النائب العليمي يبارك لرئيس الحكومة الجديد ويؤكد وقوف مجلس القيادة إلى جانبه    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    لاعب في الدوري الإنجليزي يوقف المباراة بسبب إصابة الحكم    السعودية تستضيف كأس آسيا تحت 17 عاماً للنسخ الثلاث المقبلة 2026، 2027 و2028.    التركيبة الخاطئة للرئاسي    أين أنت يا أردوغان..؟؟    وادي حضرموت على نار هادئة.. قريبا انفجاره    حكومة بن بريك غير شرعية لمخالفة تكليفها المادة 130 من الدستور    مع المعبقي وبن بريك.. عظم الله اجرك يا وطن    اعتبرني مرتزق    العدوان الأمريكي يشن 18 غارة على محافظات مأرب وصعدة والحديدة    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    رسائل حملتها استقالة ابن مبارك من رئاسة الحكومة    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أميركا لم تكن تشعر بمصداقية صالح في التعامل معها ولذلك تخلت عنه سريعا
نشر في المساء يوم 27 - 02 - 2013


عناوين فرعية
* المؤتمر الشعبي وعلي صالح هم من جاؤوا بهادي الى الرئاسة وباركه المشترك وبقية القوى السياسية وليس اميركا
* كانت هناك محاولة لكي تعامل اليمن كصديق لاميركا، لكن الاميركان فوجئوا بممارسات النظام السابق في استغفالهم وابتزازهم ولذلك وقفوا ضده
* السياسة الأميركية متغيره وتضحي بالقادة وفقا لمصالحها، وعلي صالح كان يُفضل مصلحته الشخصية ولذلك ضحوا به..!!
* الاميركان يتعاملون مع الاقوياء بحذر إلا انهم قطعوا كل الخطوط مع الرئيس السابق رغم معرفتهم لازال يمسك ببعض أوراق اللعبة
* أميركا تنظر لليمن كمنطقة استراتيجية لقربها من منابع النفط، ومن مصلحتها ان تبقى هادئة
* اميركا استفادت كثيرا من الاحتكاك بالاخوان المسلمين، واكتشفت ان الرؤساء السابقين في المنطقة كانوا كحلفاء؛ عبء عليها بممارساتهم الابتزازية
* كأميركي أطالب بإطلاق سراح الزميل عبدالاله حيدر فورا، وأحمل الحكومة اليمنية المسؤولية
* قضية اميركا مع اليمن ألا يذهب للحرب ويموت لكنها غير معنية بحياته ومستقبله
* اختيار توكل كرمان كامرأة من تنظيم إسلامي ومجتمع قبلي لجائزة نوبل كان رسالة رمزية كزيارة اوباما للازهر الشريف
* لايوجد مايؤكد ان علي محسن يعرقل التحول السياسي أما علي صالح فالأمم المتحدة والمشترك والعالم كله أجمع عليه
* توجيه الرئيس بحذف الإضاءة من صحيفة الثورة بادرة محترمة جدا، لكني كنت اتمنى ان تحذف بقرار من المؤسسة نفسها وليس من الرئيس
كنتُ كغيري من الصحفيين والاعلاميين احرص على استضافة الوجوه البارزة والمعروفة في الحياة العامة، وهكذا جرى العُرف الاعلامي الذي تكرس في اليمن بفعل النخبوية في التعاطي مع الاعلام، لكني اليوم قررتُ ان احتفي بشخصية استثنائية، غير معروفة في الاوساط اليمنية، لكنها غزيرة المعلومات، فيما يتصل بالعلاقات اليمنية الاميركية بحكم إقامته الدائمة هناك وحمله للجنسية الاميركية، وصلته الشخصية ببعض الشخصيات السياسية في دوائر القرار الاميركي، واطلاعه بحكم تخصصه وانتمائه لليمن على بعض التفاصيل الدقيقة لمرحلة الثورة الشبابية التي عاصرها من هناك، والمواقف الاميركية تجاهها، لاسيما وانه كان ضمن قِلة من اليمنيين "الاميركيين" الذين استعانت بهم السلطات الاميركية لقراءة توجهات المرحلة ومحاولة فك بعض الرموز التي كانت تغيب عن صانع القرار الاميركي فيضطر للاستعانة بهم..
في هذا الحوار يتحدث الخبير الإعلامي والمتابع للشؤون العلاقات اليمنية الأمريكية عن طبيعة هذه العلاقات قبل وأثناء وبعد الثورة الشبابية السلمية 2011م، ومدى التغيرات التي حصلت فيها، ومدى مساهمة المواطن اليمني المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية في دعم ومساندة الثورة الشبابية، كما يتطرق في هذا الحوار عن علاقة اللواء علي محسن بأميركا وفوز الناشطة توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام وعلاقتها بالدعم الغربي للربيع العربي، وأشياء أخرى تتابعونها في التفاصيل:
* مرحبا بك أستاذ جمال ضيفا على إيلاف لهذا الأسبوع، أنت خبير إعلامي ولك علاقاتك الواسعة بالخارجية الأمريكية كونك تحمل الجنسية الأمريكية أيضا، كيف تقيِّم العلاقة اليمنية الأمريكية لما بعد الثورة الربيع العربي؟
- شكرا لكم أولا، الواضح جدا أن أميركا تولي اهتماما واسعا بالوضع اليمني، والاهتمام هذا واضح ومش مخفي، وأعتقد أن الدعم العالمي التي تحظى به اليمن سواءً قبل الثورة وحتى اليوم هو عائد إلى الاهتمام الأمريكي في المقام الأول، أميركا تنظر؛ خاصة عهد أوباما أو الحزب الديمقراطي بالأصح؛ لكن كارزمية الرئيس أوباما وأطروحاته في حملاته الانتخابية يجنح كثيرا إلى عدم الصدام في الشرق الأوسط، على العموم بكل الأحوال هذا المنجز الأمريكي، طبعا الأمريكيين ينظروا إلى مصالحهم وهذا من الأشياء الطبيعية، أعتقد أنه شيء طبيعي.
