حشود غفيرة وجمع لا تخطئه العين البشرية ان قيل ان عدسة الكاميرا تفبركه أو تدبلجه ، تلك الجماهير الغفيرة التي خرجت اليوم في العاصمة اليمنية صنعاء وعواصم المحافظات اليمنية تنادي بالعودة إلى الحوار وتؤكد تمسكها بالشرعية الدستورية وبرفض مشروع إسقاط النظام عبر الشارع . كل الكلام قد قيل في التهوين والتقليل والاستهانة والاستحقار من قبل وسائل اعلام حزبية مريضة في حق المؤيدين للشرعية .. ولم يبقى الا اتهامات بجلب مرتزقة من الخارج للتظاهر مع الشرعية. هناك حشودا أخرى خرجت مطالبة بإسقاط النظام ، وبغض النظر عن الفارق الكمي بين الحشدين المتضادين في الاهداف ثمة حقائق يجب ان يدركها الإخوة في ساحات الاعتصام ، اولها ان من خرجوا تأييدا للشرعية الدستورية هم اخوانكم وابناءكم وابناء منطقتكم وقريتكم وحيكم ، لم يأتوا من الصين ولا يجوز نعتهم بأنهم مأجورين أو مرتزقة أو بلاطجة ، هم جزء من تركيبة هذا الشعب ولهم الحق في تحديد مسار حاضره ومستقبله كما هو لكم الحق ايضاً ، ان تجاوزهم لا يخدم اي هدف لكم أو يضع اي حلول لمستقبل البلاد ، وثانيها ان مشروعكم لو اصريتم عليه فأنه عاجلا أو أجلاً ستنصدمون بالممانعين له والرافضين له ، وذلك يعني ان اليمن ستظل عرضه لتجاذبات وأهواء ابنائها .. كلا يريد ان يسير الآخر حسب هواه ، ويقصيه ويهمشه. على الجميع العلم ان حشود اليوم التي قدمت لتأييد الشرعية الدستورية ليست من الصين ولا من جزر القمر ، وليست مسبقة الدفع كما قد يصور البعض ، والكل يعرف ويعلم ان الاسرة الواحدة منقسمة في رؤاها وتوجهاتها تجاه ما يجري في الشارع اليمني حاليا .. في مثل هذه الحالات كيف يجب علينا التعامل والتعاطي مع الواقع .. هل الاصرار والاستعباط والتعنت السياسي سيقودنا إلى مخرج من هذا النفق المظلم ؟ الوطن فيه متسع للجميع ، واتساعه للجميع ورحابته تأتي من تقبل الآخر والتوافق معه .. قد يفسر كلامي البعض حسب هواه ، ولا ضير أو تذمر ، لكن لا يزال في هذا الوطن الكبير متسع لمن يعي ويفهم.