أؤمن تماماً أن بعض الأشياء تستطيع قبولها حتى وإن لم تقتنع بها.. أعني أن تجد لها تفسيراً على الأقل يقنعك.. بمعنى أن أجد العذر والمبرر حتى أمرر هذا الاقتناع.. إلا (الغرام) أو الجنون.. وخصوصاً الذي نشاهده هذه الأيام.. في شوارع مدن حضرموت.. ليس حادثة قتل (عبدون) في المكلا طعناً من قبل مجنون.. هي التي حركت فكرة هذا المقال.. فالجنون عذر تسقط معه التكاليف كحالة هذا المجنون.. لكن صورة (الغرام) الذي ظلت تدور في ذهني.. هي مانشاهده في شوارعنا من (غرام يغرّم ) يعني لاتستطيع أن تقبله حتى لو كنت (مغروم) فانه (حتى الغرام ينعقل ) ياجماعة!! اختفى اليوم من ذهنية الناس وتصوراتهم ذلك المجنون الرسمي الذي يتوه كلما ابتعد عن (الحافة) بمعنى (يغرم) ويموت في الحافة.. ربما مقيداً أو طليقاً.. لكنه بالقطع (مغروم) واضح الملامح (وغرامه) لايحتاج دليل..إنه نمط الجنون الرسمي الذي أعرفه أنا وتعرفه أنت.. وظل سائداً منذ أن عرفنا (الغرام والمغاريم).. لكن الصورة اليوم تغيرت.. اليوم (المغاريم).. لاتعرف له أصل ولاقانون!!لاهو إبن الحافة!! ولا إبن المدينة!! ولاتستطيع أن تجد تفسيراً لظهوره ولا لاختفائه!! إنهم مثل المحترفين.. كأنهم يأتون بناء على طلب من جهة ما.. وهي المسئولة عن توزيعهم المثير للسخرية والرثاء!! (مغاريم) اليوم عقال!! نعم وإلا كيف عرف الطريق من بلدته البعيدة وهي بالقطع ليست حضرموت.. وكيف وصل إلى المكلا أو الشحر أو الغيل!! ومن فاعل الخير هذا الذي عمل على نقلهم!! ومن يصرف عليهم أثناء فترة الاحتراف!! وأعتقد أنه يُصْرَف لهم بدل انتقال وتمثيل!! والأعجب: كيف عرف هؤلاء (المغاريم) أن الوحدة قامت!! حتى وصلوا حضرموت!! و(مغاريم) اليوم (مغاريم) مناسبات.. يظهرون أيام الأزمات والانتخابات أو الاستحقاقات الرسمية فقط؟؟ (المغروم) الحقيقي يطعن على طول.. التايوان يدور بالسكين فقط لإكمال المسرحية.. (مغرومنا) يظل في حافته (حانب).. (مغروم) اليوم لمس مثل الآي فون يختفي بلمسه!! أو تظهر طبعة جديدة منه!! (غرام) اليوم عقل أما (غرام) الأمس (غرام).. وقانا الله وإياكم شر (الغرام)..