* هل هناك تغير في العلاقة الأمريكية اليمنية سلبا او ايجابا بعد الثورة؟
- العلاقة الأمريكية اليمنية كانت عبارة عن مرحلة تعاون في العهد السابق، وكانت هناك محاولة لكي تلعب دور الصديق في المنطقة وتكون مدعومة من أمريكا، لكن الاميركان فوجئوا بان كثيرا من الدعم التي كانوا يقدمونه يذهب الى غير محله، وشعروا بأنهم كانوا يُستغفلوا من قبل النظام السابق، واعتقد أنهم ملوا هذا، وهذا مايبرر موقفهم ضد النظام السابق..
* "مقاطعا" هذا يدعوا إلى فرضية أن علي عبدالله صالح كان يطلب الدعم الأمريكي للحرب على الإرهاب ويبتز الأمريكان في هذا الملف؟
- طبعا، هذا مؤكد وواضح لسبب واحد أن الناس عندما ترى السياسة الأمريكية، طبعا السياسة الأمريكية هي تتغير دائما وتضحي بالقادة وفقا لمصالحها، لكن علي صالح لم يكن حليفا حقيقيا لأنه كان يُفضل مصلحته الشخصية على كل شيء، وكان يُجير كل شيء لحساباته الخاصة، هناك تجارب كبيرة، كانوا بالنهار حلفاء وفي الليل مش حلفاء، وكان مافيش مصداقية في التعامل، الاميركان لم يحسوا بمصداقية التعامل معه، وكانوا يحسوا أن هناك تلاعبا معهم خاصة في تعاملهم الخاص بملف الإرهاب، رغم أنهم بذلوا الكثير في هذا المجال فلذلك لما قامت الثورة تغيرت السياسة الأمريكية تماما وأصبحوا ماعاد عندهم حتى خط رجعة، لأن أي قوى سياسية لابد ما تعمل لها خط رجعة في الواقع، لكن أميركا لم تترك أي خط رجعة.
* معنى ذلك أنهم تخلوا عنه نهائيا؟
- أعتقد ذلك رغم أنه مازال في الواقع موجود، صحيفة النيويورك تايمز تقول انه مايزال علي صالح يمثل قوة موجودة على أرض الواقع، الأمريكان يعرفوا ذلك، حتى مجلس الأمن يعرف هذا تماما، يتعامل ومازال يمسك ببعض الأوراق اللعبة في اليمن إلى حد ما، لكن حتى هذه النقطة لم يراعوها رغم أنهم دائما الأمريكان يراعوا لو أنت قوي على الواقع يعملوا لهم خط رجعة معك..
* قضية خط الرجعة أنت تعرف أنهم تعاملوا معه في ملف أمني خطير، طالما تخلوا عنه بهذه السهولة، هل يعني أنه لايمتلك أي ملفات ضغط عليهم؟
- الملفات هي العلاقات المتشابكة اجتماعيا والمصالح وغيرها، يعرفها كل الناس والمجتمع اليمني، بعضها شخصية جدا وبعضها لها علاقة بمصالح واسعة وبعضها ارتباطات قبلية وتشعبات لها علاقة بجانب موروث اجتماعي سواء سلبيا أو ايجابيا، لكن على مستوى الدعم الدولي ماعاد هناك أوراق.. لقد استنفذ صالح كل الأوراق، لو كان هناك أوراق ضغط بيده لكان قد لعب بها قبل هذا الوقت.
* بيان مجلس الامن
* ماتقييمك لبيان مجلس الأمن الذي استهدف علي صالح وعلي سالم البيض تحديدا، هل انتهى علي عبدالله صالح بالنسبة لأمريكا؟
- بالنسبة لها نعم انتهى، العالم اصبح يتعامل مع الوضع الجديد واميركا من هذا العالم، بالنسبة لأميركا أكيد ماعاد فيه أمل لعلي صالح في لعب اي دور سياسي، لكن أعتقد أن أميركا تدفع حتى مايكون هناك تصادم لأن وجهة نظرهم ان مصلحتهم في اليمن تتمثل في عدم صدام قوي يدفع البلاد إلى الهاوية، ينطلقوا من وجهة نظرهم لمصالح دول عظمى أن هذه اليمن تقترب من منطقة النفط، منطقة الخليج، إذن منطقة استراتيجية، وبالتالي اذا انفجرت الأوضاع في اليمن ستؤثر على الخليج.
