نت .. حربنا مع القاعدة حرب وجود .. ولا يجب أن تنتهي بتطهير هذه المنطقة أو تلك من العناصر الإرهابية والاحتفاء بذلك سياسيا وإعلاميا .. لأن التنظيم يتحرك في أكثر من مسار ويتبع أكثر من تكتيك في سبيل تحقيق هدفه بالسيطرة على رقعة جغرافية واتخاذها كمنطلق لتحقيق هدفه الإستراتيجي (دولة الخلافة) التي يلتقي فيها مع عدد آخر من التيارات الإسلامية بينها تنظيم "الإخوان المسلمين" . وسيطرته (تنظيم القاعدة) مؤخرا على عدد من المديريات في أبين وعدد آخر من المناطق في عدد من المحافظات كان تغيرآ في التكتيك الحربي (أسلوب العمل) بالنسبة للجماعة .. بالنظر للظروف السياسية والأمنية التي مرت بها اليمن في تلك الفترة وسعي التنظيم استغلال تلك الظروف . والأهم من هذا الحديث هو أن هذا التغير الأخير في التكتيك كشف عن الإمكانيات الحقيقية لتنظيم القاعدة (البشرية ، التسليحية) وهي بالطبع ضخمة وخطيرة لا تتوفر لجماعة إرهابية تعمل بأسلوب الخلايا النائمة وتتبع إستراتيجية العمل السري في الاستقطاب والحشد والتعبئة والتحرك الميداني .
والخطورة الحقيقية التي تكمن في هذا السياق تتمثل في إمكانية إعادة قيادات القاعدة تقييم أدائها على الصعيد العملياتي وحجم الخسائر التي تكبدتها في المواجهات الأخيرة مع القوات المسلحة وما يعنيه دخول أبناء القبائل في لودر بتلك المواجهات .. وهو ما قد يدفع بالتالي قيادة التنظيم لاتخاذ قرار بالعودة للأسلوب الاول : (الخلايا النائمة) و(الضربات الانتقائية في عمق المدن) و(استهداف المصالح الأجنبية والحيوية للدولة) .. وهذا بالضبط ما نصح به إسامة بن لادن في رسالته الموجهة قبل مصرعه لتنظيم القاعدة (فرع شبة جزيرة العرب) .. وفي ذات السياق عثر المواطنون على براقع وعبايات وأحذية نسائية كانت تستخدم للتخفي من قبل عناصر "أنصار الشريعة" الذراع المحلي لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب ،خلفتها وراءها بعد ان لاذت بالفرار من مواقعها على محيط لودر !