موقف لايقل شأنا وعظمة عن دور المجاهدين في المتارس نعم .. فقد اجتمعت ام الشهيد وزوجة الشهيد واخت الشهيد وام الجريح واخت الجريح وزوجة الجريح وام الأسير واخته وزوجته … وكذلك امهات وزوجات واخوات المرابطين في الثغور في مترس وقفت أمامه وقفة اعظام وإجلال … وقفة ذهول وانا أرى امامي خلية نحل متكاملة الأركان في الاداء والهمة .. والنشاط ….. هناك تسمرت ونسيت الدور الذي أوكلت به والعمل الذي لأجله حضرت …وأخذت اسال السؤال وراء السؤال لماذا انتن هنا ؟! ولماذا كل هذه المأكولات ؟ ومتى بيكون حضوركن ؟ ومتى بيكون نومكن؟ومتى ومتى ولماذا ؟ لأكتشف نساء مضحيات باذلات من مالهن ووقتهن ووقت راحتهن لمن بذلوا أرواحهم وراحتهم رخيصة في سبيل الله لتفاجأني احد الاخوات التي استطعت أن أتحدث معها … لان الجميع كان منهمك في عمله وكأنهن يصدين اكبر زحف فى وجهه اعداء….فقد وجدت تخطيط لم ارٓ له مثيل .. تخطيط اكاديمي … حيث العمل مقسم منظم كل فريق عليه إنجاز مهمة معينه وفق زمن قياسي جدا … رغم أن الأغلبية يمكن لاتعرف مامعنى خط الحرف لكنهن بفضل الله ومن ثم بفضل تضحياتهن الجسورة تغلبن على بعض من احتفظن بالمناصب والالقاب الأكاديمية بوعيهن العالي بنعمة الهداية …. لنعود قارئ الكريم لاعرفك ماهو عملهن بالضبط !؟ فكما يعلم الجميع أو الأغلبية أن رمضان ليس للنوم فقط ومتابعة كل مايبث من برامج ومسلسلات هابطة تعمل على هدم قيم وأخلاق الأمة ..بل هو شهر العبادة شهر انزل فيه القران شهر الليالي المباركة والتقرب إلى الله … رمضان شهر جعل لنعيد نظام حياتنا واسرافنا خلال الأشهر الماضية … شهر نعيدفيه ترتيب حساباتنا كيف سنخرج منه ونحن مشبعون بالتقوى والإحسان ولأن رمضان هو التقوى والإحسان والصبر بذاته لمست ذلك عند هذه النسوة … حيث حدثتني إحداهن أن عملهن هكذا طيلة شهر رمضان … حيث يتم تقسيم الأسبوع إلى ثلاث مراحل … يومان يتم فيه عمل الحلويات والمعجنات .. يومان يتم فيه عمل الف لحوحة ويومان يتم فيها عمل مايقارب الالف خبزه … لمن كل هذا !!!! أنه للمرابطين في الثغور … … حيث اردفت بالقول وهي لا تقرا ولاتكتب ولم تعرف فنون الكتابة والمفردات ولكنها عرفت مامعنى الجهاد وكيف يكون الإنسان مؤمنا صادقا مع الله ورسوله وأوليائه الصالحين … هذا اقل القليل نقدمه لمن ضحوا براحتهم وأرواحهم لأجلنا. في رمضان وكل السنون التي مضت من العدوان … وكلي ذهول !!! متى يبدا يومكن في عمل كل هذا خصوصا ونحن في رمضان؟ تجيب والايمان يشع من كلامها ومن كل من حولها بابتسامة المجاهد المنتصر على اعداء الله يومنا في رمضان كله عبادة لله وفي الله يبدأ عملنا بعد تطبيق البرنامج تقريبا الساعة الحادية عشرة مساء بإعداد وتجهيز احتياجات كل وجبة .الى قبيل الفجر .. وأحيانا بل في الأغلب لاننام الا بعض ساعات ثم نحضر في تمام الثامنة صباحا لنبدأ عملنا … كيف ننام ومن في الجبهات هجروا النوم لأجلنا تلعثم لساني ولم اجد بأي حرف أو كلام اصفهن غير قول الله تعالى وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ من سورة التوبة- آية (71) سلام الله عليهن
