طردت من العمل بعد أن قضت فيه أكثر من عشر سنوات وأصبحت لديها الخبرة في تأدية عملها .. كانت تأمل في أن تترقى خلالها أو يتحسن وضعها المعيشي وهي تعمل بالأجر اليومي منذ ذلك الحين ثمان ساعات في اليوم براتب يومي 500 ريال يمني أي بمعدل 62 ريال في الساعة ( يابلاش ) 62 ريالا في الساعة 500 ريال في اليوم 15000 ريال في الشهر.. وبدون أن ترتكب أي ذنب .. تفاجئت وزميلاتها بصاحب المصنع أمامهن وهو يترنح وقد لعبت أم الكبائر بعقله .. تعالي أيتها الحقيرة .. قالها بزهو وفخر أمام الجميع !! لم تتحمل المسكينة هذه العبارة وهذا العفن اللااخلاقي .. صحيح أنها لم تكن أول من يهان .. ولكنها لم تكن تشبههن .. قالت بصوت قوي لم يجروا على قوله الكثير من أشباه الرجال وهم يتعرضون للسب والإهانة المتكررة من هذا المسخ .. سكران ..!! نعم سكران ، ووقح .. ماذا تريد مني ؟.. لن أتبعك إلى المكتب ..!! لهذا السبب طردت (زهرة) من العمل . لم يكن التاجر الحضرمي بهذه الأخلاق وهو يعامل موظفيه .. فقد شهدت كل الدنيا لأجدادنا ولقيمهم وأخلاقهم.. حتى صرنا مثال يحتدا به .. صحيح أنهم حريصين على (القرش) ولكنهم ينبذون الظلم، هذه هي قيمنا .. أما هذه الطبقة الغريبة من المجتمع الحضرمي وهم قله .. لا يرون في الطبقة العاملة إلا (عبيد ) لا يحق لهم إلا الانصياع إلى أوامر أسيادهم .. ولا يملكون الحق في الشكوى أو التظلم.. وإذا فكر احدهم برفع صوته بأي مطلب مشروع (سيزبط) بالجزمة إلى الشارع وقد يسمع عبارات جارحة تصفه بأبن الكلب والحقير..هذا ما يحصل في أروقة ومكاتب وأقسام الكثير من الشركات والمؤسسات والمصانع الخاصة والتي في الغالب يديرونها شباب طائش لم يندى جبينه عرقاً في جمع هذه الأموال ولو كان كذلك لعرف معنى قدسية العامل والعمل .. ولكنه رزق (الغفلة). هذا المال الوفير في يد الرأسمالي يولد فيه اللؤم والاستعلاء والضراوة التي تجعله يسلك أخس الطرق وأرذلها لحماية وتنمية ممتلكاته الفردية،وقل ما يفكر في خير المجموعة .. فالسب والشتم والإهانة هو ما يصبحون ويمسون به عمالهم .. وكأني سمعت من أحدهم يقول :أن مدير شركته يتبول كل يوم في ( متفل) ويأمر سكرتيرته أن تفرغه من البول وتنظفه .. تتقاضى تلك السكرتيرة راتب شهري 20 الف ريالا يمني تشمل حافز تنظيف( المتفل )، هل يصدق عاقل حر أن هذه الأمور تحدث في مجتمعنا ؟!!.. أي مجتمع هذا يلبس مسوح الرهبان ويمارس عمل الشيطان !!. متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟؟ .. هل نجلس القرفصاء لحين يأتي عمر ويحرر هؤلاء المساكين من هذا الاستعباد .. السنا في دولة تدعي بالنظام والقانون والمواطنة المتساوية؟!! أم أنها شعارات تجمل الوجه القبيح لمنفذي هذه القوانين .. إذا كانت الدولة لا تستطيع أن تفرض على أصحاب الشركات الخاصة تطبيق قانون الحد الأدنى من الأجور وهو 20 ألف ريال .. وهي لا تفي بمصاريف الأسبوع الأول من الشهر فما بالك بتلك (الملاليم) التي تدفع شهرياً لأصحاب الأجر اليومي في الدوائر الحكومية والخاصة والتي يسمونها ( راتب ).. هذا العجز الذي هو من صنع مدراء المرافق المختصة بتطبيق هذا القانون بعد ضمانهم استلام مخصصات مالية شهرية من ملاك ومدراء وأرباب تلك المؤسسات والشركات والمصانع الخاصة مقابل تعطيل هذا القانون في هذا المرفق أو ذاك. أين رجال الدين وخطباء المساجد ورجال الإصلاح من هذه الأمور .. يكفينا خطب عصماء .. والنبش في المسائل الخلافية التي تثير الفرقة في المجتمعات بدلاً من جمع شتاتها، يجب الوقوف في وجه الظلم، وتعريته أمام الناس وأمام كل مسئول له ضمير حي .. تكلموا في الواقع الصحي المنهار في المحافظة .. تكلموا وأنشدوا عن الأمن والأمان الذي أفل نجمه.. تحدثوا عن جشع بعض التجار .. وعن الإيدز .. والمخدرات .. والدعارة .. وأشياء كثيرة أشعر بالغثيان كلما ذكرتها .. قولوا للمسئول المقصر أنت مقصر.. قف عند حدك !! .. هنا يأتي دوركم أيها العلماء، لأنكم أنتم ورثت الأنبياء ولستم ورثت الرؤساء والمسئولين . بقلم /محمد سالم بن ثعلب