في علاقتنا بالآخر أياً كان هذا الآخر جار ، قريب ، صاحب ، غني ، فقير ، كبير أو صغير يجب إن نحترم ذواتنا أولاً وان لا نبتذل في التقرب إلية مهما أوتي من قوة ، في علاقة اليمن بالسعودية حكومة وشعب هناك الكثير من الخطأ ترتكبها الحكومات المتعاقبة على اليمن اذ تعتبر السعودية أكثر من جار مما أعطى الفرصة للسعوديين للإساءة لنا شعباً وحكومة وجغرافيا ، الاسواء من ذلك هو علاقة شعبنا بالسعودية فيعتبرها البعض سلطة روحية وفكرية ومرجعية دينية وان خيرت بعضهم بالولاء سيدين بالولاء للسعودية خلاف اليمن بلده وأرضه وموطنه ، علينا ان نتعامل مع السعودية حكومة وشعب باعتبارهم جيران فقط لا أكثر ونعاملهم بالمثل بهكذا فعل سيعتدل الميزان وسنحمي وطننا وشعبنا من شرور الجيران . منذُ اتفاقية الطائف 1934 بين اليمن والسعودية والعلاقة بين البلدين لم تقم على الندية والتعامل بالمثل كقاعدة من قواعد السياسة والدبلوماسية الدولية التي نصت عليها كل المواثيق الدولية ، قبل استقلال جنوب اليمن وقبل ثورة سبتمبر في شنال اليمن كان هناك نوع من أنواع الندية بين اليمن والسعودية فبريطانيا حمت الحدود الشمالية لجنوب البلاد ولم تجرؤ السعودية على أخذ شبر واحد من أراضي الدولة الوليدة في جنوب اليمن وحتى قبل استقلال الجنوب . كانت عدن خط احمر على الخريطة في الشرق الأوسط ونقطة عصية على السياسات السعودية في المنطقة التي استطاعت تطويع اغلب دول الجزيرة العربية والخليج لتدور في فلكها ووفق مصالحها وإطماعها التوسعية التي وسعت الخارطة السعودية إلى ثلاثة إضعاف مما يجب إن تكون علية اليوم في حقيقة الأمر . مع مشاكل اليمن الاقتصادية ازدادت أطماع السعودية في اليمن وعملت على تحقيق إطماعها وأحلامها التوسعية الغير مشروعة من خلال مد نفوذها المذهبي وشراء الذمم ودفع الرشات لكبار قادة الجيش وساسة الأحزاب ورجالات القبائل والمتنفذين وكان الاختراق الذي قسم ظهر اليمن هو الاختراق المذهبي الذي حول اليمن من المذهب الشافعي والزيدي إلى المذهب الحنبلي في تبعية روحية مسيسة وممقوتة من اجل السيطرة على الشباب اليمني وإفراغ روح الوطنية في قلوبهم وجعلهم تابعين لشيوخ المذهب السعودي الوهابي في الرياض وإشغالهم بقضايا خلافية ومذهبية مع المتصوفة والشيعة لتتفرغ هي للانقضاض على حدودنا وثرواتنا بتواطؤ ممن دفعت لهم الأموال مسبقاً . قد يقول قائل وماهية مصلحة السعودية في إفقار اليمن وهي تدفع المنح والهبات سنويا لليمن وتشارك في كطل مؤتمرات المانحين له نقول إن مصلحة النظام السعودي في بقاء المحيط الجغرافي به فقير وخاصة الدول غير الملكية هو إيهام الشعب السعودي ان نظامه وحكمة الملكي يمثل النموذج الأمثل للحكم وما الديمقراطية والأنظمة الجمهورية والتداول السلمي للسلطة ما هو إلا وهم وانظروا بأنفسكم إلى اليمن والعراق والسودان ومصر وقارنوا ما هم عليه وما انتم عليم من نعيم العيش وراحة البال فلا تفكروا ولو للحظة واحدة في المُلك ونضام الحكم في بلدكم فالتغيير موجود في الجوار ولكنه إلى الاسوا وليس إلى الأفضل .