وصف خبير سوري مؤتمر اصدقاء سوريا الذي يبدأ اعماله بتونس اليوم الجمعة بانه حشد لمجموعة من الد اعداء سوريا ويدورون جميعا في فلك السياسة الاميركية ، محذرا من ان الهدف من اقامة ممر انساني هو ايصال السلاح للمجاميع المسلحة. وقال الكاتب والمحلل السياسي السوري محمود محمد في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الجمعة : هذا المؤتمر ليس لاصدقاء سوريا بل هو حشد من الد اعداء سوريا دعا اليه الشيطان الاميركي وكلف اولياءه في المنطقة العربية بحشد هذه الدول التي تدور جميعا في فلك السياسة الاميركة وتنفذ اجندة اميركية تضر بالشعب السوري. واعرب محمد عن اسفه لموقف تونس باستضافة المؤتمر، واعتبر انه كان عليها ان تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون الدول العربية الشقيقة ، مؤكدا ان المؤتمر يأتي بعد الخيبة في مجلس الامن وفشل الجامعة في استدراج سوريا لتحطيمها وتفتيتها من الداخل. واكد ان سوريا لا تريد شيئا من الاخرين الا وقف ضخ السلاح للمسلحين وانهاء الحصار الاقتصادي الجائر الذي يصيب الشعب السوري ، متهما المجموعة المعادية لسوريا بانهم يدعمون مسلحين قتلة ومرتزقة جاءوا بهم من كل انحاء العالم. واتهم محمد الولاياتالمتحدة والدول الغربية بدعم المسلحين منذ بداية الازمة عبر استخباراتها ، مشددا على ان الولاياتالمتحدة والعرب افلسوا في كل المواقع وعجزوا عن تحقيق اي انتصار حقيقي على الارض السورية. واعتبر الكاتب والمحلل السياسي السوري ان ذلك حصل بفضل تلاحم شعب سوريا مع قيادته ودعم الاصدقاء في العالم من روسيا والصين وايران والهند الى كل الدول المحبة لسلام وللشعب السوري. وحذر محمد من ان اعداء سوريا يتلطون خلف المساعدات الانسانية بهدف ادخال السلاح الى المسلحين الذين يمنعون ايصال الغذاء والدواء الى بعض المناطق التي يسيطرون عليها. وفي ذات السياق وصف خبير سوري المؤتمر الذي يعقد اليوم في تونس حول سوريا بانه مؤتمر لاصدقاء الكيان الاسرائيلي والولاياتالمتحدة لتثبيت المؤامرة التي تدبر لسوريا ، معتبرا ان الحل السلمي والحوار ممكن في سوريا اذا توقفت التدخلات الخارجية. وقال الباحث الاستراتيجي السوري طالب ابراهيم : ان ما يعقد في تونس هو مؤتمر اصدقاء اسرائيل والولاياتالمتحدة والدول التي تحرق المصحف الشريف وتدنس جثامين الشهداء في افغانستان وتحاول ضرب قبور الاولياء وكبار الصحابة في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف. وحول ما دعا اليه الموفد الاممي الخاص الى سوريا كوفي انان من تعاون كل الاطراف للتوصل الى حل سلمي للازمة في سوريا وامكانية ذلك قال ابراهيم ان ذلك ممكن اذا ما جاءت كل الاطراف الى طاولة الحوار وتوقف التدخل الاميركي وضخ الاموال والتحريض الاعلامي وتهريب السلاح الى سوريا. من ناحية ثانية انسحب الوفد السعودي من مؤتمر "اصدقاء سوريا" في تونس اليوم الجمعة احتجاجا على ما أسمته عدم فاعلية الاجتماع. وغادر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مقر الاجتماع بعدما قال في كلمته ان التركيز على المساعدات الانسانية لسوريا لا يكفي داعيا الى نقل السلطة في سوريا طوعا او كرها. من جهته طالب حمد بن جاسم ال ثاني وزير الخارجية القطري بتشكيل قوة عربية دولية للتدخل في سوريا. وخلال المؤتمر طالب ال ثاني بفتح ممرات انسانية لايصال المساعدات، كما دعا الى تنفيذ قرارات الجامعة العربية في مبادرتها تجاه دمشق وقرارات الجمعية العامة للامم المتحدة. مقاربة واحدة اعتمدها المشاركون في مؤتمر اصدقاء سوريا الذي انطلقت اعماله في العاصمة التونسية وهي ان المشكلة في سوريا تكمن في النظام السوري وان الحل يكمن في رحيله. الا ان عجز المشاركين في المؤتمر عن تحقيق ذلك عبر مجلس الامن او التدخل العسكري حتى الان دفعهم الى تبني منطق يقوم على الالتزام بسيناريو سياسي واخر عسكري بغطاء انساني. الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في افتتاح المؤتمر اكد رفضه للتدخل العسكري وتسليح السوريين ضد بعضم البعض الا انه عاد ودعا لتدخل عسكري عبر قوة عربية دولية تحمل عنوان حفظ السلام. وتحول المؤتمر عبر خطبائه الى ندوة ترسم المستقبل السياسي لسوريا وتضع خريطة طريق لعملية انتقالية لا يملك المتحدثون عنها سوى معطيات ضبابية لوجهة الامور فيها. الا ان المؤتمر اصطدم بغياب الطرف السوري عن المؤتمر فسوريا الرسمية والتي وصفت المؤتمر بانه لاعداء سوريا غائبة عنه بشكل تام والمعارضة شبه غائبة الامر الذي دعا الامين العام للجامعة العربية الى دعوة المعارضة السورية لتوحيد صفوفها. وقاطعت هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة المؤتمر في اعتراض منها على تمثيل المعارضة وعلى ترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري فيما برزت انتقادات واسعة للمؤتمر من اطياف معارضة اخرى. وفي تونس تمكن مئات من المشاركين في تظاهرة رافضة لانعقاده في بلادهم من اختراق الطوق الامني حول مكان انعقاد المؤتمر ووصفوه بالتامر ضد سوريا والتمهيد للتدخل العسكري فيها.