* "مقاطعا" لكن أليس إصدار البيان ضد هؤلاء الاثنين يشكل خطرا على مصالحها أيضا؟ لأنه من يضمن هدوء هؤلاء؟
- عدم إصدار البيان كان سيشكل الخطر؛ لأنهم حاولوا ان يتعاملوا بهدوء، حاولوا يرسلوا رسائل شخصية وهذا كان واضح من الأسماء، وكانت الرسالة أنهم إذا تعرقلت التسوية السياسية سنتدخل بقوة، وهم لجأوا لها فاضطروا أخيرا لأن يعلنوا أنهم يريدون التسوية بعيدا عن التفكير بالتخريب المتعمد لمؤسسات الدولة.
لايمكن ان نحمل العرقلة الواضحة في كل انحاء الحياة لطرف واحد فقط، لكن هناك طرف موجود ومعروف ومشارك في العرقلة، والإجماع على مستوى الساحة السياسية من اللقاء المشترك وغيره مجمع أن هناك طرف ما يزال يقاوم التغيير ومش مستعد يقبل التغيير الذي تم والذي ارتضاه الجميع محليا ودوليا، وأيضا نشأ موضوع الجنوب وموضوع علي سالم البيض كشخص دعم من جهة خارجية في فرض أمر واقع أيضا يقوم بعرقلة التحول في اليمن وإبقاء مضمون الوحدة اليمنية وبالتالي مجلس الأمن اضطر لاصدار ذلك البيان القوي..
* مقاطعا، أنا أقصد الا تخشى أميركا ومجلس الأمن هذه الأطراف خصوصا وهم لديهم كما قلت دعم خارجي، ألا تخشى من ردة فعلهم تجاه هذا البيان؟
- أعتقد أن مجلس الأمن احس بان كل الدوافع نحو التخريب موجودة لدى هؤلاء الاطراف، وأن هناك جهة لها القدرة على تفجير الوضع في الأخير، كشخص عنده قنبلة داخل البيت يفجرها لكن في الأخير يذبح ويقتل وهذه قضية أخرى.
في ظل هذا الوضع موجود، كل الممارسات متاحة، عملية تجييش الناس تمت، وتحريك الناس ومسألة تحشيدهم تمت ايضا، وتم تسليحهم، والتخريب تم، أنا أعتقد حتى على مستوى المحافظات الشمالية تمت اشياء كثيرة، فقط عندنا مجتمع مسالم بكل جباله وسهوله، مسلحين ومدفوعين ما بيتقاتلوا، الشعب اليمني ما عنده نزعات عدوانية بالرغم من وجود السلاح في يده.
* ايام الثورة الملاحظ أن أميركا كانت متأرجحة في قضية الثورة اليمنية جلست فترة إلى أن جاءت المبادرة الخليجية لربما أنقذت السياسة الأميركية في علاقاتها مع الثورة اليمنية، لماذا تأرجح موقفها بخلاف مصر أعلن أوباما دعمه للثورة مبكرا؟
- شوف.. القراءات الخاصة باليمن كانت مغلوطة وخاطئة وقدراتها متعددة وكانت المعطيات التي تعطى للسياسة الأمريكية اغلبها كان من داخل النظام السياسي وكانت هذه تظهره متأرجحا ولم تكن دقيقة في غالبها وكانت ماتعطي خط واضح.. هذه واحده، الامر الثاني، القوى السياسية في اليمن لم تكن متجانسة لتعمل تحالف يقبل البعض، وبالتالي في العالم الثالث في الوطن العربي عندنا مشكلة في الفهم.
الجانب الأول: أن هناك خوف من أميركا وتصبح معي أو ضدي وبالتالي هذا تفكير من الناحية السياسية غير منطقي.
أميركا عندما تفكر في اليمن تفكر في مصالحها وكوني انا شعب يمني اتفقت مصالحي مع مصالحه الآنية للتعاون مع الولايات المتحدة، أكون شاكر للحظ الذي جمع بين مصالحنا مش لها، شاكرا للحظ الذي جعل مصالحها تجتمع مع مصالحي وبالتالي مش مستعجلين يعملوا ثورة، أنت تطالب برحيل علي صالح وأميركا ليس عندها مشكلة، أميركا مشكلتها ألا تدخل البلد مرحلة صراع وحرب أهلية.
* مصر كان عندها مشكلة لكن اميركا سارعت في إبداء موافقتها للثورة سريعا؟
- أبدا.. موقف اميركا في مصر مختلف لاختلاف المعطيات.. كان واضح الأخوان المسلمون مكتسحين الساحة، والاخوان المسلمين في الإطار السياسي ماعندهم توجهات نحو نزعات عدائية تجاه الجانب المجتمعي او الداخلي او الخارجي، عندهم فكر ورؤية، طبعا اميركا استفادت من تجربتها مع الاخوان، استفادوا أنهم لايعادوا الإسلام والمسلمين وكل من يتدين، استفادوا ان طريق العداء مع الاسلام والمسلمين توصلهم إلى طريق أخرى عكسية، لأنه في جهات خاصة للحزب الجمهوري ومجموعة بوش قادت صراع مع المسلمين والدول الإسلامية وثبت أن النتائج حصلت عكسية، وبالتالي استفادت اميركا من هذا الوضع، استفاد الاميركان أنهم رأوا أننا معانا مشكلة في من مستعد يروح يفجر نفسه ويفجر الآخر، هذه المشكلة لا استطيع أتعامل معها بالنسبة لمصالحهم، لا نخلط بين مصالحهم ومصالحنا.
