لم يتوقع القاضي سالم عبدون أن تمر عليه الأيام ليكون بطلا لمسلسل آكشن رهيب يقوده فيه ثلة من الخاطفين في دهاليز طرق وعرة مخيفة بين حضرموتوشبوة ويتعرض فيها في مواقف كثيرة للتصفية الجسدية والتهديد والوعيد بالقتل . وكشف القاضي عبدون في حوارنا معه حول قضية اختطافه المشئومة عن خفايا وأسرار نسوقها لكم بلسانه وكشفتها قسمات وجهه التي سجلتها كاميرا الزميل رشيد بن شبراق فإلى التفاصيل .. هجوم مفاجئ يقول القاضي سالم عبدون في سرده لقصة اختطافه : صباح يوم الخميس 29 أغسطس اتصلت بالحارس الشخصي الخاص بي الذي كان في النيابة العامة وقد انتظرته في البيت لكنه تأخر فخرجت لانتظاره أمام باب البيت وفجأة اتصل شخص اسمه محسن العولقي وقال لي أين أنت فقلت له: أنا ذاهب للعمل ومباشرة فوجئت بستة أشخاص فتحوا باب تاكسي وهجموا علي هجوم كاسح بدون استئذان ، وضربوني بأعقاب البنادق حاولت أن أقاومهم لكن للأسف ربطوني وكان المكان خالياً من المارة ، ثم ضربوا لي إبرتين مخدرة لإيقافي عن الحركة ومشينا فترة طويلة حتى أفقت من الإغماء فوضعوني في سيارة هايلوكس في مؤخرتها وغطوني بفرش . مغامرة وادي الضراء يتابع القاضي عبدون حديثه عن التهديدات التي بدأت تتخذ منحنى جديداً بترديد الخاطفين لكلمات الذبح والقتل وأضاف أحسست حينها بوهن وتعب وإرهاق شديد ، وأخذني شخصان أحدهما يضع جنبيته على رقبتي والآخر يشهر سلاحه وهو مشحون ويوجهها إلى وجهي ودخلنا في طريق لا نقاط تفتيش فيه في أماكن غريبة ومكظومة حتى وصلنا إلى صحراء ثم أخرجوني من السيارة وجاءوا لي بالأكل والملابس ثم قالوا لي كن جاهزاً فنحن نتجه إلى شبوة وسنقابل شخص وطلبوا تنفيذ مايريده ذلك الشخص وإلا فأنا مقتول لامحالة ، وواصلنا المسير حتى أوصلوني إلى منطقة نصاب وهناك أخذنا استراحة وصليت ثم قالوا سنتوجه إلى الشخص المذكور لكن في وقت متأخر لأننا سنمر بوادي اسمه وادي الضراء ولايمكن لأحد المرور فيه إلا في ساعات متأخرة من الليل ، وفي الطريق تم إيقاف السيارة وواصلنا الطريق مشياً على الأقدام في موقع موحش حتى سلموني إلى المدعو محسن بن مبارك العولقي أحد المتهمين في القضية . مواجهة وتهديد بالتصفية في اللحظة الأولى لمقابلتي من المدعو العولقي أخبرني أني السبب في إلقاء القبض على أقاربه في الرياض بالسعودية وطالبني بتحرير خطاب لفك أسرهم من السلطات السعودية لكني رفضت ذلك خاصة وأن أسلوبه في الكلام كان سيئاً للغاية وطلبت منه أن يعفني في تلك الليلة عن أي كلام لأني مرهق جداً ولا أستطيع الحديث عن شيء. ومع هذا استمعت له وهو يهدد ويتوعد بالقتل والذبح حتى وصل به الحال بالقول نحن قادرون على الوصول لأي شخص وإن كان النائب العام ، ثم أعطاني جوالي بعد أن أخذه مني الخاطفين واتصل شخص اسمه فهد باقطمي . تهديد مستمر للأسرة صادف خلال عملية اختطافي ضياع جوال أحد الخاطفين أمام البيت فأخذه أولادي وسلموه لمدير أمن حضرموت العميد فهمي حاج محروس ، وبعد ذلك علمت أن الخاطفين يهددون أسرتي بالقتل والخطف فكان الدور الرجولي للأخ فهد باقطمي الذي اتصل بالعولقي شخصياً ليطالبه بإيقاف مثل هذه التهديدات لأسرتي . تطور في ملف القضية في اليوم التاسع من احتجازي جاءني المدعو العولقي وقال لي سننقلك إلى بيت الشيخ عوض بن الوزير بعد وساطة رئاسية ساهم فيها وزير الدفاع الذي تواصل مع الشيخ لنقلي إلى بيته أولاً ومتابعة حيثيات القضية وتم نقلي كرهينة إلى بيت علي بن الحسين حتى يتم البحث في القضية والوصول إلى حل . مغامرة جديدة مسألة نقلي من بيت المدعو العولقي إلى بيت آل بن الحسين لم يكن بالأمر السهل فقد انطلقت ليلاً كما دخلت وإلى جانبي ستة أشخاص أحدهم أمامنا يستطلع المنطقة وِشخصان جنبي وشخصان خلفي للخروج من هذه المنطقة المخيفة سيراً على الأقدام إلى بيت بن الحسين الذي لقيت فيه كل الضيافة والكرم وحسن الاستقبال وتم تطويق البيت بحراسة أمنية مشددة. مقايضة أعتقد أنه تم للخاطفين ما أرادوا فقد اتصل بي النائب العام الأستاذ علي الأعوج وأخبرني بأنه تم إطلاق سراح الجناة في السعودية وحينها دخل أحدهم علينا وقال لي تجهز فقد حان الرحيل والعودة لأهلك وأسرتك ، وتم ذلك بعد أن تجهزت توجهنا إلى مطا عتق وكانت هناك مروحية عسكرية جاهزة للإقلاع بي إلى صنعاء التي توجهنا إليها في تمام الساعة الثانية ظهراً وكان في استقبالنا السيد علي الأعوج وعدد من القيادات العسكرية . ضرورة توفير الحماية الأمنية يضيف القاضي عبدون في حديثه إلى ضرورة توفير الحماية الأمنية للقضاة كونه بات أمراً ضرورياً حتى لايتعرضوا لأي ابتزاز أو لوي ذراع كما هو الحال في حادثة اختطافه التي كشفت عن ضعف للدولة واهتزاز لم يسبق له مثيل لمؤسسة القضاء التي يقع على عاتقها حماية المواطن من أي تهديد أو استهداف أو تعدي. لارجوع أكد القاضي سالم عبدون أن ماتعرض له من عمل جبان لن يثنيه عن مواصلة نهجه في الدفاع عن حقوق المواطنين وسيستمر في الذود عن الضعفاء بعد أن يأخذ قسطاً من الراحة والنقاهة من ويلات مغامرة كاد أن يفقد فيها حياته ، لكنه أكد أن لارجوع عن العمل في مجال القضاء الذي يعد السبيل لنصرة المظلومين .