في العلاقة بين التابع والمتبوع سياسيا يذهب أهل الحل والعقد تشكاليا الى تعددية المفاهيم لحل معضلة هذه العلاقة عند فك طلاسم الفعل والفعل المضاد وربما لا تتيح الخيارات في أضيقها فضلا عن أوسعها الى ضبط حركة التغيير العامة المنشودة حينما يكون طرفي المعادلة غير متكافئين بالمطلق وهنا تبدأ سقوف الاشتغال على المراهنات في اتساعها الى ماهو أبعد من فرملة الحركة أو ضبطها على رقعتها الضيقة (قياديا) او أوسعها (شعبيا) ..!! الجنوب منذ ماعرف بدولة ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) وحتى اللحظة يشهد إنتاج وتخلق سياسي توالدي تغييري يذهب به وفق كثير من (المراهنات) الى انزياحه ذات اليمين وذات الشمال وربما في التوجهات الإقليمية والدولية الى أبعد من ذلك بكثير وهو بحق عند التفكير المنطقي الجيو سياسي ربما هو يعطي المبررات لتهافت كل هذه الأطراف عليه بغية إدراجه تحت السيطرة المطلقة وفق نظرية الاحتواء السياسي بمفاهيم الشرق الأوسطي الجديد ..!! دخل الجنوب وفق نظرية الاحتواء السياسي في المرحلة الثانية ما بعد عام (1990م) وقد مكنه إرثه السياسي بكل غثائه أن يرفض جسديا ذلك الاحتواء فالمناعة الحضارية له كانت عاملا مهما في مقاومة كل أشكال ذلك الاحتواء بكل مفاهيمه القريبة والبعيدة وظل على مدى ما يقرب عن ربع قرن وهو الصامد في وجه أشرس هجمة تاريخيا على مدى حقب التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر ولم يكن يملك في تلك المقاومة إلا سلاح الهوية التي اختزنها جسده وظل حاملها حضاريا معه مع كل ندوب الزمن التي لصقت به وأثرت على مظاهره العامة ..!! اليوم نرى الجنوب وهو يحمل قضيته العادلة يدخل مرحلة جديدة من مراحل الاحتواء بدأت مطالعها تلوح بالأفق من تكالب تلك القوى القديمة الجديدة (محليا وإقليميا ودوليا) بكل ما تروج له من مشاريع فضفاضة غير قابلة للهضم عند أبناء الجنوب وهي تذهب بنا الى عودة المشاريع ذاتها بهيكل جديد مزخرفة واهية لا تمت لمصالح الجنوب الوطنية بصلة البتة اللهم يسيل لعاب بعض مايتوهمون أنهم من (زعاماته) في كيفية الحصول على مغانم شخصية واهية وربما من قد سبقوهم واكتووا بنيران هذه اللعبة قد رأوا كيف هم الآن في غياهب الجب ..!! المشاهد على الساحة الجنوبية اليوم هو تدافع الكثير نحو فخ هذا الاحتواء بدوافع كثيرة ليس هنا مقام التفصيل فيها لكنها تجري كلها نحو تموضع جديد لاصطفاف مشبوه مجرد من الوطنية الحقة التي ينبغي على الجميع التحصن بها في فلك هؤلاء ومع كل ما يجري نرى أن الوقت كفيل بفلترة الجو السياسي الجنوبي العام وتنقيته من الشوائب وإعادة ترتيب البيت سياسيا من خلال قراءة واعية لما يخطط ويحاك للجنوب وثورته التغييرية وقضيته العادلة في استرداد وطنه ولا أري في كل ما يجري إلا مراهنات خاسرة لبيع قضية شعب ووطن بدراهم معدودة وثمن بخس فهل فقه الجميع نأمل منهم ذلك والأيام حبلى بالقادم الجديد للجنوب ..!!