تتعرض عدد من الدول العربية وعلى رأسها اليمن ضغوطاً دولية لإلغاء عقوبة الإعدام من قوانينها حيث تحتضن العاصمة الإسبانية مدريد بين 12و15من الشهر الجاري المؤتمر العالمي الخامس لمناهضة عقوبة الإعدام وبمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين وشخصيات عالمية فائرزة بجوائز نوبل للسلام وممثلين عن المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية غير الحكومية المتخصصة ومئات من الشهود وذوي المحكومة عليهم بالإعدام من نحو 90دولة . وحسب مصادر المساء برس فإن اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام توكل كرمان قد وجهت لها الدعوة لحضور المؤتمر ومن المتوقع ان تشارك فيه وحسب المصادر فإن ضغوطاً كبيرة على توكل لإعلان موقفها المؤيد لإلغاء عقوبة الإعدام من القوانين اليمنية رغم ان ذلك يعارض نصوص شرعية متفق عليها وقد سبق وأن رفض علماء دين يمنيين اي ضغوطات دولية في هذا الشأن. البعض يتوقع أن تعلن توكل كرمان موقفها من عقوبة الإعدام بالرضوخ للضغوطات الدولية وهو ما سيجعلها في حالة تصادم مع التيار الديني المتشدد داخل تجمع الإصلاح الذي تنتمي إليه إضافة الى حالة غضب شعبي كون المجتمع اليمني يعد من المجتمعات المحافظة . فيما يقول البعض الآخر أن توكل لن تجد أمامها من خيار سوى الخضوع لما يطلب منها كون ذلك يرتبط بجائزة نوبل للسلام التي لم تمنح مجاناً حسب وصفهم. في حين يقول ناشطون أن توكل لن ترضخ لما يطلب منها كونها ملتزمة أكثر من غيرها بمبادئ وأعراف الشريعة وقيم وعادات المجتمع اليمني . منظمة العفو الدولية أتهمت الحكومة اليمنية بإرهاب مواطنيها عبر تنفيذ عقوبة الإعدام حتى لمن لم يبلغوا بعد سن الرشد . وطبقا للأمم المتحدة، ألغت 150 دولة حتى الآن عقوبة الإعدام في قوانينها أو في ممارساتها، وهو ما يمثل تقدما ايجابيا مقارنة بعددها الذي إقتصر علي مجرد 16 دولة في السبعينات . وتتعرض كذلك دول شرق أوسطية مثل تونس والسعودية لضغوطات دولية أيضاً من أجل إلغاء العقوبة بعد أن نجحت تلك الضغوطات في إيقاف إعدام العشرات في دول مثل الأردن ولبنان والكويت . وترى منظمة العفو الدولية ان عقوبة الإعدام تشكل انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية، على النحو المنصوص عليه في المادتين 3 و5 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أي حق الحياة والحق في عدم التعرض للتعذيب أو التعرض لأية عقوبة قاسية أو لاإنسانية أو مهينة