* يعني في الأخير مسألة مصالح؟
- اكيييد، مسألة مصالح، هم في الأخير ينظرون للإخوان المسلمين، يقولون ان الفترات التي تم اقصاء الإخوان المسلمين كانت توظف ضدهم خطأ، كانت عملية تفريخ التطرف قائمة في المنطقة، اميركا استفادت كثيرا من معرفة الوضع السياسي المصري على حقيقته، اكتشفوا ان جمال مبارك كان يختلف مع تجار في العريش او الغردقة ويقوم يقول هذه عملية إرهابية ويصفي حساباته معهم على ظهر أمريكا.!!، اكتشفوا ان حليفهم اصبح عبء على أمريكا، هذا مثل طبعا، ومثله في اليمن وتونس، حيث أصبح الحلفاء عبء على المنظومة السياسية الغربية، الان يقولون في اميركا الافضل ان يتحالفوا مع الإخوان المسلمين، اقل شيء يكونوا عارفين "راسهم من رجلهم"، ايش برأسه أحققه له ويحقق لي الذي برأسي، لكن الأول كان يتفق معه بالنهار وينقلب بالليل.
* علاقات مابعد الثورة
* علاقة اليمن بأميركا مابعد الثورة الشبابية؟ ومسألة الرئيس هادي الذي يقول البعض ان أميركا وجدت في شخصه ضالتها، بمعنى أنه أصبح أكثر انصياعا للسياسة الأمريكية من سلفه، كيف ترى؟
- طبعا أنا اعترض على كلمة "انصياع"، ماعاد تركوش الأولين حاجة في هذا الجانب عشان نقول ذلك، الانصياع لم يعد وارداً، من نهاية التسعينيات لم يعد هناك شيء اسمه عدم انصياع، كان اللي مايدعوا عدم الانصياع وما يظهروش بالإعلام هم ينصاعوا بطريقة اخرى.....
* "مقاطعا" تقصد في الغرف المغلقة؟
- نعم في الغرف المغلقة، آخر اجتماع لنائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية "رشاد العليمي" يقول مع وجود السفير الأمريكي وبحضور الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" يقول أنا كنت اضحك على مجلس النواب؛ وأقول لهم أن القنابل التي سقطت في أرحب، ومحافظة أبين، وفي شبوة، كانت أمريكية الصنع ولكن حكومة اليمن هي التي استعملتها، ما عاد فيش مجال للدفاع عن عبدربه منصور هادي، لكن قد معانا مكتب ارتباط وكان التغلغل واضح وكانت المعلومات تتدفق بحرارة، وكان هناك عدم مصداقية بالليل أما بالنهار كل شيء تمام، العالم الآن يقول لك أعطني القليل، كن واضحا معي بالتالي فخامة الرئيس مش الشخص اللي جابته أميركا، الذي جابه المؤتمر الشعبي العام وجابه علي عبدالله صالح شخصيا وبعدين باركت القوى السياسية الأخرى تسلمه السلطة، وجاءت مباركة اقليمة ودولية، أميركا عندما تنظر لشخص، وأنت سألت ليش التردد لأن أميركا بقدر ما تريد الوضع في اليمن أيضا تراعي نفوذها في المنطقة أي لاتضغط قويا على السعودية لأنه يهمها رأى اليمن والسعودية في المبادرة.
* وصاية اميركية
* عندما أقول انصياع هذا مش قولي، هذا قول الشارع، تعال نقارن قبل الثورة وبعدها، هناك ماهو أشبه بالوصاية الأمريكية على اليمن، طبعا بعد الثورة كان الرئيس السابق يضحك عليهم ويقول اضربوا وأنا باقول للشعب هي طائرات يمنية، اما الآن الطائرات الاميركية بدون طيار تضرب بشكل واضح، معنى ذلك أن الانصياع أكثر وضوحا؟ وهناك من يقول أن السفير الأمريكي أصبح الحاكم الفعلي؟
- عشان نكون منصفين، المبادرة الخليجية فرضت شبه رعاية مش وصاية على الوضع اليمني، وهناك شبه إجماع داخلي عليها، الرعاية يعني ان الإصلاح موافق والمشترك والمؤتمر والمشائخ والزعماء القبليين موافقين كلهم ما عدى القاعدة، وحتى الجنوبيين موافقين، وبالتالي عشان نخفف على بعضنا لانجلد ذاتنا ايضا.
* لم افهم؟
- اضرب لك مثالا.. بدل ما كان يتم احتجاز واعتقال الناس، وأخذهم إلى خارج البلاد وأن اليمن تسلم المؤيد بطريقة أو بأخرى لأمريكا، عملت أميركا على التخفيف في هذا الجانب وأصبحت تستهدف من تعتقد أنهم خطر عليها وعلي سياستها بطائرات بدون طيار، وهذه الطائرات ليس لها علاقة بالرئيس هادي..
