لا أدري ما الذي يريده الجنوبيون على وجه التحديد أنا لن اتعامق وابذل طاقتي كلها في استكناه جوهر الارادة الجنوبيه ، لقد حاولت بطريقتي الابقاء على جوهر انحيازي لفكرة الحقوق وضدا للمظلومية ولقد تخليت طوعا عن الشكوى للجنوبيين من اننا جميعا نرزح تحت وطأة ظالم واحد هو التخلف ، لا لم اتخل عن ذلك طوعا للأمانه، لقد تخليت عنه تحت ضغط النرفزة الجنوبية من أي مزاحمة شمالية لهم على باب المظلومية المزدحمة بقوة اندفاع جنوبي لا يريد رائحة أخرى تشوش عليه قوة اندفاعه الشافية المصقوله في كل لقاء وكل أخذ ورد في ندوة او مقيل او في الفيسبوك يصرخ الجنوبيون في وجهي وأنا بالمقابل وتحت تأثير المظلومية الجنوبية انصاع لهذا الصراخ وأحدق اما في وجه من صادفته في المقيل من ردفان او من الضالع او احدق في شاشة الكمبيوتر عندما يمنعني المثقف الجنوبي حتى من مراجعته بلغة اتعمد ان تكون حقيقية متفهة تناجي فيه حس اللاعنف واحاول الاتكاء على ما اتفقنا عليه مسبقا من كونه جنوبي متمدن نوعا ما فأقوم اراجعه من خلال مقاربات وأخويات وتسامحات الشخصية المدنية لكنه يشعر فورا انني انما ابتزه وكأنني في كل مره مهما استخدمت من ابيات شعرية او نظريات انثروبولوجية انما انا حميد الاحمر وقد اقتحمت ندوة يجب ان تفضي في النهاية لاتفاق بين الجنوبيين انفسهم على حتمية فك الارتباط ، اذ ان ان الاتفاق النظري مع اي انسان من منطقة محسوبة على الشمال يجعل صديقي الجنوبي يتحسس اشياءه مرتابا من فرط ما يبديه احدنا من استعداد للاستجابة للمطالب الجنوبية فيشعر هذا الصديق وكأنه علي سالم البيض يوشك على التعرض لخدعة أكيده لقد دخلت العقد النفسية من النخيط الى الخداع في أي تواصل مع الانفعال الجنوبي فينفعل أكثر حتى وانت تبدي كلما بحوزتك من تنازلات لا تملكها ،ذلك انني مجرد كاتب وبالتالي ليس ما اقدمه تنازلات بقدر ما هو بحث عن طريق آمن لنا جميعا ، وللأمانه فإنه كلما تقمص الصديق الجنوبي في الحوار شخصية البيض الذي يواجه احتيالا لا يعرف تفاصيله كلما تسللت بالمقابل روح علي عبد الله صالح داخلي لأعرف اننا جميعا قد سمحنا للأذية ان تحول بيننا وبين أي تواصل متعافي. كتبت مرة انه يكفي من خسائر فك الارتباط ان لا يعود لدينا هدى العطاس ، ودخلت صفحتها اناقش معتقدا انني محل ثقه، ولم أدر الا وهدى عند اول اختلاف تصرخ بوجهي "ليغادر أي شمالي صفحتي الآن" ،وانا الذي كنت قبلها مثقفا وكاتبا لطالما كان قريبا من القلب الجنوبي المكلوم فمنحني الغضب الجنوبي هوية شمالية صرفة تتكون من مهدي مقوله وحميد الاحمر والزنداني ومنير الماوري أضف عليها شكل من نكهة خيانة المبادئ والمثل المدنيه،وانا انما كنت اراجع بدماثه بما يشبه "ارجوكم لا تتركونا وحدنا". الحراك غاضب ولقد تحول الان لما يشبه ثورتنا بعد انضمام علي محسن ورموز النظام السابق ولقد اختلط الوجه المظلوم الآن برائحة اغلى العطور الفرنسية لأمراء الكسب والفرصة المتأهبين دوما للقفز على أي حلم وتوجيهه بينما ابادل انا وغيري سوء الفهم والانفعال مع هدى العطاس وغيرها ، يخلص نبلاء المعسكرين المتضادين دوما الى صيغة ما ذلك انهم يفهمون بعضهم جيدا بلا مبالغات