بدأ إضراب عام في عدد من المدن السورية الأحد بعد دعوات أطلقها ناشطون على شبكة الإنترنت لتعزيز الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد، فيما تحدثت وكالة رويترز للأنباء عن اشتباكات عنيفة بين منشقين وقوات حكومية جنوبي البلاد. وأظهرت صور بثها ناشطون على الإنترنت محلات مغلقة وشوارع خالية في حمص والزبداني وحلب، بينما لجأ ناشطون لاستخدام مكبرات الصوت للدعوة إلى الإضراب في خربة غزالة بمحافظة درعا. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن "حالة أشبه بالعصيان" عمت ريف حماة حيث امتنع المواطنون عن الالتحاق بأماكن عملهم ولم ينتظم الطلاب في المدارس. في المقابل أكدت الهيئة أن قوات الأمن لجأت إلى تكسير أقفال المحلات في دير الزور وجسر الشغور وذلك بغية ثني أهالي المنطقتين عن الإضراب. ودعا الناشطون إلى عصيان مدني والتوقف عن دعم النظام من خلال الامتناع عن الالتحاق بمواقع العمل، بينما طالبت رابطة العلماء السوريين المتظاهرين بالالتزام بكل مراحل الإضراب للوصول إلى العصيان المدني. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الأرض أن الإضراب نفذ "بشكل كبير جدا" في محافظة درعا جنوبي سوريا وفي جبل الزاوية في إدلب قرب الحدود التركية. لكن وكالة الصحافة الفرنسية أشارت إلى أن الحركة تتواصل بشكل طبيعي في العاصمة دمشق. يذكر أن الأحد يوم عمل في سوريا التي حددت عطلتها الأسبوعية بيومي الجمعة والسبت. ويأتي إضراب اليوم في إطار سلسلة فعاليات احتجاجية أطلقها ناشطون سوريون تمتد حتى نهاية العام الجاري و"ذلك بغية التأكيد على سلمية الحراك الثوري" وفق هؤلاء الناشطين. الوضع الميداني يأتي هذه الإضراب فيما قال سكان ونشطاء إن مئات من المنشقين عن الجيش في جنوب سوريا اشتبكوا مع قوات حكومية مدعومة بدبابات يوم الأحد في إحدى أكبر المواجهات في الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ تسعة شهور ضد حكم الرئيس بشار الأسد. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن قوات متمركزة في بلدة أزرع على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الأردن اقتحمت بلدة بصرى الحرير القريبة. وأضاف السكان والنشطاء أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير وفي منطقة لجاه وهي منطقة تلال شمالي البلدة يختبيء فيها منشقون ويهاجمون خطوط إمداد الجيش. يشار إلى أن هذه المنطقة تعد من أهم المواقع التي يلجأ إليها المنشقون عن الجيش السوري لطبيعتها الجبلية التي تصعب على الدبابات وقوات المشاة اقتحامها. إلا أن القوات السورية دفعت بتعزيزات إليها من عناصرها المتمركزة في بلدة الإسراء على بعد 40 كيلومترا من الحدود مع الأردن. ويوجد في المنطقة كهوف تساعد المنشقين على الاختباء وممرات سرية يمكن استخدامها للوصول إلى ريف دمشق بحسب ما يقول الناشطون. من جهة أخرى ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أعمال العنف التي أودت بحياة 55 شخصا الجمعة والسبت حسب الناشطين لم تتوقف، فقد قتل مدنيان الأحد بقصف رشاشات ثقيلة في كفر تخاريم في محافظة إدلب حيث جرت مواجهات عنيفة بين جنود منشقين والجيش النظامي.