قال محلل سياسي وباحث أكاديمي أن المملكة العربية السعودية تسعى لإضعاف اليمن وكذلك تسعى لإضعاف دول ما يسمى بالهلال الخصيب .
وقال علي بن مسعود المعشني في لقاء مع صوت روسيا أن هناك تناقضات في السياسة السعودية كاشفاً النقاب عن معلومات جديدة حول طلب السعودية ومصر أيام حرب الخليج تفكيك الجيش العراقي وهو ما جعل مسؤول أمريكي يعلق على ذلك بالقول : كيف يتحدث هؤلاء عن أبناء دمهم بهذه الوضاعة وبهذه السطحية
وأضاف مسعود أن المملكة ترتكب حماقات كبرى تتعلق بموقفها من الأزمة السورية ومن الملف النووي الإيراني .
المساء برس تنشر اللقاء : حوار مع الباحث والمحلل السياسي علي بن مسعود المعشني أجرى الحوار: فهيم الصوراني
نص الحوار: سؤال: أستاذ المعشني موضوعنا لهذا اليوم الأزمة المتزايدة التس تشهدها العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسعودية مؤخرا في ظل تقارير تشير إلى عزم السعوديةالابتعاد عن الولاياتالمتحدة بحسب ما ذكرته صحيفة "الاندبندت" البريطانية بأنه يتعلق بالاعتبارات الخاصة في الأوضاع في سوريا، حضرتك متابع لهذا الموضوع هل من المنطقي أن العلاقة بين السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية يمكن تتأثر إلى هذه الدرجة، لدرجة الابتعاد بينهما، ولا سيما أن السعودية معروفة بعلاقاتها القوية والاستراتيجية جدا مع الولاياتالمتحدة؟ جواب: ليس من الغريب أن يختلف الأمريكان مع السعوديين بل الغريب ألا يختلفوا، فهكذا طابع السياسة دائما، وهكذا طابع العلاقات الدولية وهكذا طابع حتى الحلفاء والسؤال يبقى هل هذا الخلاف محصور في ملف معين أو مثل ما نستوحي نحن الآن أنه خلاف في المطلق مفتوح على كل الأصعدة وعلى كل الأوجه، السعودية دولة ليست ضغيرة بل هي دولة كبيرة ولديها أوراق كثيرة، ولنتذكر أيام زمان عندما سافر الأمير بندر إلى الصين وبدون حتى وجود علاقات دبلوماسية وطلب منهم صواريخ "اس اس 20" وكانت أزمة، فهل هذه مناورة نتيجة ما كان يحدث في أفغانستان أو نتيجة الحرب العراقيةالايرانية، ومكان السعودية الحيوي كما هو معروف دائما هي إبعاد ما يسمى باليمن وإبعاد ما يسمى بمثلث أو الهلال الخصيب، ولا نعرف صح أو غلط ولكنهم هم هكذا، لأن قوة الهلال الخصيب يعني خطر على الحجاز هكذا هي المعادلة التاريخية، فهم حلفاء مع الأردن مثلا ويريدون إضعاف الأردن لأن العرش الهاشمي موجود في الأردن، وهم حلفاء لليمن ويريدون إضعاف اليمن لأنه يوجد أجزاء في اليمن يدعون تاريخيا أنها تابعة لهم. من الطبيعي أن تكون هناك خلافات بين الحلفاء، ولكن هل أنت اخترت لنفسك صيغة وسوقت لنفسك حقيقة على أنك حليف أم تابع أم وسيط هنا السؤال، وكل كان يعتبر في مراحل العلاقات السعودية الأمريكية أن السعودية كانت تابعا، ولكن لديها أوراق أكثيرة، والسؤال هل كانت السعودية تستطيع بعد مرحلة التابع أن تتحول إلى حليف وتقول في مرحلة لا لقضية اتجاه حليف ما وهذه هي فعلا السياسة وهذه هي فعلا الدولة الحيوية مهما كانت الأمور. أنا ما رأيته شخصيا أراه نوعا من الاستحالة السياسية وهذا غير معهود عن السياسة السعودية لأن النظام السعودي ليس نظاما هوائيا بل يستوعب الكثير من الأزمات.
