قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان الحزب قرر التعاون مع التحقيق الذي يجريه مكتب المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. واضاف السيد نصرالله في مقابلة مع قناة المنار ان مكتب المدعي العام استدعى 12 شخصا من اعضاء حزب الله والمقربين منه كشهود. واكد نصر الله انه في الاسابيع الماضية اتصل مكتب مدعي عام المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري بعدد من الاخوة، بعضهم ينتسب الى الحزب وبعضهم من اصدقاء الحزب، واستدعاهم الى التحقيق، وعددهم وصل الى 12 شخصا. وقال الامين العام لحزب الله ان "الاستدعاءات الاساسية حصلت في الاشهر الاخيرة من عام 2008 بعد انتهاء حوادث 7 ايار/ مايو، وعلى مقربة من اطلاق الضباط الاربعة، اذ تم استدعاء عدد من الاخوة والاخوات حينها، والملفت انه حينها لم تتم اثارة هذه الضوضاء حول الاستدعاءات". واضاف انه في المرات السابقة لم يستدع قياديون من حزب الله، ولا نستطيع ان نتحدث عن قياديين بالمعنى الاعلامي والسياسي، وقد استدعي شخص يعمل في الاطار الثقافي واخر في العمل الجهادي ويتواصل مع الاخوة الفلسطينيين في الداخل، وهم رفاق غالب عوالي وعلي صالح. واكد نصر الله ان الحزب سيستمر بالتعاون مع التحقيق الدولي لانه معني بكشف الحقيقة وليس لديه ما يخشاه من التحقيق ولعل هذا التعاون يمكن ان يساعد في اسقاط مسارات خاطئة في التحقيق. ولكنه اشار الى انه في لحظة من اللحظات، واذا اكتشف الحزب ان التحقيق الدولي يتجه الى نفس ما نشرته الصحف من حقي هنا ان اتخذ موقفا اخر. وقال نصر الله ان لجنة التحقيق امامها فرصة لترميم الثقة، واقترح عليها محاكمة شهود الزور، ومحاكمة من يقف وراءهم، ومحاكمة المسربين، اضافة الى منع التسريب من الان وصاعدا، والعمل على كل الفرضيات الاخرى، فطالما المحكمة تاخذ فرضية واحدة فالتحقيق غير عادل، اضافة الى انصاف من سجنوا ظلما. واشار نصر الله الى ان الادعاء الدولي اكد للحزب ان كل من يتم استدعاؤهم يتم على اساس انهم شهود وليسوا كمتهمين، قائلا: اول من تحدث عن المجريات، التي قيل انها سوف تجري وتحصل وتوجه الانظار باتجاه حزب الله او افراد في حزب الله، وهناك صيغتين تقول حزب الله او من معه، وصيغة تريد ان تخفف فتقول ان افرادا من حزب الله، ولكن اول من تحدث عن هذا الامر هو الفيغارو الفرنسية، وفيما بعد استفادت دير شبيغل، وهي افترضت امورا وتحدثت عن تفاصيل وشبكات هاتفية ودوافع، وحاولت ان تدخل مجموعة من الدول الاقليمية في الموضوع، وهذا في الشهر الثامن من عام 2006 اي بعد حرب تموز. واوضح: المرة الثانية بشكل رسمي قدمت تفاصيل لها اول وليس اخر، هي السياسة الكويتية في الشهر الرابع من عام 2009، عندما حسم ملف الضباط الاربعة، وهي نفسها التي كتبت سنياريو في عام 2005 عن الضباط الاربعة، وبالتالي كتبت سيناريو عن حزب الله في 2009 وصولا الى اللوموند الفرنسية في 2010. وهي مقالات حاولت ان ترسم خريطة للشبكات والمجموعات وتفترض طريقة بالعمل وتوجه اتهامات، وكل ما كتب هنا يتم نسبه اما الى مصادر في التحقيق او مصادر في المحكمة الدولية. وتابع نصر الله : كلنا يعلم انه في الساعات الاولى لاستشهاد الرئيس الحريري سمعنا اصواتا في العالم وفي لبنان تتهم سوريا، اذ بني على هذا الاتهام مخاطر كبيرة جدا واستمرت هذه الموجة الى الان، والى قبيل زيارة الرئيس سعد الحريري الى دمشق. واكد نصر الله ان حزب الله جهة مستهدفة منذ سنوات، وهناك قوى سياسية اتهمت سوريا، وفي تلك الايام خرج قادة اسرائيليون ليقولوا ان حزب الله اغتال الحريري، وهم اول من اتهم حزب الله، وهناك مشروع سياسي كان المطلوب ان تستخدم هذه الامور لخدمته، ولم يكن همهم حل مشكلة حزب الله، وكان مفترض بالتحولات ومحاولات العزل والاقصاء ان تنهي هذه الحالة، اي حزب الله. وقال : جاءت حرب 2006 لانهاء المقاومة وايجاد تغيير ديمغرافي في لبنان بالحد الادنى جنوب الليطاني، وخرجت المقاومة منتصرة وصارت محاولات لزج المقاومة في الداخل من خلال ما جرى في 5 ايار، وتجاوزنا هذه المرحلة، واليوم المقاومة مستهدفة اكثر من اي وقت مضى والتي اصبحت فاعلة اكثر اقليميا، والورقة الاخيرة والسلاح الاخير لاستهداف المقاومة هو هذا الملف الذي بدا فتحه بعد حرب تموز، واعتقد ان الكثير من القوى ليست بعيدة عما كتب حينها في لوفيغارو. واضاف : ما قراناه في الصحف ويتم الحديث عنه في الصالونات السياسية، وهناك قيادات سياسية وامنية لبنانية تتحدث ان لجنة التحقيق متجهة لاتهام حزب الله، وهذه معلومات لديهم من المحكمة والمدعي العام ان الامور متجهة الى قرار ظني، وليس لدينا ما نخشاه على هذا الصعيد. وتابع نصر الله: ولكن عندما جاءت هذه الاستدعاءات الان كنا نسمع في الصالونات من قوى انه سيحصل تحقيقات ستفضي الى اتهام حزب الله، وهنا يوجد 3 فرضيات، اما سيناريو وافتراضات لدى هؤلاء الكتاب وتاتي اللجنة لتسير على هذه السيناريوهات، اما الاحتمال الثاني فهو وجود تسريب من جهات بالمحكمة الى جهات سياسية وامنية لتحقيق الاهداف السياسية، الاحتمال الثالث انهم يدعون الغيب وهؤلاء انبياء يعلمون بالغيب الى اين ستتجه لجنة التحقيق، بين الفرضيات اتبنى الفرضية الثانية، والمسؤول بالدرجة الاولى عن هذه التسريبات هو مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية. واكد نصر الله ان القضاء على حزب الله اضغاث احلام، والحد الادنى لما يقومون به هو تشويه صورة الحزب، مشيرا الى ما يحكى عن دور لعماد مغنية في الملف. كما اكد امين عام حزب الله ان الحزب لن يسكت عن اي اتهام سياسي واعلامي يطاله وقال : هذا الاتهام السياسي لن نقبل به والاطراف الذي توجه هذه الاتهامات يجب ان تعرف اننا لا نقبل به حتى لو قاموا بتبسيط الموضوع، لان هذا الاتهام السياسي تترتب عليه نتائج كبيرة جدا على المستوى الاجتماعي والامني والسياسي، وهذا غير مقبول كما حصل مع قتل عمال سوريين في لبنان في عام 2005 وهم لا ذنب لهم.