تعرض المكتب التنفيذي للتجمع اليمن للإصلاح بمحافظة تعز مساء أمس وللمرة الثانية خلال أسبوع لإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين مجهولين كانوا يستقلون أحدى الحافلات وعند الرد على مصدر النيران من قبل حراسة مكتب الإصلاح فر بعض المسلحين بتلك الحافلة إلى مقر شركة النفط اليمنية فيما ظل آخرون يواصلون إطلاق النار مشتبكين مع حراسة المقر لكن شدة المواجهة أجبرت المسلحين على الفرار وترك الحافلة. من جانب آخر قدم عدد من ضباط وصف المجلس الثوري للدفاع والأمن استقالتهم من المجلس, وبرر نائب رئيس المجلس للشئون الأمن وهو برتبه عقيد أسباب استقالتهم لعدم أيفاء المجلس بمتطلبات الثورة الشبابية الشعبية السلمية, منوها أن أهم هذه المتطلبات هو حماية الثورة والدفاع عنها. وفي سياق غير بعيد ذكرت مصادر خاصة ل"مأرب برس" أن مدير أمن تعز ومعه بعض القيادات العسكرية بالمحافظة عقد اجتماعا مع عدد ممن يطلق عليهم شباب الثورة "بالبلاطجة" وذلك للاتفاق معهم حول الأعمال التي سيقومون بها، وذكرت تلك المصادر أن من بين المهام التي كلفوا بها استهداف المصابيح الكهربائية بالحارات والأحياء وخاصة القريبة من ساحة الاعتصام أو المحيطة بها واستهداف قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في مستشفى الثورة - والمعهد العالي للعلوم الصحية – وجبل جرة – من وسط الأحياء لإيجاد مبرر لتلك القوات لقصف تلك الأحياء بذريعة أنها تعرضت للاستهداف منها والغرض من ذلك خلق حالة غضب شعبية من المسلحين الموالين للثورة وكذلك ممارسة أعمال التقطع للسيارات والمارة في الأحياء التي يتواجد فيها أنصار الثورة ونهب المحلات التجارية والمنازل إن أمكن ذلك بحسب تلك المصادر إلا أنه لم يتم التأكد من تلك المعلومات من مصادر مستقلة. إلى ذلك شهدت تعز صباح اليوم مسيرة حاشدة في إطار التصعيد الثوري طالبت فيه كل قوى الثورة إلى التحرك من أجل إسقاط من سمتهم بقايا النظام والعصابة الحاكمة وعدم التعويل على المجلس الوطني وأحزاب اللقاء المشترك الذي سيطرت عليه كما طالبت بإلقاء القبض على الرئيس صالح وأولاده وسرعة محاكمته على الجرائم التي ترتكب في حق مدينة تعزوصنعاء وأرحب ونددوا بقطع الكهرباء على أحياء وادي القاضي منذ أسبوع وممارسة العقاب الجماعي على الشعب اليمني وطالبوا أيضا بلجنة تقص حقائق دولية للتحقيق في الجرائم التي يمارسها النظام اليمني في حق شعبه كما جاء في هتافاتهم. وكانت شهدت مدينة تعز عصر أمس مسيرة نسائية حاشدة جابت عدة شوارع بالمحافظة للتنديد فيما اسمي ببيان علماء السلطان وبالقصف العنيف الذي يستهدف تعز علاوة عن المجازر التي ارتكبتها قوات صالح في صنعاء وأرحب وتعز وراح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى . من جانب آخر وجه العديد من أعضاء لجنة التهدئة بمحافظة تعز رسالة إلى محافظ المحافظة حملوه فيها كامل المسئولية عن كل ما تتعرض له مدينة تعز وأعلنوا فيها شراكته الكاملة في كل ما يحدث.. وينشر "مأرب برس" النص الكامل للرسالة فيما يلي.. «يؤسفنا جدا أن نصل إلى قناعة مطلقة أنكم كنتم تعملون على كسب الوقت والقيام بترتيبات عسكرية للقيام باعتداءات واسعة على مدينة يفترض أنكم تدينون لها بالولاء والانتماء , فهي عاصمة المحافظة التي هي مسقط رأسكم وتربيتم فيها ورضعتم على خيراتها واشتد عودكم وأطلقت لسانكم على أيدي معلميها وفي مدارسها , واستويتم على مواقع وظيفية باسمها وتحت عنوانها . لذلك لم نكن نعتقد أن يبلغ صمتكم وتصل مباركتكم لفريق العدوان والقتل بالمحافظة هذا المبلغ , فهم يقتلون وبإصرار عجيب, ودم أبناء اليمن في هذه المحافظة يسفك على مرأى ومسمع منكم , وبما جعلنا نتأكد أنكم على علم بكل تفاصيل ما حدث وما سيحدث لهذه المحافظة وتدمير لبنيتها وأبنائها . الأخ المحافظ : إننا لا نعيب عليكم تشيعكم لرأس النظام فهذا شأنكم , ولكننا نستهجن أن يكون ذلك على حساب المحافظة ودماء أبنائها , وعلى حساب أمنها واستقرارها , وأمنها الاجتماعي . إن ما حدث من تلاعب وتمرد من فريق الإجرام ( الأمني والعسكري) على كل اتفاق كنا نتوصل إليه لصون دماء أبناء المحافظة , هذه المدينة الغالية , وحماية السكينة والسلام والاجتماعي فيها , ومحاولة اختلاق ذرائع وأسباب ما أنزل الله بها من سلطان , لم نكن نثق بها ولكننا كنا نأمل ونرجو أن يجعل الله سبحانه فيها نسبة عالية من المصداقية , ليس ضعفا أو بحثا عن مصالح وضيعة زائفة , قد حرصنا على الأغلى والأنفس وهو (الإنسان ) الذي يسكن المحافظة من جهة وذلك الثائر الحر الذي نذر نفسه ودمه وكل طاقاته لتخليص البلاد من زيف الاستبداد والاستلاب لكل شيء فيها من جهة أخرى , والذي جعل شخص مثلكم لا يقوى على تحديد موقف ينتصر فيه لأهله ووطنه . الأخ المحافظ : إننا وبعد أن بلغت الأمور مبلغها في التمادي والاستهانة بالدم والإنسان في هذه المحافظة نحملكم المسؤولية كاملة, ونعلن شراكتكم في كل فعل آثم وإجرامي تم ضد الساحة والمدينة والمديريات التي دكتها آلة القتل والتدمير في ( السلام والتعزية ) وغيرهما .. ونضعكم أمام مسؤوليتكم العقدية والوطنية والتاريخية , وندعو الله أن يرشدكم إلى اختيار الموقف الذي يكفر كل ما سبق , وينقلكم إلى حيث يجعلكم تنتصرون للدم المستباح والحق المنهوب والعدل الضائع ونحن على ثقة أن شخصا بإمكانيتكم سيكون قادرا على ذلك إذا امتلك الإرادة والقرار . وعليه نضعكم أمام المسؤولية التاريخية وما يترتب عليها . والله حسبنا وهو ولينا ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )».