فرحت محافظة حضرموت وكافة أصقاع الأرض بالإعلان عن سعيدة الحظ لتكون عروسة البحر العربي من العام 2005 م تزينت واكتست مدينة المكلا وجبالها وسواحلها بالحلية والزينة استعداً للزفاف التي تقرر في الثاني والعشرين من مايو من ذلك العام ،أيام ويطل على أبناء اليمن عموماً وحضرموت خصوصاً العرس الجميل لعشيقة البحر العربي وتزغرد الأصوات وتفوح الرياحين والعنابر وتأتي الوفود من هناء وهناك لترسم لوحة صغيره تعبر عن فرح وتواجد العالم في ذلك العرس المشهود،ولكن ماذا بعد؟ ربما كان الحب الحقيقي من طرف واحد مما أدى إلى ترمّل المكلا بعد سبعة سنوات من الزفاف وبعد أن سلبت منها بكارتها وأهملت زينتها ليتغير حالها من العروسة البكر إلى حال الإرمله التايهه ،وتعيش مكلانا الجميلة حياتها بين سنوات من الحرمان والتهميش. وحيث كانت طرق فوه تضم في احضانها شريط اخضر يسر به الناضرين تمثل في المنتزهات والحدائق التي تقع على جنباته وفي كل مكان من مدينة المكلا والذي يعتبر جزء رئيسي من زينتها وحليتها التي اكتسته في عرسها الفرائحي ومن بينها تلك الحدائق التي كنت أشاهدها في الماضي وهي تكتظ بالمتنزهين من الشباب والعوائل ،كم كانت تلك المنتزهات تحمل من معاني ومناظر جميله لواجهت وطرق مدينة المساكن ولزائريها والتي تنشرح لها النفوس،وبينما كنت أمر بجانبها وقفت اليوم أتأمل في حالها التي يرثى لها ،إنارتها هشمت واسيجتها الحديدية خلعت وكراسيها كسرت وأعشابها أجدبت ويبست وصارت أرضها قاحله وتحولت من مكان للتنزه وانشراح الحال إلى مكان لعشاق الرياضة ليمارسوا هوايتهم الرياضية فيها وبعضها منحت للمستثمرين الصغار لأقامت فيها ملاهي والعاب الأطفال،ياترى أي ذنب اقترفها أبناء تلك المناطق والقاطنين بالقرب منها ؟حتى يحرموا من خدمات هذه المنجزات العظيمة.وتلك الأشجار بأي ذنب قتلت ،أجابه ستجدها عند الجميع هي ذنب الإهمال واللامبالاة واللامسئوليه . لم يتوقف دمار الإهمال على جزء من زينتها الخضرا بل كان دمار شامل طال الجولات والدوارات التي تنتصف الطريق بمنظرها الخلاب الأخضر وتصاميمه الرائعة التي تعبر عن أناقة ونهوض المكلا وتقدمها تنموياً وتبعث روح الانضباط والإحساس بالاستقرار الاقتصادي والتنموي والأمني في نفوس المارين بها ،دوار 22 مايو طريق الستين وجولة ابن عزون الذين كانوا اشرآقات نمو وتطور وعناية فائقة في مقدم العمر وتدهور لوضعها في مقتبل العمر للأولى وربما الأخرى لا تزال تتلقى شي ما من العناية الذي يسد حاجتها ويبقيها على حياه بين الدهور والصلاح مستلقية على السرير الأبيض، مع انه لا يزال بالإمكان أعاده تأهيلها وصيانتها للاستفادة منها قبل أن يخلق من الإمكان مستحيل وتدمر مشاريع أنفقت عليها مليارات الريالات،ويمكنني أن أتسال هنا عن دور قيادات المحافظة ذات الاختصاص الذي تكلل بالصمت المطبق دون تحريك ساكن،بينما المكلا تترمل أيها الساده. والله من وراء القصد،،