• لا يملك أي إنسان اوتيَ قلبا رحيما , وجعل الله فيه الشفقة إلا أن يترحم على هؤلاء الأبرياء الذي قضوا نحبهم بهذه الطريقة الوحشية الفظيعة التي تؤكد مدى جرم صاحبها ومدى حبه وإسرافه في القتل , بحيث ارتضى قلبه وفكر عقله ونفذت يداه وأقدم على إزهاق الروح التي حرم الله إلا بالحق . • بداية نترحم على كل روح بريئة طاهرة أسلمت نفسها لخالقها , سائلين الله عزّ وجل أن يحتسبهم عنده من الشهداء , وان يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ,وان يجبر الوطن على فراقهم , لان قتلهم بهذه الطريقة الوحشية , فيه من الترويع والترهيب والتخويف , ما لا يمكن أن يتصوره عقل . • بأي ذنب قتل هؤلاء الشباب , ومن هذا المجرم القاتل الذي سولت له نفسه قتل أخيه ظلما وعدوانا وإفسادا في الأرض , بطبيعة الحال ليس هؤلاء من البشر بل ذئاب تقمصوا في صورة بشرية , ليرتكبوا مجزرة بحق أناس لم يستحقوا مثل هذا الجزاء . • المناظر التي بثت عقب الحادثة الإجرامية , ستظل عالقة في الأذهان ليس لفداحتها حسب بل لأنها اقتطفت شباب في مقتبل أعمارهم , شباب نشدوا التغيير بصفاء القلب , ولم يعرفوا بأن هناك من يتربص بهم ليلحق الضرر بالوطن والمواطنين , وليدخل البلاد والعباد في دوامة من القتل لا يعرف مداها إلا الله سبحانه وتعالى . • إن من أقدم على تنفيذ هذه المذبحة الإنسانية , يعرف تماما مداها وعواقبها , ويعلم علم اليقين بأن وبالذات في هذا التوقيت ستقطع أي حبل للوصال او الاتفاق , ولان الاتفاق على كلمة سواء سيحد من أحلامهم الدموية وسيفشل مخططاتهم العدوانية ونواياهم الإجرامية , نفذوها في حق الأبرياء لينالوا من الوطن وليس من أهاليهم ومن محبيهم ومن الوطن كله . • الدولة ينبغي عليها أن تحكم سيطرتها التامة وان تضطلع بدورها وان تقدم هؤلاء الجناة للمحاكمة , ولا تأخذهم بهم شفقة ولا رحمة وان تجعل حسابهم من جنس عملهم , وألا تتسامح مطلقا مع مصاصي دماء إخواننا ومع المتاجرين بدمائهم العارضين لجثثهم في الفضائيات وكأنها ملابس أزياء , وعلى الناس أن يتعاونوا مع رجال الأمن لما فيه مصلحتهم وتجنيب الأرواح البريئة للإزهاق . • العاقل وحده سيدرك لمصلحة من ترتكب هذه المجزرة في هذا التوقيت بالذات , المستفيد الوحيد هو من باع نفسه للشيطان وجعل أرواح الأبرياء مطية لبلوغ أهدافه الحقيرة , وهو يعرف ان مثل هذا العمل سيخلف عواقب وخيمة , اقلها الفتنة الداخلية , وهو ما يبحث عنه البعض المهووسون بامتلاك السلطة ولو على جماجم العباد .