تسير سيرا موحدا, وإن اختلفت الرؤوس, وهذا أهم ما في الأمر, لأن الرؤوس إذا لم تختلف لن تكون رؤوسا أبدا, لأننا في النضال الثوري لدينا ثنائية؛ قيادةٌ وأتباعٌ. فإذا لم تكن قائداً فأنت تابع, ولاشك أن لكل قائد رصيد حافل بالنضال الثوري يمنع إدراجه ضمن خانة التبع, لهذا يكثر التناطح في أعلى ردهات البيت, وعلى أثر التناطح وقوته يكون التنازل والدحرجة والسقوط, وهذا ما نحن عليه من عام 67 وإلى لحظتنا هذه. - المواطن الحراكي: ؟؟؟ - الحراكي القيادي: لا تستغرب يا بني, ما يصفى البُّر إلا بعد نخله جيدا, وإلا ستضطر تأكله بنخالته. - المواطن الحراكي: هناك مساعٍ من قيادات صاعدة لرأب الصدع وجمع الشمل. - الحراكي القيادي: لعلك تقصد لسحب البساط, ونحذّر من إغضابنا. - المواطن الحراكي: هم لا يقولون ذلك, وإنما قصدوا إخراج الحراك من دوامة الاختلاف والتجزؤ. - الحراكي القيادي: نحن نرحب بكل الجهود والمساعي, لكننا متيقظون ومنتبهون, وهناك رموزا بمثابة الخطوط الحمراء يجب مراعاتها وعمل (فرملة) عندها, والذي يحوم حول الحمى لا يلومنّ إلا نفسه. - المواطن الحراكي: لقد أنهكنا الصراع بين القيادات, مما ولَّد لدينا شعورا بأن القضية تضارب مصالح ليس إلا. - الحراكي القيادي: هذا الذي كنا نحذّر منه ونخشى وقوعه, أن يشْخص الأفراد أبصارهم للأعلى, ويدققوا في سلوك القيادة, ويشككوا في نزاهتها, ويراقبوا تصرفاتها, يا بني سر على بركة الله, وابق نظرك سُفلياً, وستظل القيادة بكل رموزها معكم, ولا تلتفتوا للدعايات المغرضة الرخيصة التي يبثها المحتل, الذي يحرص على حدوث شرخ بين القيادات والأفراد, عليك بحبل القيادة تمسك به وعض عليه, وكن بين يدي قائدك كالميت بين يدي المغسل, وإياك ثم إياك ودعاة الظلامية, واتركوا للقيادة حرية البحث عن مخارج آمنة للقضية, وتحقيق النصر الموعود, فنحن قاب طوبتين من النصر, وإنما النصر حشد مليونية. - المواطن الحراكي: النصر للشعب .. الخلود للشهداء .. الشفاء للجرحى .. ثورة .. ثورة.