سؤال: ولكن السعودية رفضت مقعد مجلس الأمن لاعتبارات تتعلق ليس فقط بسوريا ولكن ردا على التهديد الايراني؟ جواب: المقعد في مجلس الأمن هذا عبارة عن تكملة عدد لا أكثر ولا أقل لا يقدم ولا يؤخر، وهو مقعد مراقب ليس له حق التصويت بل مجرد حضور معنوي، السعودية كانت تتمنى أن تأخذ مكان عبد العزيز ناصر مندوب قطر وتمارس نفس الدور ذات الدور البزيء تجاه سوريا، ولكنها فوجئت أن الواقع في سوريا انقلب 18 درجة، والواقع تجاه ايران انقلب 180 درجة فما يمكن أن تفعله في مجلس الأمن؟
سؤال: لكن لماذا الإصرار على أن عدم تغيير النظام في سوريا وعدم منع ايران من امتلاك سلاح نووي سيضعف نفوذ السعودية،لماذا تربط السعودية نفوذها بتغيير النظام في سوريا وعدم تمكين ايران من امتلاك سلاح نووي؟ جواب: تبدي السعودية في بعض سياساتها حماقات كبرى، كتب تركي الفيصل عام 2006- 2007 في واشنطن بوست مقالا إذا لم تخني الذاكرة، صفحة كاملة اعتراف بأقوال السعودية عن أمريكا، وذكر كيف اتهمهم جورج بوش بأنهم غير متعاونين معه في مكافحة الإرهاب، فهذا ليس بجديد، والآن عندما تقرأ مذكرات جيمس بيكر فالناس يتحدثونعن تحرير الكويت وهناك عناصر ومنهم السعودية ومصر أيام مبارك يتحدثون عن كيفية تدمير الجيش العراقي، حتى جيمس بيكر يستغرب ويقول كيف يتحدث هؤلاء عن أبناء دمهم بهذه الوضاعة وبهذه السطحية ولا يراعون وزنا لايران التي ستقتلعهم من الجذور أو لاسرائيل العدو التاريخي، بينما نحن كأمريكان نراعي وجود قوة إلى يوم ما، فالعراق على الأقل يسد باب الذرائع الايرانية ولو أنها تشكل خطرا على مسألة الأمن الاستراتيجي أو الأمن القومي الاسرائيلي، فهناك أشياء أنا متعجب منها في مراحل معينة، فالآن السعودية عندما عادت النظام السوري انقطعت تماما عن لبنان ولو أن عندها 14 آذار والحريري وغيره، لكن الفاعل الحقيقي واللاعب الحقيقي في لبنان هو سوريا، وأي وفاق في لبنا يجب أن يمر عبر بوابة دمشق. والآن السعودية عادت العراق الجديد، فأصبح هناك ثالوث شيعي وهذا واقع، وأصبحت عداوة للسعودية مع سوريا ومع العراق ومع ايران وأنا أستغرب من ذلك حيث دولة حجم السعودية تتخذ هذه الهستيريا السياسية من مجلس الأمن، وهذه العضوية شرفية بروتوكولية لا تقدم ولا تؤخر، ولكن الاعتذار بعدم قبول العضوية هو بسبب عدم تنفيذ ضربة جوية لدمشق، والسعودية ليست أعز من شاه ايران وماركوس في الفلبين، وأمريكا تبحث عن مصالحها. ولو أرادت ايران اليوم أوغدا أن تمتلك الخليج بما حمل وتوفر مصالح الغرب وعلى رأسها أمريكا المتمثل في تدفق النفط وحماية أمن اسرائيل لاستطاعت ايران ذلك، وهذا ما قاله حرفيا وتلميحا علي صالحي في القاهرة قبل خمسة شهور وقال لو علمتم ما يطلب منا ويمرر إلينا من تحت الطاولة للتضحية بكم أنتم العرب والله لضحكتم وبيكتم بآن واحد، فالعروض موجودة وهؤلاء الناس ليس لهم صداقة، والغرب ليس له صديق وليس له مبدأ خارج جغرافيتهم.
سؤال: سيد معشني برأيك رهان نظام الحكم في السعودية على الثروة وعلى الأهمية الاستراتيجية للبلاد، هذا الرهان الذي جلب للملكة الحصانة من الانتقادات ومن تراجع العلاقات التحالفية، هل هذا الرهان قد يكون غير صائب بناءا على المعطيات الدولية الجديدة، لا سيما فيما يتعلق بالحديث عن الانفراج بين واشنطن وطهران؟ جواب: الانفراج بين واشنطن وطهران لا تراجعا فيه، لأنه إذا قسناها على أساس الربح والخسارة مثلا ايران كانت تمثل الحليف الثاني مع اسرائيل على زمن الشاه بما يسمى مبدأ نيكسون، بينما السعودية لم تكن تمثل شيئا، ومبدأ نيكسون منذ عام 1969 الذي انكسرعام 1979 بعد قيام الثورة الايرانية كان يقوم على ركيزتين وهو ملأ الفراغ السياسي الأمريكي بعد ما سمي بالرحيل ومعالجة الجراح، ويقوم على ايران قوية واسرائيل قوية، وهذا ما لم يجدوه في السعودية للأسف الشديد إلى اليوم، وايران دولة قوية ولا تتوجه بأهواء ودولة لا تسقط ولا تزول بزوال الرجال، ولدى الرئيس روحاني توجه معين ولكن في نهاية المطاف لخدمة الأهداف الايرانية، وليس لدى ايران استعداد للعودة إلى مربع الشاه، وايران اليوم ليست ايران التي تستورد البيض في عام 1976، وايران اليوم تستعمل معها الغواصات النووية، فهذا واقع جديد فإذا كان لديك مشكلة مع ايران فناقشها خطوة خطوة، فيران دولة مرنة وايران لا تسعى إلى سلام من خلال الغرب ومن خلال أمريكا بل تسعى لأن تكون لها علاقات على أساس التكافل والندية