هي إستراتيجية اتخذتها السياسة الأمريكية من عهد أوباما بدل التدخل المباشر، ضرباتها تكون محدودة، هذه السياسة الآن هي في إطار المراجعة وفي اطار رفض الكثير من القوى والدوائر السياسية، والمجتمع الأمريكي مش راضيين عنها.
* لو قارنا الضربات الأمريكية قبل وبعد الثورة سنجد فارق كبير؟
- أنا أذكر ضربة المعجلة كم راحوا فيها، وغيرها من الضربات، هذا قبل الثورة وكانت تروح ضحايا كثيرة..
* كان يشتغل الرئيس السابق في السر، لكن الرئيس هادي يقول ان الطائرات أعجوبة ويقول أنه يسمح لها بالضرب؟ هذا انتهاك لحق الشعب؟
- اليمن دخلت أزمة، ودائما الشعوب تدفع ثمنا لكل المواقف، الأزمة لو واصلت تقدمها لاوصلت اليمن الى حرب أهلية، جاء الوضع الجديد وفرض أن تكون للقوى الإقليمية والدولية يد في اليمن، لكن مش لدرجة أن السفير الاميركي يحكم، لن يقبل الناس هذا الوضع على اعتبار أنه بالنسبة لهم مش مقبول..
بالمقابل أنت كدولة غير قادر على انتقاد أميركا وايقافها عند حدها، وان تقول لها قفي عند حدك، اذا كان عندك واحد مطلوب قدمي أدلة وأنا أسلمك اياه.. أنت مش قادر تسلم الذي يقطع الكهرباء!! او تقدمه للمحاكمة، انا عندما أتكلم عن الدولة اليمنيه فانا اتكلم بشكل عام، احنا بمكوناتنا كلنا، وهذا مش تبرير لعبدربه، أنا لا أبرر لاحد.
* لا تنسى أن هذه الضربات تستهدف العديد من الأبرياء؟
- هذا هو السبب الرئيسي لمقاومة هذا المشروع في أمريكا، لأن الأمريكيين والخبراء السياسيين هناك يعرفون أن هناك ضربات تقتل ابرياء، هذه ضربة صاروخ مش مسدس، مش قناص، لكن اميركا تقول هذا اقل ما عندي، بالتالي عندما ارفض شيء يكون عندي بدائل، انت لاتقدر تقول لهم لا، لانك لاتقدر ان تسلمهم مطلوبيهم، بالعكس هم يعرفون ان هناك اشخاصا لاتستطيع الدولة الان احضارهم الى المحكمة للمحاكمة في حقوق عادية، فكيف بمتهمين بالارهاب!!!.
الرئيس السابق سمعته في خطاب يقول هي طائرة في السماء ما افعل لها، وعبد ربه منصور هادي يقول انها أعجوبة بالتالي الدعممة خير وسيلة فيه مثل يمني يقول سبحان من خلاق العممة "ويضحك".
* بحكم قربك من دوائر السياسة الاميركية، كيف ترى تفاعلهم مع ممارسات بلادهم عبر الطائرات بدون طيار في اليمن أو غيره؟
- والله هناك معايير في المجتمع الأمريكي، المجتمع الأمريكي عنده معايير المواطنة الأمريكية متمثلة بالدستور يعتبرونها قضية مهمة جدا، وهناك اميركيين كثير يقولون ان انور العولقي وابنه مواطنين اميريكيين، ويتساءلون كيف يمكن ان يقتل امريكي بدون محاكمة، قتل خارج القانون والدستور، لكنهم ايضا يعرفون أن هذه الضربات تكون مش دقيقة، والمواطن الأمريكي عندما يقول المسؤولون الاميركيون انه يضطر لقتل الارهابيين ولو كانوا اميركيين لحماية المواطنين الاميركيين.....
* هل هناك اصوات عالية اميركية واغلبية مع أو ضد الضربات؟
- لا.. أغلبية، لا، لكن هناك أصوات تقول هذه سياسة خاطئة، لكن أيضا في الاتجاه الآخر لو جاء واحد يسأل كيف احمي السياسة الأمريكية، لا يوجد جواب له.
* بصراحة احنا التقينا بشخصيات من أميركا ومنظمات مجتمع مدني تحدثوا عن أنه يجب على الشعب اليمني ان يصرخ ويقول لا للضربات الأمريكية؟
- الأمريكان ينطلقون من ماتربوا عليه هم، يقول لك أنت يا أخي ليش ما تنهض، وليش ماتطالب برفض هذا الشيء، ونحن سندعمك، لكن في الأخير أيضا أنت مُساءل، أنا لست معتديا، أنا عندي مشكلة مع شخص، ولا أحد يستطيع أن يرد عليه، لا بد أن يكون عندك حلول، اعمل حلول للمشكلة، والمشكلة الحقيقية هي عدم وجود دولة وقانون سيظل هو مرتبط بكل الأشياء، أنا لو عندي قدرة اليوم أن آخذ فلان إلى القانون لا أحد سيقتله لأني أستطيع أن آتي به، لكن المشكلة عندما أعجز عن الإتيان به، فلا هو انصاع لي ولا عندي القوة ولا عندي القضاء العادل ولا عندي الأمن الذي قادر يضبطه ولا عندي الحماية القانونية للفرد الذي يسلم نفسه، ماهو الحل.. حيرة كبيرة ودوامة لاتنتهي بفعل عدم وجود الدولة بشكل حقيقي.
