شهدت محافظة عمران، أمس، هدوءاً حذراً، إثر اتفاق لوقف إطلاق النار، ووقف الصراع بين قوات اللواء 310 ومسلحين "إصلاحيين" موالين له من جهة، ومسلحين حوثيين من الجهة المقابلة. وأنجز الاتفاق، صباح أمس الأربعاء، برعاية مباشرة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، وإشراف وزير الدفاع، ووقعه ممثلو الحوثيين والإصلاحيين في اللجنة الرئاسية المكلفة بالوساطة في النزاع، إضافة إلى بقية أعضاء اللجنة. وتضمن الاتفاق، الذي نشره موقع "26 سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع، نقاطا تشكل، بحسب مراقبين، خطوة أولى وحاسمة في طريق استعادة الدولة والرئيس هادي السيطرة على "عمران"، بدلا عن الأطراف المتنازعة. ونص على "وقف الحشود، ووقف فوري لإطلاق النار بدءا من الساعة ال12 من ظهر (أمس) الأربعاء الموافق 4 يونيو 2014، في جميع نقاط التوتر والاشتباكات في محافظة عمران، ووقف التعزيزات والاستحداثات من قبل كل الأطراف". وتحدث الاتفاق عن نشر مراقبين عسكريين محايدين للإشراف على وقف إطلاق النار، والتأكد من التزام كافة الأطراف بالتنفيذ، والانسحاب من السجن المركزي ونقطة سحب، واستلام الشرطة العسكرية لها. وأشار إلى فتح طريق عمران -صنعاء، وتتولى الشرطة العسكرية مسؤولية تأمينه، وبإشراف وزير الدفاع، تقوم لجنة بتنفيذ هذه النقاط في محافظة عمران. وتتكون اللجنة من التالية أسماؤهم: اللواء جلال الرويشان، اللواء الركن عوض محمد بن فريد، العميد د. قائد العنسي، عبدالحميد حريز، عبدالواحد أبوراس، محمد يحيى الغولي، أحمد فايد الدوحمي، علي صالح الأشول، عبدالرحمن الصعر، أحمد حسين البكري، وعبدالرحيم صابر. وهذه اللجنة هي التي وقعت على الاتفاق، وعبدالواحد أبوراس يمثل الحوثيين فيها، كما يمثل الإصلاح وعلي محسن كل من الأشول والصعر والبكري، بينما يمثل المبعوث الأممي جمال بن عمر، عبدالرحيم صابر. الشرطة العسكرية والمخابرات العسكرية هما من سيتولى مراقبة وقف إطلاق النار، وقد وصل عدد من المراقبين الساعة ال7 مساء أمس، إلى مواقع النزاع لبدء عملهم، فيما سيصل البقية اليوم، بحسب ما كشفته مصادر "الأولى". مصادر عليمة كشفت أيضا أن تفاهمات تمت أيضا كامتداد لهذا الاتفاق، ولكن شريطة عدم إعلانها، وبينها معالجات تتعلق بنزع جذور المشكلة، وعلى رأسها نقل لواء القشيبي من عمران، وتغيير المحافظ محمد حسن دماج. ومن المفترض، طبقا لهذه المصادر، أن تحل قوات من قوات الاحتياط محل قوات القشيبي في عمران. من جانبه، قال ل"الأولى" مصدر مطلع في اللجنة الرئاسية، إن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ مع وجود بعض الخروقات، مشيرا إلى أن بقية النقاط لا زالت قيد التنفيذ، حتى تتمكن اللجنة من الاجتماع والتوجه إلى محافظة عمران للإشراف على تنفيذها، والبدء في إزالة الاستحداثات العسكرية ومواقع المسلحين. وأضاف المصدر: "لم تجتمع اللجنة حتى اللحظة، ولا زالت هناك بعض النقاط والقضايا المهمة التي يجب أن تناقش، ويتم التفاهم حولها، وتتمثل في مستقبل المحافظة، والإجراءات التي ستتخذ، في إشارة إلى إقالة المحافظ وتعيين بديل له، وكذلك