الملك الحضرمي الضليل امرؤ القيس قال ذات يوم : دمون يادمون.. نحن معشر يمانون وهو (( كلام )) قد يرى فيه بعض النقاد انه لا يتطابق مع جزالة صاحب المعلقة البكر في الشعر العربي..ورغم ذلك فقد اعتمد على هذا القول البعض في التأكيد بانّ حضرموت يمنيه من زمن الملك الحضرمي …رغم ان الكتابات والنقوش القديمه التي سبقت عصره او تلت زمانه ..لم تُشر بان حضرموت كانت جزء ثابت من ارض (( السعيدة )) ..التي هي معروفه في العصر الحديث باليمن (( اليمن الشمالي))..حضرموت كانت أرض الأحقاف ..وأرض عاد .. لا صلة لها باليمن ..ولا صلة لليمن بها في الزمن القديم غير ان القبائل والممالك في الأزمنة الغابرة تتبادل (( الغزو )) فالأقوى يغزو الأضعف ..فيضم المنتصر إليه ممتلكات المهزوم لكن لا يلبث المنتصر .. مهما طال به الزمن إلا و يعود إلى أرضه الأم و(( ربعه )). أما ابن الأرض الحقيقي والخارج من ترابها فإنه يبقى فيها لأنه منها ..وله بحرها وهوائها وزرعها وثرواتها..أما الحالات الاستثنائية في التاريخ فإنها لا تعطي احدا الأفضليه في ان يتملك او يضم ارض الآخرين إليه تحت ذريعة الحق التاريخي أو القول إن الفرع عاد إلى الاصل… وإذا كانت (( دمون يادمون ..نحن معشر يمانون )) من كلمات الملك الحضرمي الضليل فإن المرجع الأكثر ثقةً لاستقلالية حضرموت التاريخية وعدم تبعيتها لأي من الحضارات القديمة أو الممالك السابقة فهو الوفود الحضرمية التي بايعت النبي محمد عليه الصلاة والسلام إذ زارته قبائل السكون ووفد برئاسة وائل بن حجر الحضرمي ووفود من كنده وكان من ضمنها المجموعة التي ترأسها الأشعث بن قيس الكندي والتقوا النبي عليهم الصلاة والسلام وعليهم حلل من الحرير والديباج وقد نهاهم من لبسه . وجميعها كانت من حضرموت ..ولم يأتِ المؤرخون بذكر لليمنيين بأنهم كانوا ضمن أعضاء تلك الوفود أو أنّهم قدموا من اليمن …. حضرموت تيمننت في عام 1967م ظناً من بعض أبنائها أن الوحدة مع بقية مناطق الجنوب يشكل دولة قويه يقود إلى الوحدة اليمنية ثم إلى الوحده العربية..!! لكن (( الحضرمي )) وحضرموت دفعا ثمن تلك التوجهات، فوجد الحضرمي نفسه يمنياً جنوبياً ثورياً ..ومناضلاً ..لكنه لا يعلم لماذا يناضل ومن اجل ..من يناضل..وماهي أسباب النضال؟ ولماذا باتت قضيته في الحياة ..النضال!!في وقت لا تتفق هذه الصفات مع طبيعة تكوين الحضرمي الذي يميل إلى التجارة والرفاهية والسكينة والاستقرار والعيش بسلام مع الجميع. من عام 1967م ..عانت حضرموت ولما تزل تعاني من هويتها اليمنية التي فرضها بعضاً من أبنائها عليها ووجد غير الحضارمة مبررا بيمننتها.ُ والمعروف أن الشعر أحد المراجع التاريخية لكنه ليس المرجع الوحيد ‘وقد قال أحد الشعراء في الحضارمة دون الإشارة إلى اليمن أو اليمنيين: لقد ولى القضاء بكل أرض من الغر الحضارمة الكرام رجال ليس مثلهم رجال من الصيد الجحاجحة الضخام وواضح أنّ حضرموت تقع الآن تحت ضغط كبير من أجل فرض الهوية اليمنية عليها .. ومن ذلك القول إنّ منارة المحضار (( عماره يمنيه )).. ووصف الحضارمة الأوائل الذين نشروا الإسلام باليمنيين .. و(( الدحيفه )) رقصه يمنيه ..وبنات المكلا المشهورات بانهنّ دواء كل عِله أصبحنّ يمنيات ونقشة الحناء التي تزيد كفوف الحضرميات حسناً والمعروفة بالأرز.. صارت يمنيه …ورجال الأعمال الحضارمة العصاميون .. باتوا يمنيون …حتى العسل الحضرمي (( الدوعني )) أصبح موصوفاً بالعسل اليمني..وهو التعدي على الهوية والتاريخ المرتبطان بحضرموت والحضارمة.. الوحدة قائمة بين دولتين هما الجنوب والشمال لكن الجنوب قبل رحيل الإنجليز وقبل الوحدة كان مجموعة مشيخات وسلطنات ..لكل منها عمقه التاريخي وعاداته واستقلاليته ثم أصبح الجنوب دوله واحده …ولم تعمل دولة الجنوب رغم قسوتها على طمس هوية المشيخات والسلطنات ..إذ بقيت لكل سلطنه و مشيخة تاريخها وهويتها ضمن الدولة الواحدة وهذا مالم تفعله الوحدة المعمدة بالدم في يوليو94م…وهو ما جعل أبناء حضرموت وبقيت مناطق الجنوب لايرون في الوحدة غير (( فيد)) و(( نهب )) ..وتحوير للتاريخ……بينما استند آخرون إلى أن بيت من الشعر منسوب لملك حضرمي حُجه تاريخيه ليمنية حضرموت ومحلل لأن يكون بترول حضرموت وذهب حضرموت وبحر حضرموت وعادات حضرموت من الحقوق التاريخية لأهل اليمن ولو بقي الحضارمه يعيشون على (( كُزمة )) خمير +(( شرخة )) لخم .وبالمناسبة كزمه وشرخه من الكلمات الحضرميه الدارجة والتي لم تصلها اليمننه بعد !! كما وصلت إلى (( البسباس )) الذي تحول إلى (( سحاوه )).