حذر صندوق النظافة بمحافظة مأرب (شرقي اليمن) اليوم الجمعة، من كارثة بيئية وصحية في مخيمات النازحين، بسبب توقف أعمال النظافة في مخيم الجفينة. وقال المكتب في بيان وصل (مأرب برس) ان أعمال النظافة في مخيم الجفينة جنوب مدينة مأرب -أكبر موقع تجمع للنزوح في اليمن - توقفت عن العمل منذ بداية شهر يوليو، وذلك لأسباب قاهرة خارجة عن الإرادة مما أدى إلى تكدس النفايات والمخلفات في الأحياء والشوارع والطرقات. ونبه ان ذلك يهدد بتلوث البيئة وانعكاساتها على صحة أكثر من 66 الف شخص نازح يقطنون هذا المخيم، ويعيشيون أوضاع شديدة الصعوبة بسبب الحرب والوباء والتدهور الاقتصادي. وذكر صندوق النظافة والتحسين بمحافظة مأرب في بيانه عدة اسباب لهذه المشكلة وقال أن الأسباب التي أدت الى توقف النظافة في مخيم الجفينة، هو تهالك الشاحنات المخصصة بالمخيم بشكل كلي بعد ثلاثة أعوام من العمل. واضاف: إذ أن الصندوق ينفذ العمل داخل المخيم بإمكانياته المتواضعة، وواجه الصعوبات والمشاكل وحيداً دون تدخل من أي جهة أو منظمة، بإستثناء تنفيذ حملات قصيرة الأمد. ولفت الصندوق الى استجابة محدودة من المنظمة الدولية للهجرة حيث أبدت منذ أربعة أشهر استعدادها لتبني تنفيذ العمل في مخيم الحفينة، وساهمت بدعمنا بتوفير كمية من مادة الديزل حينما كانت شاحناتنا لا تزال تعمل رغم كثرة مشاكلها الفنية،مضيفا: ولكن عندما تعطلت عن العمل وعجزنا عن اصلاحها، قمنا بمخاطبة المنظمة الدولية للهجرة بتحمل مسؤوليتها الإنسانية ودعمنا بتكاليف العمل من خلال استئجار شاحنات وصيانتها وتوفير مادة الديزل، كونهم استلموا العمل بعقد اتفاق وأصبحو المنفذين بمخيم بالجفينة، لكننا تفاجئنا بعدم الاستجابة لذلك، وأبلغونا بإيقاف الدعم للعمل بشكل كامل، مما أدى بكل أسف الى تعليق النظافة داخل المخيم. وأكد الصندوق على أنه يقدم خدمة النظافة لأكثر من ثلاثة ملايين من السكان في عاصمة المحافظة والمناطق المحيطة بقدرات ذاتية ومحدودة، حيث يعاني من نقص حاد في شاحنات النظافة التي لا تتجاوز الأربعين مركبة مخصصة لنقل المخلفات التي تنقل كل يوم 500 طن، ويشارك في جمعها ما لا يزيد عن 620 عامل نظافة فقط. وتابع: ورغم الدعم السخّي الذي يقدمه معالي محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة للصندوق خلال الأعوام الخمسة الماضية، فإن العمالة والإمكانات لا تكفي مقارنة بالإحتياج المطلوب لتغطية العمل ومواكبة التطور السكاني، وهناك أيضاً توسع عمراني شهدته مدينة مأرب في الآونة الأخيرة، بالإضافة الى استمرار موجة النزوح الى المدينة بسبب الحرب، وهو ما يجعل النظافة أمراً ليس سهلاً ومهمة صعبة خصوصا في وضع الحرب والوباء. واشار الصندوق الى أنه يولي نظافة المخيمات أولوية قصوى وأن سكانها هم الأشد ضعفاً ويحتاجون الى إهتمام خاص، مضيفا: فقد قمنا بإنشاء وحدة "نظافة مخيمات النازحين" وأعددنا لائحة عمل تنفيذية وحددنا الإحتياجات والمتطلبات بهدف تنظيم العمل في مخيم الجفينة و148 مخيماً في المحافظة ومتابعة الجهات المانحة وننتظر التدخل العاجل والدعم الذي يتناسب مع وضع المدينة كأكبر موقع تجمع نزوح في البلد. وفي ختام البيان دعا الصندوق كافة المنظمات العاملة في المحافظة، الى التدخل السريع والعاجل لإنقاذ حياة النازحين من خطر حقيقي يهدد صحتهم سيما مع اقتراب المنطقة من منخفض جوي وأمطار غزيرة وشيكة تؤدي الى كارثة إنسانية في بلد يحتل المرتبة الأولى الأسوء في العالم. وقال ايضا: ومن أجل تفادي ماسبق نناشدكم الى تقديم الدعم والمساندة لأعمال وأنشطة الصندوق من خلال رفده بالآليات والمعدات، ومتطلبات عمل منظومتي النظافة والتحسين، وتعزيز حملات النظافة طويلة الأمد، بهدف استئناف العمل وتطوير اداء عمل الصندوق بما يتلائم مع المتطلبات والاحتياجات العاجلة، الذي يساهم بشكل فعال في تغطية جانب كبير من الضعف والمشكلات التي تواجه العمل، حتى نتمكن من القيام بواجبنا بشكل كامل، وتقديم خدمات متكاملة للمجتمع والنازحين.