احمد هادي : نعم اليمن اليوم تحت الوصاية الدولية , واللاعبون الرئيسيون لهده الوصايا هم : أمريكا , بريطانيا , فرنسا , الاتحاد الأوربي , الأممالمتحدة , البنك الدولي , والغائبون عن تقاسم ملفات اليمن والوصاية عليه , الجانب اليمني وألمانيا الاتحادية . وهده هي النتائج التي أوصلتنا إليها الثورة في اليمن , محدده في ( الوصاية الدولية ) و ( تسليم القرار السيادي ) للدول الاستعمارية . ولدلك نقول عن دوله ما انها مستقلة وذات سيادة عندما تكون خاليه من تواجد القوات العسكرية الخارجية على أي قدر من أراضيها , وعندما تكون قادرة على بسط سلطتها على كل شبر من تلك الأراضي دون عوائق ايا كانت , سواء منها عوائق النتوئات الداخلية , او عوائق بفعل أنشطة الدوائر الخارجية على أراضيها , خصوصا اثر الضغوط الأجنبية في توجيه مسارات واتجاهات قرارها السيادي الوطني , بمعنى ان حرية الدولة في صناعة واتخاذ قرارها السيادي فيما يتصل بمختلف شؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية , وبمحض من إرادتها الواعية والمستقلة , هو أول مؤشر على سيادة تلك الدولة , وقدرتها على تنفيذ قرارها بسلاسة وفاعليه على ضوء إدراكها وتقديرها بمجمل المعطيات على الأرض , وبحافز من مصالحا الوطنية وحجم المسؤوليات المعطاة على قيادتها , بحيث لا يتفق بأي حال من الأحوال ان توجد وصاية وتوجد معها حرية في صناعة واتخاذ القرار المستقل الخالي من المؤثرات الأجنبية التي تحدد له النوعية والاتجاه والمدى الذي يبلغه , فالسيادة هنا والقرارات متغيرات مستقلة تتصل بكرامة وكبرياء وتطلعات الوطن والمواطن , بينما الوصاية متغير تابع أصله بالخارج وليس بالداخل , ولا يمكن السيطرة عليه بقوى الدولة الذاتية . وأحب ان أشير هنا الى انه وفي سياق التغيير في البني الجيوسياسية في المنطق فان الأحداث تتجه بان تكون اليمن في قبضه الاستعمار الدولي وبصور عصريه لا يشترط ولا يستدعي وجود قوات عسكريه وقواعد على الأرض , وإنما من خلال مجلس الأمن وبصور مباشر , وتدار شؤون اليمن وتتخذ القرارات في الأممالمتحدة عبر دلك المجلس , مما يشير وبدون أدنى شك إلى ان اليمن قد سقط قرارها السيادي لصالح الوصاية الدولية , الدول الاستعمارية اليوم تتوزع كل ملفات اليمن ابتداء من أدار الشأن الداخلي سياسيا واقتصاديا وامنيا وعسكريا وحتى مستقبل أوضاعها والكيفية التي سيكون عليها ذلك المستقبل ( تشريعيا ) خاصة وان ملف التعديلات الدستورية القادم قد أصبح من مسؤولية ( فرنسا – رئيسا ) وعضوية أمريكا وبريطانيا , وهده سابقه خطيرة , حيث ان سلبيات مصادرة القرار الشعبي للمواطن اليمني وإدخاله دلك النفق المظلم المجهول النهاية والمصير سوف يؤدي إلى نتائج خطيرة مستقبلا !! لكن أحزاب اللقاء المشترك بما لديهم فرحون !! على أمل استلام السلطة بعد عمر طويل , فنجدهم من اجل دلك مستمرون في تقديم المزيد من التنازلات التي طلبت منهم وتلك التي لم تطلب , خصوصا من قبل كبيرهم الذي يعتبر نفسه المؤهل لذلك فتؤول إليه كل الشؤون والأمور والحكم وفقا لإستراتيجية الدول الغربية