* اليمن في الاعلام الاميركي
* الإعلام الأمريكي كيف يصور الوضع في اليمن؟
- غالبا لايهتم الاعلام كثيرا باليمن، هذا بالنسبة للشارع الأمريكي، لكن هناك دوائر سياسية وبحثية خاصة ومتابعون يهتمون بالتحليلات الرئيسية مثل الوضع السياسي في اليمن، الأزمة السياسية التي تمت، ومسألة خروج الشارع ورفضه للنظام السابق، ويركزوا أكثر على ارتباط القاعدة باليمن، لأنه هو المحور الذي ارتبط كثيرا في الإعلام الأمريكي بمعظم الأحداث التي يتردد فيها اسم اليمن، الناس لاتحلل كثيرا في الأوضاع السياسية اليمنية، ولا يهمها ما يجري هنا، يهمهم السلام داخل أوطانهم بالتالي يسمعوا كل ما من شأنه أن يؤمن بلادهم فقط.
* لكن الواضح أستاذ أن هناك اهتمام أمريكي مطلق بالشأن اليمني والدليل تواجدهم بشكل مكثف في الفترة الأخيرة وتدخل السفير الأمريكي في الكثير من القضايا، كما تدخل الرئيس الأمريكي بشكل مباشر خصوصا في قضية الزميل الصحفي عبدالإله حيدر شائع؟
- طبعا قضية الصحفي اليمني عبدالإله حيدر شائع قضية خاصة جدا، أنا من هذا المنبر، وأنا كأمريكي أنادي بإطلاق سراحه فورا، وأنه ما دام وقد تم اعتقاله لايوجد أي مجال لا أخلاقي ولا قانوني لابقائه في السجن، وهذا عار إما أن تقدم أدلة حقيقية ومعروفة لمحاكمته وادانته وإلا فليذهب، وأنا بصراحة أحمل الحكومة اليمنية المسؤولية، هذا موضوع مهم، وعار علينا، لأنه أيا كان توجه عبدالإله لكن من حقه أن يقدم للمحاكمة، كل يوم يحبس إنسان جبرا بدون محاكمة هذه جريمة، بالقانون 48 ساعة تحتجز فقط.
* بالنسبة للاهتمام الأمريكي بالوضع اليمني؟
- الاهتمام الأمريكي، عندما تهتم بفلان بحيث لايموت، لايعني ذلك انك مهتم به لكي يعيش، فقط أنت تحرص أنه لايموت، فأميركا تحرص أن اليمن ما تسقطش، لكن هذا لايعني الحرص على بقاء اليمن وأن اليمن تزدهر، هذه قضية ثانية.
* يعني تبقى مذبذبة بين الحياة والموت؟
- نعم، لأن مستقبل اليمن ليست مشكلتها، أن آتي وأقول لاميركا ليش تتركينا هكذا، لن تعيرني اي اهتمام، لانه مش قضيتها، قضيتها أنك ما تسقطش الحرب والدمار التي لاتنتهي، لأنك إذا سقطت ستضره كثيرا وستؤثر على مصالحه.
* هل صحيح أن الدعم الأمريكي لليمن مقتصر على الملف الأمني؟
- الاهتمام الأمني موجود، لكن هناك قضية رئيسية يجب ان نتساءل ونقف عنها، عندنا كم مليار تم تخصيصها كمنح من اصدقاء اليمن لم نستطع أن نستلمها الى الان لاننا لانملك القدرة على استخدامها واستيعابها، من الخجل أن نعمل مؤتمرات مانحين ونقول لهم تعالوا أعطونا فلوس، وهم يجيبوا لنا فلوس لا ندري ماذا نشتغل بها..
* اين يكمن الخلل في هذه الفجوة او المشكلة؟
- لا يوجد لدينا الرؤية والخطط التي نقدمها، العالم طارح لك حوالي 7 مليار دولار وكان ينتظر منك ان تقول أريد اضع هذا المبلغ في واحد اثنين ثلاثة، مش عشان تقول جيب لي الفلوس وأنا سأصرفها، لا بد أن تقول له وتقنعه كيف سيتم صرفها.
* كيمنيين لم نستطع أن نوضح لهم ماذا نريد؟
- ما عندناش الدراسات التي نقدمها لهم.
* أين الخلل في ذلك؟
- الخلل لايوجد لدينا أجهزة متخصصة، أو الأجهزة المتخصصة في الدوائر الحكومية خاضعة لصراعات خفية، لمصلحة هذه القوى ألا يوجد تحقيق للاستخدام الأمثل لهذه الموارد، لدرجة أن الرئيس اصدر تشكيل لجنة للقيام بهذا الدور.
