كشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجمعة ان وعدا قطعه زعيم الجناح اليمني لتنظيم القاعدة الى زعيم التنظيم ايمن الظواهري بالقيام بهجوم "يغير وجه التاريخ"، كان وراء اقفال سفارات غربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مطلع الشهر الجاري. واوضح الرئيس اليمني في تصريحات اوردها مصدر قريب من الرئاسة ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ابلغه خلال لقائهما في الاول من اب/اغسطس في البيت الابيض بان الاستخبارات الاميركية اعترضت اتصالا بين هذين الزعيمين في تنظيم القاعدة. وفي هذا الاتصال، قال ناصر الوحيشي زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ومقره في اليمن، للظواهري "ستسمع شيئا يغير وجه التاريخ"، بحسب الرئيس اليمني. واشار هادي الى ان "التطورات اثبتت ان جماعة القاعدة كانوا جهزوا شاحنتين مفخختين تمت مراقبتهما من قبل طائرات بدون طيار، احداها كانت مجهزة لتفجير ميناء الضبا شرقي حضرموت"، موضحا انه تم احباط هذا المخطط اثر اعتراض هذا الاتصال. وصرح الرئيس اليمني ان العمليات التي تقوم بها الطائرات الاميركية بدون طيار في اليمن تندرج في اطار التعاون في "مكافحة الارهاب" مع الولاياتالمتحدة، مؤكدا انه تحدث مع الادارة الاميركية للحصول على هذه التكنولوجيا. وقال الرئيس اليمني في تصريحات نشرتها وكالة الانباء اليمنية (سبأ) ليل الخميس الجمعة ان الطائرات بدون طيار التي تقوم بعمليات "جزء من التعاون بيننا وبين الولاياتالمتحدة (...) وبحسب مقتضيات الحاجة لتلك المهمات". واضاف ان "ذلك ليس ترفا بل لأننا لا نملك التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ مثل هذه المهام العسكرية الدقيقة". وتابع منصور "ليس سرا التعاون في مجال محاربة الارهاب، فلدينا مشاركة في غرفة عمليات في جيبوتي ولدينا ضباط مشاركين في غرفة عمليات في البحرين على مستوى عسكري دولي من أجل ملاحقة ومكافحة ومراقبة الارهابيين باعتبارهم تنظيم ارهابي دولي على مستوى العالم". واضاف "كنا من قبل نشكو للعالم ما نتعرض له من إرهاب من قبل هذا التنظيم خلال التسعينات حين كان الارهابيون من تنظيم القاعدة يخطفون السياح ويفجرون الشركات ويقطعون الطرقات الا أن احدا لم يسمعنا او يقدر حجم مشكلتنا". وكانت الولاياتالمتحدة قررت اغلاق 19 بعثة دبلوماسية في بلدان مسلمة بينها اليمن في الرابع من اب/اغسطس. كما عمدت فرنسا وبريطانيا الى اغلاق بعثاتهما الدبلوماسية في اليمن، لكن تمت اعادة فتح هذه السفارات. وطرد الجيش اليمني بمساعدة الولاياتالمتحدة في العام الماضي مقاتلي تنظيم القاعدة وحلفاءهم من معاقل كانوا قد استولوا عليها خلال اضطرابات على مدار شهور أثناء حكم صالح. لكن المتشددين أعادوا تجميع صفوفهم بعد ذلك ونفذوا هجمات على مسؤولين ومنشآت حكومية. وقال هادي "سوف نلاحقهم حتى يجنحوا للسلم ويتركون السلاح ويعودون الى رشدهم كمواطنين يمنيين وليسوا كأعداء لليمن ويطردون الاجانب الذين يقومون معهم بالاعمال الإرهابية." ودافع هادي عن استخدام الطائرات بدون طيار قائلا انها اكثر دقة من الوسائل الاخرى. واضاف ان ضربة في عام 2009 قتل فيها عشرات المدنيين اليمنيين في محافظة ابين كانت ناجمة عن صاروخ كروز وليس طائرة بدون طيار. واستعادة الاستقرار في اليمن أمر موضع اهتمام دولي. واستخدم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اليمن للتخطيط لهجوم على الطيران الدولي وهاجم سفينة حربية امريكية وناقلة عملاقة فرنسية في المياه اليمنية