وأمريكا في إحلال ( الجماعات الإسلامية ) في السلطة كما حدث نتاجا لما يسمى بثورات الربيع العربي ( ليبيا , تونس , مصر ) دون إدراك لحقيقة التطور الطبيعي لمجمل القوى السياسية في الساحة , ولطبيعة ومؤشرات المنظومة السياسية التي على أساسها يحتكم الناس وتتوالى العمليات والتطبيقات الديمقراطية وبصورة منتظمة , وبناء عليه ومن اجل بقاء الوصاية الدولية على اليمن سوف نسمع عن خطر القاعدة في اليمن بشكل متصاعد , وعن الخوف من تفكك الدولة , وان حرك الأحداث وما يفهم منها تشير الى اقتراب اليمن كثيرا من حالة الصومله . كل ذلك من اجل استمرار وإدارة شؤون اليمن من الخارج , مع ملاحظة انه قد تم تفصيل دور الأممالمتحدة المعروفة تبعيتها لأمريكا وأوربا بما يتفق واردتهما ومصالحهما , في الوقت الذي غيب تماما أي دور للجامعة العربية في اليمن , رغم ان الجامعة العربية في وضعها الحالي أصبحت جزءا من مشروع التآمري الأمريكي الأوربي والقطري الذي يمثل إسرائيل في كل ما يجري بالمنطقة العربية ومنها اليمن بالطبع !! خاصة وان قضية الجنوب وغيرها من القضايا سوف تبقى دون تناول او حل , الجنوبيون لن يحصلوا في التصور الدولي الحالي لا انفصال ولا فدرالية فإرادة قوى الوصايا تريد اليمن تقل موقعا استراتيجيا ودور دون اعتبار للقضايا المحلية التي كان لها دورا مؤثرا فيما وصلت إليه والت في اليمن ولذلك لأنني أتمنى على جميع الجنوبيين في الداخل والخارج الأخذ بما جاء ( التوضيح العاشر ) للدكتور محمد حيدره مسدوس , المنشور في عدد صحيفة الوسط الأخير .. لن أزيد في هذا الجانب .. لاكنني أود أن أشير الى الحملة الإعلامية التي تستهدف هده الأيام الحراك الجنوبي وقياداته بشكل غير مسبوق ومسعور في جميع وسائل الإعلام اليمنية ( الورقية والمواقع الالكترونية ) المحسوبة على القوات العسكرية المنشقة , وجماعة الأخوان المسلمين ( الإصلاح ) وحتى من يطلقون على أنفسهم الثوار والناشطين , في محاوله خبيثة وحقيرة لربط الحراك الجنوبي بالمشروع الإيراني الوهمي الذي هو من صنع فبركات تلاميذ الأمن الوطني في الشمال سابقا . إما القوى الاستعمارية فهي تعمل وفق أجندة مصالحها , وكما اقتضت حاجتها عملت على انفصال جنوب السودان , كما عملت سابقا على انفصال (التشيك والسوفلاك ) فيما كان يعرف سابقا (تشيكوسلوفاكيا ) أيضا الحوثيون لم ترصد لقضياهم أي حلول وهم حركة فكرية سياسية عقائدية مسلحة , أي ان المصالح الوطنية الداخلية سوف لن يكون لها نصيب في المرحلة القادمة بان مصالح القوى الاستعمارية الدولية أعطيت الأولوية عليها في المدى القريب والمتوسط على الأقل . إننا بما ذهبنا إلية فيما تناولناه بصورة مختصرة ومركزه هو الإشارة قدر الإمكان الى خطورة ما ستذهب إليه الأوضاع في اليمن والتي عنونت بما أطلقنا عليه الوصاية الدولية , والتي تقاسمت فيها الدول الاستعمارية الدولية الشأن اليمني , بما يشبه إلى حد قريب اتفاق (سايكس-بيكو) لاقتسام مناطق النفوذ في العالم والذي مس مصائر ومستقبل دول وشعوب عدة في ذروة الصراع الدولي إبان النصف الأول من القرن العشرين .