إقالة القشيبي ومديري الأمن السياسي والأمن بالمحافظة". وكان مصدر مسؤول في اللجنة المكلفة بتنفيذ وقف إطلاق النار في جميع نقاط التوتر والاشتباكات بالمحافظة، أفاد، في تصريحات رسمية، أن "تنفيذ البند الثالث من الاتفاق، والقاضي بنشر مراقبين عسكريين للإشراف على وقف إطلاق النار، والتأكد من التزام كافة الأطراف بالتنفيذ، قد أنجز أمس". وأوضح المصدر أنه "تم إرسال 30 مراقباً إلى محافظة عمران، وباشر عدد منهم تنفيذ مهام المراقبة في الأماكن المحددة لهم وفقاً لما نص عليه الاتفاق". وقال المصدر إن تنفيذ البندين الرابع والخامس من الاتفاق، سوف يتم اليوم الخميس، "ولما فيه إنفاذ الاتفاق، وإنهاء التوتر والاشتباكات، وإرساء مقومات الأمن والاستقرار بالمحافظة". وفي ظل هذه الإجراءات والتطورات، تحدثت معلومات ميدانية عن وجود خروقات، وتعرض بعض القرى للقصف. فيما اتهمت مصادر "حوثية" اللواء 310 بتنفيذ ضربات وقصف على بعض المناطق. وأفادت "الأولى" مصادر محلية أن الاشتباكات توقفت عند الساعة ال12 ظهراً، إلا أن هناك خروقات قد تعيق الاتفاق، وتعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه. وأشارت هذه المصادر إلى أن بعض المناطق والقرى تعرضت للقصف بالدبابات والمدافع، من موقع الجميمة والمرحة، وأطراف جبل ضين، حيث تتمركز قوات اللواء. وأوضحت أن الطيران الحربي نفذ غارات جوية، صباح أمس، تركز على مديرية عيال سريح، كما حلق الطيران الحربي في أجواء مدينة عمران، وفتح جدار الصوت. وتحدثت المصادر عن أن هذه الطلعات الجوية استمرت لساعة، وتركز القصف على السلاطة وبني الزبير وسحب، ومنازل عدد من المواطنين. وتطرقت إلى وقوع مواجهات في نقطة الضبر، استمرت من ال5 فجرا حتى ال8 صباحا، كذلك تعرضت نقطة بيت بادي وقرية بيت المأخذ لقصف عنيف من موقع المرحة والحجل. وأوضحت المصادر أن الطيران قصف عدة مواقع للحوثيين، صباح أمس، وتركز القصف على منطقة سحب وبني الزبير، كما وقعت مواجهات عنيفة طوال ليل أمس الأول حتى الصباح، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. من جانبها، قالت مصادر موالية ل"الحوثي" إن أسرة نازحة تعرضت لقصف دبابة من قبل قوات اللواء المتمركزة في جبل ضين، واستهدفت مكان تواجد الأسرة في منطقة سحب، ما أسفر عن مقتل جميع أفرادها وإصابة فتاتين أخريين. وأوضحت هذه المصادر أن قذيفة سقطت على أسرة المواطن صالح حمود هادي، والمكونة من زوجته وابنيه الاثنين، مشيرة إلى أن قذيفة سقطت عليهم داخل المدرسة، كما سقطت قذيفة أخرى على سيارتهم التي كان يتواجد فيها رب الأسرة. وحسب المصادر، فإن الضحايا هم: صالح حمود علي هادي، وزوجته سمر حمود صالح هادي، ووجدي محمد صالح هادي (10 سنوات)، كما أصيبت فتاتان جراء سقوط القذيفة، وهما رانية عبدالله علي مجمل (18 سنة)، وعصماء علي محمد سعيد العمري (15 سنة). وقال المصدر إن قوات اللواء 310 ارتكبت خروقات، طوال أمس، مع استمرار تدفق القوات إلى عمران، وقصف القرى. وأضاف: "تعرضت قرية المأخذ لقصف بالمدافع، وقت المغرب، من موقع الجميمة، كما تم توزيع مدافع للمسلحين الإصلاحيين من قبل اللواء، وهذه الاستفزازات