أين نقاشاتهم المستشفة من عربيتهم وفهم لمنطوق النقاشات الفكرية البناءة ؟! دوياً قوياً يتجاح عقلي أحدثته تلك الأسئلة , وتسربت أسئلة كثيرة أخرى إلى دمي لتثير بداخلي برقاً دموياً يوقد الدماغ على واقع قد تلبس عقلي الباطن منذ فترة .. فحاولت البحث عن إجابة تشفي عطشي الفضولي الناصح . فدخلت وتعمقت في تفصح كل المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت لعلي أرى نقاشات أدبية ثقافية تتخذ من المنطق وساماً يعتلي هامتها فلم أرى غير كوم كبير من تلك المواضيع السياسية العابثة !.. نعم عابثة بكل ماتعنية الكلمة من معاني . فالسياسية كلام الكل وليست فيها إبداع في الطرح ولا تنم عن دراية وثقافة الكاتب "الناقل" . لا أذم التحدث السياسي ولكن أذم كثرته المفرطة! وتسببه في أمتحاق الأدب و النقاشات الأدبية والثقافية .. هل أصبحت كل مواقعنا الإلكترونية مقاهي لتسطير ونشر تلك الأخبار التي تدور على اللأسن في شكل كلمات مكتوبة! .. السبب الذي أضطرني لقول هذا هو أني لا أرى جديداً ,فما يُسمع اليوم في الشارع هو مانراه منشوراً في مواقعنا اللإلكترونية غداً . ولا يختلف الحديث عن المجموعات الفيسبوكية التي تستخدم في دول عربية لممارسة النقاشات الأدبية والثقافية وليست السياسية في ظل أننا نحن في حضرموت نملك من تلك المجموعات العدد الكثير ولا واحدا منها يتأخذ مترأسوه على كاهلهم هذه المهمة البسيطة والتي من شأنها تخلق جواً ثقافياً ملائماً لتّناقش الأدبي والثقافي . فكل مجموعاتنا الفيسبوكية وإن كانت تحمل مسميات ذات بريق لامع فهي في الحقيقة مليئة بالمنشورات الترفيهية , المرحية أحياً والساخرة , المستهزأة -أحياناً كثيرة-... وإن وجدت هناك مواضيع نقاشية ,مفصلية رائعة-على ندرتها- فلم يوجد المثقفون لإداراتها والمشاركة فيها . فكل من يشارك فيها هم أناس عادييون! من كبار السن من الجنسين الذين لا تنمّ مشاركاتهم إلا عن جهلهم وإنعدام الخلفية الثقافية,وإنعدام المنطقية في نقاشاتهم . فمشاركاتهم النقاشية عبارة عن دعاء بالخير والتوفيق , أو بالتأييد المبطن بغضاضة من أصحابه ونكز ولمز لصاحب المنشور تنبيها له على إيقاف النقاش. أين هم ذوو الآراء المعارضة , أين هم المثقفون , و أين رواد المنطق ! ؟ وصفوا حضرموت بالثقافية ووصفو أهلها بأنهم أهل فكر ودراية .. يؤسفي جداً أن أرضخ للقول بالمثل المتدوال " تمخّض الجبل فولد فأراً" كتصويرا لوضع المناقشات الأدبية والثقافية في حضرموت ..فلا ثقافة ولا فكر .. ولو جدلاً افترضنا وجدوها فأين هم الذين يترأسون الحديث عنها . مؤمن وعلى يقين راسخ أنه هناك عقولا مثقفة و هناك دكاترة وأساتذة تزخر عقولهم بل وتكاد تتفجر بالعلم. ولكن لماذا هم يحتكرون ما تعلموه لأنفسهم ؟! .. ألا يفترض بنا نحن - أبناء حضرموت- أن نراهم ونتلقي بهم حتى على الفيسبوك في مجموعات تكون مفتوحة للنقاشات الأدبية والثقافية فقط .. أم اننا رضينا بسيطرة السياسة والتحدث عن الأوضاع على مفوهم الثقافة والمناقشات! أأصبح المثقف الحضرمي هم من يجيد نقل الخبر؟! وأمسى فضلهم هو من يسرع في نقله لأكبر عدد ممكن من الناس !؟ أم أصبح هؤلاء الأساتذة والدكاترة والمثقفون ينعون الشباب وبُعدهم عن الثقافة وهم السبب ؟! أم هذا كل ما بإستطاعتهم أن يُحدثوه؟! أستاذي الغالي أيها الدكتور ,وأنت أيها المثقف ألا يجدر بكم إظهار ثقافتكم وبثها في المواقع الإلكترونية ؟ ألا يجدر بك التخلي عن التحجج بمسألة الزمن ومشاغلك عن الرد والنقاش ؟ فكم من أفكاركم قطعم أذنابها بحججكم تلك ! فياليتها قطعت أذنابها هي فقط ولكن يؤسفي أنها أخذت معها أذناب ذالكم الشباب الصاعد المتعطش للنقاشات الأدبية والثقافية ووضعتهم أرضاً .. فيرون ذلكم الأستاذ , وذلكم المثقف وذلكم الدكتور ! لا يعلق ولا يناقش أحداً ! تحججا بقلة الوقت أو تكبراً و استصغارا لمن حوله! فيخمدون هم وتخمد معهم طموحاتهم . فمتى ستصحى ؟ أؤكد لكم أجمعين أنها لن تفيق من سباتها إلا بعدما تخلقوا لها الجو المناسب وتكسروا ذلكم الكبر في نفوسكم و وتمارسون النقاشات الثقافية المنطقية البناءة أمامهم . فهذا يعطيهم أملاً ويفتح لهم أُفقاً فهكذا تسترجع الأسماء التي طلقتموها معانيها وتصير حضرموت حقاً هي أرضا للثقافة ."