أوقفوا عبد الفاسد أفندي… لعنة الله على الفساد والفاسدين, وعجل بفضحهم والتنكيل بهم, ومكّن الحق وأهله منهم ومن الأموال التي نهبوها وسرقوها, اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب عليك بكل فاسد نهاب, أفضح أمره, واكشف ستره, عليك بالملايين المخزّنة والعقارات المكدّسة, وردها إلى الفقراء والمساكين المحرومين يارب العالمين. حالنا في حضرموت اليوم يصدق فيه المثل القائل ( ما يقبصك إلا قمل ثوبك ), والمراد به أن الأذية تأتي من القريب لديك لأنه يعرف مداخلك ومخارجك جيدا, وهذا المثل هو خير توصيف لواقع الفساد في حضرموت اليوم, لأن دوري الفساد في حضرموت في هذه المرحلة فازت به رموز حضرمية محسوبة على إحدى الجهات الأمنية, وهذا ما جعلها في مأمن من الملاحقة والمساءلة, وأتاح المجال أمامها لتنهب وتسرق وتأكل الأخضر واليابس. ولا ننسى أن حضرموت لازالت بكرا في خيراتها ومواردها, وقد أُغري بها مشاهير الفاسدين وسال لها لعاب الكبار والصغار في الداخل الحضرمي والخارج, و يعد النفط والعقار أكثر المجالات التي طيحت أكبر نجمة ونسر, وجعلتهم يلهثون كالكلاب اللاهثة يتناوبون عليها بالدور, ويا الله, كم من معتوه صعلوك لا يجيد نظم الجمل والعبارات خرج منها مليونيرا ثريا, ولهذا اقتسم القوم الفاسدون – أهلكهم الله وشفا صدورنا منهم – هذه الثروة على اثنين, فالنفط للفاسدين من خارج حضرموت, والعقار للفاسدين من الحضارم بائعي ذممهم وضمائرهم ينهبونه ويتلاعبون به, حتى تكون القسمة متساوية والكفة متوازية. في ظل الحكم العسكري لليمن بات هؤلاء يشكلون طابورا حضرميا خامسا يرعى مصالح الجنرالات والعقداء داخل حضرموت وأداة من أدواته التي يحكم ويبطش وينهب بها, بعد أن أمنوا العقوبة والزجر . لن تجدي المطالبة المستمرة للسلطة بوقف هذه العصابة الجديدة, لأنها – السلطة – تعيش حالة من الضعف والعجز واللامبالاة, وربما المشاركة, ولكننا نستطيع أن نفعل كل منبر إعلامي حر ونزيه, وكل منبر مسجد وساحة, للتشهير بهذه الفئة وفضحها وفضح من يقف ورائها, وينبغي أن يستشعر كل موظف ومسؤول غيور, أن عليه دور في كشف كل ما يدينهم ويجرمهم بما يقع تحت يده من وثائق ومستندات, لأن المجرم مهما أتقن جريمته لابد أن يترك خيطا يدل عليه, لأن سنة الله الماضية في خلقه فضحُ الفساد وأهله وانكشاف أمرهم كما قال تعالى في المنافقين الذين حاولوا أن يخفوا بواطنهم السيئة, خلف ظاهرٍ مزيف كاذب, قال فيهم ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم ) هكذا تمضي سنة الله في خلقه. وكم تمنيت لو تشكل لجنة أو هيئة حقوقية من الأخيار غير حكومية حتى لا تتلوث بلوثتها ونجاستها, تتولى جمع كل ما يدين هؤلاء ويكشف أمرهم وإن كنا نعلم إن الوقت الراهن لا وجود لقضاء نزيه ولا أمن محايد قوي, وإنما الكل يمثل حكومة فرعون وحزبه, ولكن ربما يأتي الوقت الذي يتم فيه فتح هذه الملفات والمحاسبة الجادة لهؤلاء المجرمين.