* يمنيوا اميركا
* الثورة الشبابية، كيف تعامل المواطن اليمني المقيم في أميركا مع الثورة؟
- المجتمع اليمني جزء منه هو نفس الجزء الخارجي، وكان تفاعل الناس غير عادي ونشاطهم غير عادي، كان عندنا إعلاميين برزوا وكتبوا كثيرا مثل الأخ منير الماوري الذي يعد من أبرز من كتبوا، وكانت له كتاباته السابقة للثورة وأنا أحييه، كان هناك بعض الدبلوماسيين، كان لهم دور فعال، يعني دورهم كان كبيرا، لم يكن أحد يتخيل أن شخص دبلوماسي أو قنصل ينظم للثورة، فحصل انضمام كثير للثورة مثل القنصل الصلاحي وغيره كثيرين في مختلف البلاد.
أما بالنسبة للناس فكان هناك اندفاع غير عادي لتأييد الثورة، لانها جاءت لتحقيق أهداف كل اليمنيين ولما جاءت الثورة لم يتأخروا عنها وهذا شيء طبيعي متوقع.
* هل ساهموا في دعم الثورة سواء الدعم المادي أو المعنوي؟
- لم يقصروا.. كان هناك حماس ولا يزال إلى اليوم حماس منقطع النظير.
* ماذا كان دورهم بالضبط؟
- شاركوا بمختلف الوسائل، كانوا يخرجون إلى البيت الأبيض كل سبت وأحد، كانوا شبابا من مختلف الفئات ومن مختلف الأعمار والشرائح.
* توكل وجائزة نوبل
* حدث جدل حول استلام توكل كرمان لجائزة نوبل للسلام، هناك من قال انها حصلت عليها بناء دعم أمريكي.. مامعلوماتك حول هذا الموضوع؟
- أبدأ بالقول: لا كرامة لنبي في قومه، نحن دائما ننظر للأشياء بمثالية شديدة، كثير من الناس يتخيل الثوار وكأنهم ملائكة وسيأتوا بأجنحة، لكن أن تحصل يمنية على جائزة نوبل أيا كان والله لو بالغلط المفروض ان نتشبث بها للسماء، لكن هناك معطيات حقيقية لا أحد يستطع أن ينكر أن توكل كانت في مقدمة صفوف الثورة، ولا يستطيع ان ينكر دورها كامرأة صلبة واجهت نظام قمعي وحُبست وعانت الكثير، ولايمكن نسيان دورها الحقوقي والسياسي وكعضوة في حزب الإصلاح.
بالنسبة لي أنا فرحت كثيرا لها لأنها يمنية، ولأنها إصلاحية وأنا مش إصلاحي، وأفرح لها أنها يمنية، وأفرح أنها مازالت تحب اليمن ولم تتعالى عليه.
لازم نقدر مسؤولية توكل الان بعد الجائزة، ولازم نقدر العبء الذي على عاتقها، جائزة نوبل يمكن أن تجعل أي شخص بالعالم أن يختل ويفقد كل المعلومات التي في رأسه، ومع ذلك أعتقد أنها ما زالت متماسكة جدا.
* لكن هل حصولها يمثل اعترافا دوليا أو أمريكيا بالثورة اليمنية، كدلالة رمزية؟
- سؤالك مهم، بغض النظر، أعتقد من وجهة نظري أن هناك ثورة عربية، وهناك ربيع عربي، ارادوا ان يخلدوا او يرمزوا لهذا الربيع العربي من قبل العالم الغربي، وحبوا أن يفتحوا نافذة للتعاون كما كانت زيارة أوباما للأزهر ومصر وتركيا، كانت رسالة واضحة للتواصل مع العالم العربي، اعتقد أن اختيارهم لامرأة من تنظيم إسلامي وثائرة ومن مجتمع قبلي.. اعتقد انها اعتبارات بالنسبة لهم مهمة جدا، وأعتقد أنها حققت لهم الكثير..
* اميركا وعلي محسن
* كيف تقيم علاقة اللواء علي محسن الاحمر مع أمريكا؟
- كثير من الناس يعتقد أن علي محسن هو معرقل لقرارات الرئيس هادي، وكثير من الناس يحلل أن علي محسن يعرقل قرارات الجيش، ويعطي مبررات لذلك يصنعها هو، بينما في الواقع غير ذلك، هناك معطيات على ارض الواقع يجب مراجعتها، عندما تم حل الفرقة وإن لم يكن نهائي، مع هذا قائد الفرقة بقي كقائد لقيادة المنطقة الشمالية، ولست هنا لكي أدافع على أحد لكن هذا واقع، جاء اللواء علي محسن بعد الثورة وقال أنا مستعد ان أستقيل، مستعد للإقالة، أنا أخطأت ومستعد للاعتذار، ابدى رغبته في بدء صفحة جديدة وان ينفذ ما يوكل إليه..
* "مقاطعا" هذا وضع عام، أنا أحدثك عن العلاقة الأمريكية بعلي محسن؟ هل ترى أن علاقتهم طيبة، هل ترى أميركا أن يبقى علي محسن أم يذهب؟
- بالنسبة لي أرى أن أي إنسان شارك بالثورة وقال أنا مع الثورة هذا حق من حقوقه، ولا أحد يملك أن يخرج أحد من نقطة معينة ويقول هذا ثوري وهذا نيته لم تكن ثورية، أنا أعتقد جازما أنني مع الثورة، وأنت لاتملك إلا أن تعاملني على الظاهر وما بداخلي يعلمه الله، ثم إن أميركا تتعامل مع وضع مهترئ يمكن ينفرط عقده، وبالتالي أي ضغط في اتجاه معين سيساهم في إحياء صراعات هي ليست في مصلحة الغرب وليس في مصلحة اليمن، وعلي محسن قطب عسكري موجود وأنك تريد ادخاله في صراع هو ليس متزعم له هذا خطر كبير جدا.
