تروي لنا كتب الأدب قصة قريط بن أنيف ، وهو شاعر جاهلي ، من قبيلة بني العنبر من تيم ، كان يملك مجموعة من الإبل – وكانت أفضل المال عند العرب إذ ذاك – فأغارت عليه بنو شيبان ، ونهبت ثلاثين من إبله ، فاستغاث بقومه فلم يغيثوه -مع أنهم ذوي عدد لكنهم غثاء كغثاء السيل –فما كان كان منه إلى أن لجاء إلى قبيلة اخرى وهم بنو مازن فأغاثوه ، حيث أغاروا على بني شيبان ، وأخذوا منهم مائة من الإبل وأعطوها لهذا الرجل ، فامتدحهم بأبيات جميلة جدًا يصف فيها حال قومه وكأنه يعنينا أيضًا بها ، قال : لو كنت من مازنٍ لم تستبح إبلي بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانًا إذًا لقام بنصري معشر خشنٌ عند الحفيظة إن ذو لوثة لانًا قومٌ إذا الشر أبدى ناجذيه لهم قاموا إليه زرافاتٍ ووحدانًا لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانًا لكن قومي وإن كانوا ذوي عددٍ ليسوا من الشر في شيءٍ وإن هانا يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا كأن ربك لم يخلق لخشيته سواهم من جميع الناس إنسانا فليت لي بهم قوما إذا ركبوا شدوا الإغارة فرسانا وركبانا فسبحان الله ما أشبه الليلة بالبارحة مع الفارق في حجم الاعتداء طبعًا فالغارة هنا هدفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد شنت على أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين . أتعلمون كيف قابل قادة المسلمين هذه الغارة وهذا الهجوم نادى بعضهم بأصوات عالية أيها الغرب أنقذونا جرموا الاعتداء على الأديان والمساس بها ناهيك عمن اعتذر منهم لأن شعبه قد غضب للمساس بنبيه – وإن كانوا أخطأوا التصرف فهي حرية تعبير كما يدعيه الغرب على خصومه – أتعلمون بماذا رد الغرب على من طلب منهم تجريم السخرية بالأديان ، قالوا لهم : نحن عندنا حرية تعبير – سبحان الله – حرية تعبير عندما يكون الأمر متعلق بالمسلمين ، أما إذا تكلم أحد عن المحرقة اليهودية قاموا عليه جميعًا ورموه عن قوس واحدة وقالوا : هذا معادٍ للسامية … لحظةواحدة لماذا لا تسمون هذا حرية تعبير ؟ هنا يأتي الجواب واضحًا ليقول : اليهود خط أحمر ، فيا ليت لنا زعماء يجعلون الإسلام خط أحمر .