أدين بالشكر والعرفان إلى "الكابتن" حسام البدري المدير الفني للنادي الأهلي.. حقا شكراً يا بدري.. فلولاك كنت سأجد صعوبة بالغة في كتابة مقالتي الأسبوعية.. فعلا "من غيرك كنت هاضيع". أعجبني بشدة رأي الزميل محمد شبانة في برنامج كوره أون لاين على قناة مودرن التليفزيونية.. - للأسف لم أشاهده على الهواء مباشرة عقب لقاء الأهلي والترجي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، ولكنني شاهدته عبر يوتيوب. الزميل والصديق العزيز تحدث حول اللقاء، وأشار بوضوح إلى وجوب رحيل البدري، والأهم هو ما أشار إليه حول حكمة إدارة الفريق الأحمر في البقاء على البدري مديرا فنيا للأهلي رغم كل الإخفاقات. قبل كل شيء أنا لا أتحدث عن الأهلي في دوري أبطال أفريقيا والتي خسرها الفريق الأحمر، ولكنني هنا أخوض في الأهلي الفائز على بتروجيت في الدوري العام، إذا أنا أتحدث عن فائز فاشل ولا أخوض في الخسارة لأقلب الأوجاع. فالفريق الأحمر فاز.. بدعاء البدري لا أكثر وكان على مقربة من خسارة كبيرة في شوط المباراة الثاني لولا تخلي التوفيق عن بتروجيت. والحقيقة أن الاستقرار والحفاظ على قوام الفريق، وعدم التسرع في إقالة المدير الفني في منتصف الموسم، كلها حجج واهية تسوقها الإدارة الحمراء لإخفاء السبب الحقيقي وراء الإبقاء على البدري. ففي السنة التي نجح فيها البرتغالي مانويل جوزيه مع اتحاد جدة السعودي، قدم الأهلي البدري. مع الاعتذار لإعلان ميلودي.. جوزيه لم يرحل من الأهلي لأنه استفاق في الصباح الباكر ووجد أنه ملَ وجوده في القاهرة، ولكن لأنه مدرب ذكي وضع تقريره الكامل والوافي أمام الإدارة الحمراء، وعرف من خلال وجوده أن الرسم البياني للأهلي في النازل. الأهلي ينهار منذ الموسم الأخير لوجود جوزيه مديرا فنيا للفريق الأحمر، وكان الأمر يتطلب تدخلا سريعا من الإدارة باستبدال أكثر من 60% من قوام الفريق، ومنهم لاعبين كبار طالب جوزيه برحيلهم للتقدم في السن وبهدف الإحلال والتجديد، وانصاعت الإدارة لجزء من طلبه وهو شادي محمد. ولكن الانتماء والولاء وصعوبة تجديد فريق بالكامل حال دون تنفيذ طلبات المدرب البرتغالي فآثر الرحيل، وحاولت الإدارة الاستعانة بالبرتغالي فينغادا الذي كان له هو الآخر طلبات، لم تنفذ فهرب قبل أن يتورط.. وطبعا كان الأمر إنقاذا لإدارة الأهلي التي تعاني من أزمة مالية. كيف كان الإنقاذ؟.. الاستعانة بمدرب محلي سيوفر مئات الآلاف من الجنيهات لخزائن النادي من ناحية.. وعلى الجانب الآخر الإدارة تدرك تماما أن الدوري ذاهب لا محالة من القلعة الحمراء. ولكن من يحصل على اللقب إذا كان الزمالك ذهب مع الريح والإسماعيلي يفرط في النقاط وكأن "جيبه مخروم" وباقي فرق الدوري تجيد لعب دور "الكومبارس" سواء الناطق أو الصامت.. باختصار حصل الأهلي على اللقب مع البدري لعدم وجود نادٍ آخر يحصل على اللقب وسار الحظ في اتجاه المدرب المصري وحصل على اللقب الأفريقي بخبرة اللاعبين. واستمر البدري في منصبه رغم أن النتائج كانت تشير بوضوح إلى تدني المستوى.. والكل كان يعرف ولكنهم أصروا على وجود المدرب المصري.. لماذا؟.. لأنه لابد من وجود أحدهم ليتحمل المسؤولية.. فبأي حال من الأحوال الأمر متجه نحو تجريد الفريق الأحمر من لقبه.. فهل تتعاقد الإدارة مع مدرب ليأتي فيخسر الفريق الألقاب وتكون الإدارة هي سبب الخسارة؟ أم يتم الإبقاء على البدري.. ويخسر الفريق أيضا اللقب ويكون البدري هو السبب وتهاجمه الجماهير فيتم إقالته في نهاية الموسم؟. ولعل الحظ يخدم مجددا فيحصل البدري على الألقاب فيكون القرار الحكيم من الإدارة بالإبقاء عليه. الزميل العزيز محمد شبانة قال "البدري من الممكن أن يكون مدربا جيدا أو يحمل أفكارا متميزة ولكنه لا يصلح مدربا للأهلي" ولكني أقول أن البدري اختار الوقت الخطأ ليكون مدربا للأهلي في الوقت الذي هرب فيه الأجانب الأذكياء من تولي مسؤولية فريق على شفا الانهيار، وينقصه العديد من العناصر وتعاني باقي العناصر من الهِرم، ولو كان البدري مدربا للأهلي منذ 58 سنوات ربما تغير الأمر وأصبح واحدا من أفضل المدربين الوطنيين. من زياد فؤاد