من قبلهم لأنهم يريدون عودة الحرب والقتال عبر هذه الاستفزازات المستمرة، لأنهم لا يريدون أن يجنحوا للسلام ووقف المعارك"، حسب قوله. في السياق، قال موقع "أنصار الله" التابع للحوثيين، إنه "على الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ من جانب أبناء عمران، منذ الساعة ال10 والنصف من صباح (أمس)، إلا أن مسلحي الإصلاح المدعومين بعناصر من الفرقة المنحلة، خرقوا الهدنة، وأطلقوا 4 قذائف دبابة على منطقة سحب، في تمام الساعة ال11 والربع". وأضاف الموقع: "في تمام الساعة ال12 والنصف ظهرا، أطلق المسلحون وابلاً من رصاص رشاشاتهم المتمركزة في أسفل جبل ضين، على منطقة بني ميمون، مما أدى الى استشهاد امرأة وطفل". و"من جانب آخر، واصل مسلحو الإصلاح حفر الخنادق وبناء المتاريس في منطقة الجايف الأعلى، وأغارت الطائرة الحربية مجددا في تمام الساعة ال12 ظهرا، وقصفت منازل المواطنين بمنطقة سحب". وفي السياق ذاته، قال مسؤول في الجيش اليمني لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن 200 شخص على الأقل، بينهم عشرات المدنيين، قتلوا خلال اليومين الماضيين، في معارك عنيفة مع القوات الحكومية في مدينة عمران شمال البلاد، ليرتفع إلى 327 على الأقل عدد قتلى المواجهات منذ اندلاعها يوم 20 مايو الماضي. وأشار المسؤول العسكري، الذي طاب عدم كشف هويته، إلى سقوط ما لا يقل عن 200 قتيل في المعارك التي دارت الاثنين، في منطقة السلاطة والسجن المركزي، جنوب مدينة عمران. إلى ذلك، أطلقت جماعة الحوثي عدداً من الجنود الأسرى لديها، والذين تم احتجازهم في وقت سابق من المعارك القائمة بين الطرفين، في عمران. وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، قال في خطاب متلفز، بث أمس الأول، إنهم سيفرجون عن 100 جندي من الأسرى "كبادرة حسن نية لوقف المعارك وتجنب القتال"، حسب قوله. وفي إطار ردود الأفعال على تطورات الساعات الماضية، رحب مساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره لشؤون اليمن جمال بن عمر، بالاتفاق الذي توصلت إليه السلطات مع "أنصار الله" لإنهاء التوتر في محافظة عمران. وشدد بن عمر، في بلاغ صحفي نشرته وكالة "سبأ"، "على أهمية التزام الأطراف كافة ببنود هذا الاتفاق من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة". ولفت المبعوث الأممي إلى أن "مكتبه أجرى مشاورات مكثفة مع قيادات أمنية وسياسية وممثلين عن أنصار الله، من أجل نزع فتيل التوتر". وكان بن عمر، قال لقناة "الحدث" إن هناك "اتصالات مكثفة مع أطراف النزاع، سبقت اتفاق عمران". وقال إن اليمنيين بعد مؤتمر الحوار اليمني، يرفضون بقاء الجماعات المسلحة خارج القانون. وأشار إلى أن جذور المشكلة (في عمران) ما زالت موجودة، "وأتمنى ألا تعود المشكلة مرة أخرى". وتحدث المبعوث الأممي عن جهود جبارة من أجل إنجاح الاتفاق الأخير. أخبار من الرئيسية القيادي الجنوبي بامدهف: نحن مع مؤتمر جامع لا يضر بالقضية الجنوبية أول حزب يمني يعلن سحب وزيره من حكومة الوفاق (بيان) خبر عاجل من قناة سهيل يثير الجدل ترحيب شعبي ونخبوي لوقف إطلاق النار في عمران