رحب الأمين العام لحزب الحق حسن زيد بإعلان زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي موافقته على الشروط الحكومية الخمسة لإيقاف الحرب الدائرة بين الحوثيين والحكومة منذ أغسطس الماضي, في حين قال الدكتور عبد الله الفقيه إنه من غير المستبعد أن يكون للسعودية دور في إيقاف الحرب, مشيرا إلى إن هناك قلقا إقليميا ودوليا مستمرا من الآثار التي يمكن أن تتركها الحرب في صعدة على الأمنين الإقليمي والدولي. وأمل زيد في تصريح ل"مأرب برس" أن يكون هذا الإعلان كافيا للإسراع في نزع فتيل الحرب، والبدء بالتفكير في آلية الاتفاق، وحل المشكلة من جذورها، وعدم تركها معلقة، لتعود الأمور لطبيعتها, مبديا توقعه في أن الحكومة ستستجيب للإعلان خاصة وأن الحوثيين أعلنوا موافقتهم على النقاط التي وضعتها كشرط لوقف الحرب, إذ "لا يوجد مبرر لاستمرارها". وكان زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي أعلن مساء السبت 30/1/2010, في تسجيل صوتي منسوب إليه, موافقته على شروط الحكومة الخمسة شريطة إيقاف الحرب من جانب الحكومة، واضعا الكرة في ملعب الحكومة, حد تعبيره, في حين كان قد أعلن الاثنين المنصرم إيقافه للمواجهات مع السعودية والانسحاب الكامل من أراضيها. احتمال توسط السعودية إلى ذلك, قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الله الفقيه إن هناك وساطات مستمرة بين الأطراف الثلاثة في الحرب الدائرة في صعدة, مشيرا إلى أن محاولات داخلية تبذل من قبل العقلاء لوضع نهاية لنزيف الدم وللإهدار الذي تتعرض له الموارد, مبينا, في الوقت ذاته, أن هناك ضغوطا دولية كبيرة وخصوصا خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأوضح ل"مأرب برس" أن ما يرجح أثر الوساطة والضغوط الدولية هو أن الإعلان هذه المرة قد جاء بعد الإعلان السابق حول الانسحاب من المناطق التي أشار بيان المتمردين إلى أنها تخضع للسيطرة السعودية. وأضاف أنه من غير المستبعد أن يكون للسعودية ذاتها, باعتبارها الداعم الرئيس لليمن والمتهم الأول بتمويل الحرب, دور في إيقافها؛ لأن لها مصلحة في ذلك, حد تعبيره. وقال, "ومع ذلك وبالنظر إلى أن الحوثيين قد أعلنوا قبولهم بالشروط في مرات سابقة فانه من غير المستبعد أن يكون الإعلان قد جاء من قبلهم كمبادرة ذاتية". وفيما يتعلق بتوقيت إعلان القبول بشروط الحكومة لإيقاف الحرب, قال الدكتور الفقيه إن هناك قلقا إقليميا ودوليا مستمرا من الآثار التي يمكن أن تتركها الحرب في صعدة على الأمنين الإقليمي والدولي, مبنيا أن هذه الضغوط تزايدت بفعل عمليات القاعدة الموجهة ضد السعودية والولايات المتحدة والحكومة اليمنية وبفعل امتداد الحرب إلى السعودية، ما أدى إلى تبلور قناعات دولية بأن الوضع في اليمن خطير من كل النواحي وأن العمل على حل مشاكل اليمن ومحاربة القاعدة ومنع الانهيار الاقتصادي يتطلب تحقيق الاستقرار النسبي. ومن خلال التصريحات والكلمات سواء قبل أو أثناء أو بعد مؤتمر لندن, وفقا ل"الفقيه" فإن الرسالة الواضحة إلى النظام اليمني هي أن يحتوي خلافاته بسرعة وفي مقدمتها الحرب في صعدة بسرعة, لكن استجابة النظام تظل محل تساؤل, خصوصا وأن الشروط المعلنة من قبل النظام لا تحمل سوى معنى واحد هو الاستسلام غير المصحوب بأي ضمانات, ومن هنا جاء إعلان الحوثيين بالقبول بالشروط ولكن بعد إيقاف الحرب, حد تعبيره. وحول سؤال ل"مأرب برس" عما إذا كان إيقاف الحرب يأتي ضمن مخطط إقليمي ودولي لجمع الفرقاء اليمنيين على طاولة الحوار للاتفاق على إصلاحات سياسية, أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن هناك وجهين لوقف الحرب: الوجه الأول هو ما يتعلق بإيقاف الأعمال العسكرية ونزع سلاح الحوثيين وعودة الأمور إلى طبيعتها بما في ذلك التعويض وإعادة البناء وهذا الأمر يفترض أن يتم بين السلطة والحوثيين، وهناك أمر آخر وهو المطالب السياسية للحوثيين والتي يجب أن تحل ضمن حوار وطني يشمل الجميع. ونوه إلى أن "أي حوار وطني يمكن أن يفضي إلى حل دائم لمشاكل اليمن لا بد أن يسبقه إيقاف الحرب وتصفية الأسباب المؤدية إليها".