بقلم: أبوبكر باخطيب استشهد بعبارة أديبنا وشاعرنا الراحل على أحمد باكثير الذى صدق في عبارته الشهيرة التى كانت تحمل بين حروفها المصداقية في أهمية الأنسان الحضرمى حينما يغوص في أعماق الثقافة وينتج من هذا الغوص الثقافة الفكرية التى تجعله كآية في النابغينا . والذى جعلنا أستشهد بهذه العبارة الباكثيرية ( لو ثقفت يوماً حضرمياً لاجاك آية في النابغينا ) ما سمعتة من مداخلة أبنتنا العزيزة والغالية ( شروق الحضرمى ) أحدى بنات حضرموت المغتربات التى أرتبطت بتربتها قلباً وقالباً ولم تغريها رغد العيش في المهجر ولا رفاهية الحياة ولم تنجرف كبنات جنسها خلف الموضة وبيوت الآزياء ولا إلى منتجات شركات التجميل والعطوارات فقد سعت إلى تثقيف فكرها بثقافات متنوعة وأخذت تبحث بين الكتب على المعلومة الثقافية والأدبية والدينة والسياسية لتغذى فكرها حتى أصبح لديها أرشيف فكرى أدبى تستعين به في كتابه مقالاتها ويكون هو المستند الوثائقى أثنا مداخلاتها في حوارات فكرية أو ثقافية أو سياسية لما لا وهى البنت الحضرمية المثقفة والمتطلعة على ثقافات متنوعة وواسعة هذه هى شروق الحضرمى بنت حضرموت فهنيئاً لحضرموت بهذه الثقافة النسائية وشروق الحضرمى تعتز بحضرميتها وتفخر بمسقط رأس جدودها وبينها وبين تربة حضرموت خاصة رباط مقدس يصعب قطعة أو ذوبانه على مر الزمان لقد سالتنى أن كنت قد شاهدت مداخلاتها في برنامج نقطة حوار وكانت الحلقة تحمل عنوان لماذا يريد أبناء جنوب اليمن الانفصال عبر قناة البى بى سى التى عرضت الأسبوع الماضى فأندهشت وأحرجت في نفس الوقت وقلت لها والخجل يتملكنى لم أشاهدها لعدم وجودى بالقاهرة فأرسلت لى مشكورة الرابط لهذه الحلقة ولقد أستمتعت كما أستمع غيرى من الذين سمعوها وأثنوا عليها وهى تصدح في حوارها عن القضية الجنوبية بلغة الأنسانة المتمكنة من أدواتها الإعلامية والتى شرحت أبعادها بكل مقومات القواعد السياسية والتى أستندت في حوارها على حسن صياغتها في الحوار بلغة سلسة مفهومة دون تعقيد أو فزلكة لغوية معقدة هذه هى أبنتنا شروق هذه الفتاة الحضرمية التى تحدثت بلغة الكبار وبثقة واعتزاز دون مزج مصطلحات لغوية مركبة كما يفعل بعض السياسيين المدعين بقواعد الفهم السياسى تحدثت بمنطق ومصداقية وكأنها تشربت من السياسة الشئ الكثير واعتمدت في حوارها على الخطوط والقواعد السياسية , فقالت في حوارها : ( طبعاً شئ اكيد فك الارتباط لان الوحدة الطوعية بين الدولتين دولتنا جمهورية اليمن الجنوبية الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية اصبحت أحتلال ولقد تم تسريح الجيش الجنوبى والكوادار الجنوبية واقصى الشريك الأساسى في الوحدة وأن حرب 94 أنهت أتفاقية الوحدة بين الدولتين ووضحت وجهة نظر الشماليين من القضية الجنوبية بقولها أن الشماليين ينظرون لهذه القضية عل أنها قضية حقوقية وبينت نظرة الجنوبيين عن قضيتهم بقولها أن الجنوبيين ينظرون إلى قضيتهم بأعتبارها قضية سياسية بأمتياز وأستندت على قرارارات مجلس الأمن رقم 924 931 الذى ينص على أن الوحدة لاتفرض بالقوة . هذه هى شروق الحضرمى التى سبق وأن عبرت بما يجول بخاطرها إلى مؤنمر القاهرة برسالة ذكرت بين سطورها كنوزها التى تحتفظ بها في ثنايا نفسها الطاهرة وترجمت لغتها إلى عبارات بها من الحقايق والثوابت التى تفتخر بها وتفخر بأنتمائها الحقيقى لأرضها التى تباعدت المسافات بينها وبين مسقط كنوزها والتى طرحت في المكلا اليوم عبر مقالة الأستاذ عبدالله بن آل عبدالله ولقد أعجبت بهذه الرسالة وأسرعت في الرد عليها لكن لم أنشرها عبر المكلا اليوم وأحتفظت بها للزمن .هذه هى التى طرحت في المكلا اليوم مقالتها المعنونه الإعلاميون الشماليون أنتم متآمرون والتى شدتنى بلغتها الثقافية ووضحت التعتيم الأعلامى عن القضية الجنوبية واستطاعت أن تطوع حروف عباراتها بالسهل الممتنع . وهنا أقول لقد الجمت شروق الحضرمى كل حاقداً وحاسداً ورفعت راية الحضارم فوق هام السحب وتحدثت بلغة التفهم الواضح دون خجل أو تعلثم في حديثها فاذا كانت مدينة تعز تفتخر بأبنتها توكل كرمان فأرض حضرموت الشاسعة خاصة والجنوب عامة يفتخرون بأغلى وأنبل وأفصح بناتها شروق الحضرمى لقد كانت مداخلتها في غاية الاستحسان وعباراتها تفيض بمصطلحات سياسية لها مفهومها وعمقها السياسى الواضح . وهنا أقول ياحضرموتوياجنوب أفرحوا ببناتكم الحضرميات أمثال شروق ورائده وغيرهن الكثير اللواتى شربن من روافد الأدب والثقافة ومن نبع الحضارة احببت أن أسجل أعجابى بالثقافة النسائية التى أحتلت مكانة رفيعة المستوى على الساحة الحضرمية والجنوبية .