الأمريكان عندما يتواصلوا مع علي محسن ليس بالضرورة أن يكون لقاء علاقة سياسية او مصلحية، لكن بالأخير هو واقع، بالأخير علي محسن قائد عسكري كان له دور سابق ومستعد ان يشارك في العملية السياسية والعسكرية القادمة، ولايوجد لديهم مشكلة في ذلك.
* اقصد هل ترى أميركا أن وجود هذا الشخص قد يساهم في تهدئة الأوضاع أم عكس ذلك؟
- لاهذا ولاذاك، لكن أنا عندما أضغط على علي محسن بالخروج من البلد معنى ذلك اني سأخلق صراع، وأخلق غريم بدون أي عذر، وحتى الرئيس السابق المفروض لايخرج من البلاد طالما انه بارك العملية السياسية والدخول في الحوار اليمني، فقط من يعرقل التحول السياسي هو من يجب أن يخرج أيا كان سواءً كان علي محسن أو علي صالح، لكن أنا أشوف أنه رسميا لايوجد مايؤكد بالنسبة لشخص علي محسن أن هناك رفض منه.
* وماذا عن علي صالح؟
- علي صالح الأمم المتحدة والمشترك والعالم كله أجمع عليه.
* بشكل سريع، أنت خبير إعلامي ولك تجربة واسعة، ما هو تقييمك للدور الإعلامي ما بعد الربيع العربي؟
- دائما ماتأتي مراحل تنفرط فيها العقد، ويبقى كل شيء فيها مباح ومفتوح لأنه حصل إحلال لمنظومة بدل منظومة ولم تكن هناك منظومة جاهزة، فحصل إرباك، بعضهم يقول إن تونس ملخبطة ومصر كذلك، وهذا شيء طبيعي لأنها قبل كانت منظومة وكانت حاكمة رغم أنها سيئة لكن كانت منظومة، الإعلام جاء من حكم شبه شمولي وجاء إلى حكم بنفس الأدوات السابقة ويحتاج الناس أن تفهم مش أن تتحول، يعني مش اليوم أنا مع علي عبدالله صالح بكرة مع عبدربه.
* نحن نتحدث عن السياسة الإعلامية هل هناك تغير في نوعية الخطاب، في ترتيب الأدوار؟
- هناك مساحة واسعة وأنت كصحفي أكيد أنك تلمسها، لكن كل شيء بدون ضوابط يصبح غير مرغوب، أولا نحن نمر بمرحلة دقيقة وهي مرحلة الحوار الوطني، وهذه المرحلة يجب على كل الأطراف والوسائل الإعلامية أن تعي هذه المرحلة الدقيقة، يعني ما تقول انفصال ولا وحدة ولا محافظة ولا فدرالية، كل شي مفتوح، وبالتالي كل شيء مقبول، مقبول منك أن تقول كل شيء في إطار حوار هادئ يخدم البلد ما يخدمش صراعات، لان الصراع في اليمن باب جهنم للكل.
* بالنسبة للسياسة الإعلامية الرسمية؟
- تجربة جيدة لم تكتمل، ما زلتُ أحس وأنا أشاهد الاحتفاء بيوم "21 فبراير تنصيب هادي" بانني مشدود إلى 17 يوليو "يوم تنصيب علي صالح"..
* الرئيس هادي وجه بحذف الإضاءة من صحيفة الثورة؟
- هذه بادرة محترمة جدا، لكني كنت اتمنى ان تحذف بقرار من المؤسسة نفسها، نحن في عهد جديد، العهد الأول لو كنت حذفتها ستحاسب، لكن نحن في عهد جديد لو حذفتها كانت ستحسب لك..
* هل الخطأ من الرئيس أم ممن يديرون السياسة الإعلامية للبلد؟
- أنا أخشى أن الرئيس هو الذي يرجع يقول شيلوا هذي وبقوا هذي، والمشكلة أننا شعب متطرف، ستأتي علينا فترة وقد الرئيس يقول لهم لا، مش لهذي الدرجة ترجعوني بعد وزير الداخلية في الأخير أنا الرئيس حقكم وهذه مشكلة أيضا..
أنا أرى ان الإعلام الرسمي لا يزال يدار بوسائل وخبرات لها علاقة بالنظام السابق ونحتاج إلى وقت لنستوعب الآخرين..
* هل بقي شيء تود قوله؟
- أنا أشكرك، واشكر صحيفتكم إيلاف وأنا أعتز بكم كثيرا، وأتمنى للإعلاميين أن يعوا مرحلة الحوار الوطني وأن نتقبل بعضنا بعضا، وأن لانؤذي بعضنا ونتمادى إلى ما يؤدي بالبلاد إلى الدمار لاقدر الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.