ذكرت تقارير أن إيران تعتزم الإفراج السبت عن أحد الأمريكيين الثلاثة المحتجزين لديها منذ شهر تموز/يوليو من العام الماضي. وأضافت التقارير قائلة إن وزارة الثقافة الإيرانية أخبرت الصحفيين عبر رسالة نصية بخطة إطلاق سراح أحد المحتجزين الأمريكيين الثلاثة الذين تتهمهم طهران بدخول البلاد بطريقة غير مشروعة وبصلتهم بالاستخبارات الأمريكية. وكان مراسلون قد تلقوا الخميس الرسالة النصية من وزارة الثقافة الإيرانية، وقد اقتطفت منها وكالة الأسوشييتد برس للأنباء ما يلي: "سيتم الإفراج عن أحد المعتقلين الأمريكيين الثلاثة في فندق الاستقلال وذلك في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم السبت." إلاَّ أن الوزارة لم توضح أي من المعتقلين الثلاثة سوف يتم إطلاق سراحه. والمعتقلون هم: شين بوير وسارة شورد وجوش فتَّال. لقاء والفندق المذكور يقع في العاصمة الإيرانيةطهران، وهو نفسه الذي سُمح لذوي المعتقلين الثلاثة بلقائهم لفترة وجيزة خلال شهر مايو/أيار المنصرم. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدينجاد قد ألمح في وقت سابق إلى إبرام صفقة لمبادلة المعتقلين الثلاثة بالإيرانيين الثلاثة الذين تقول طهران إنهم محتجزون في الولاياتالمتحدة، الأمر الذي عزز المخاوف بأن إيران تحتجز الأمريكيين الثلاثة بقصد المساومة عليهم. كما اقترح حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني، على الولاياتالمتحدة قبل أشهر إتمام صفقة التبادل المذكورة، قائلا إنه ليس لديه أي شك بأن المعتقلين الأمريكيين هم "جواسيس". تبادل السجناء لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، قال في رد على هذا الاقتراح "إن الولاياتالمتحدة لا تفكر بأي نوع من أنواع تبادل السجناء". لكن وزارة الخارجية الإيرانية رفضت مطلع الشهر الماضي دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطات الإيرانية "الإفراج فورا" عن الأمريكيين الثلاثة. وقالت الحكومة الإيرانية حينذاك إنها سوف تحاكم الأمريكيين الثلاثة المعتقلين لديها بتهمة دخول البلاد بطريقة غير مشروعة. كما نقلت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية عن رامين ميهانباراست، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قوله إن بلاده تفكر أيضا بإمكانية توجيه تهم أخرى ضد المعتقلين المذكورين، ومنها تهمة العمل عن سابق إصرار وترصُّد ضد الأمن الإيراني. تسلق جبال لكن لم يصدر عن السلطات الإيرانية أي مؤشر يفيد بتوجيه التهم بشكل رسمي ضد المعتقلين الثلاثة، والذين تقول عائلاتهم "إنهم دخلوا الأراضي الإيرانية بالصدفة بينما كانوا يمارسون رياضة تسلُّق الجبال في منطقة الحدود العراقية-الإيرانية". لكن ميهانباراست نفى ذلك قائلا: "لقد اعتُقل المواطنون الأمريكيون الثلاثة بسبب دخولهم الأراضي الإيرانية بشكل غير مشروع"، مضيفا بقوله إن المعتقلين يحصلون على المساعدة اللازمة عبر السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأمريكية في إيران. وكان أوباما قد دعا الشهر الماضي إيران إلى "الإفراج فورا" عن المعتقلين الثلاثة، قائلا: "إنهم لم يكونوا أبدا عملاء للحكومة الأمريكية ولم يرتكبوا أي جريمة على الإطلاق، كما تقول إيران". اقترح أحمدينجاد من قبل مبادلة الأمريكيين الثلاثة بإيرانيين "تحتجزهم" واشنطن. "أفضل ما في أمريكا" وأضاف الرئيس الأمريكي، الذي كان يتحدث قبل أيام من حلول الذكرى السنوية الأولى لاعتقال مواطنيه الثلاثة في إيران، إنهم "ببساطة شباب منفتحون مغامرون يمثلون أفضل ما في أمريكا، والإنسانية". وأكد أوباما أن الرجال الثلاثة "لم يكونوا على خلاف أبدا مع الحكومة الإيرانية، فهم يكنُّون الاحترام الشديد للشعب الإيراني، وإن اعتقالهم المجحف ليس له أية علاقة بالقضايا التي تفصل الولاياتالمتحدة وبقية المجموعة الدولية عن الحكومة الإيرانية". هذا وقد ساهمت قضية المعتقلين الأمريكيين في إيران بتصعيد توتر علاقة طهرانبواشنطن، وهي متوترة أصلا بسبب الخلاف على البرنامج النووي الإيراني الذي تقول واشنطن إنه يخفي وراءه أهدافا عسكرية، بينما يؤكد الإيرانيون أنه مخصص للأغراض السلمية البحتة.