كشفت مصادر مطلعة في الولاياتالمتحدة ل"نبا نيوز" عن تحركات سياسية إسرائيلية لمطالبة صنعاء بأملاك اليهود اليمنيين المهاجرين إلى إسرائيل، تتبناها "المؤسسة العالمية لليهود" التي تتخذ من نيويورك مقراً لها. وقالت المصادر: أن المؤسسة باشرت منذ أكثر من أسبوعين التواصل مع اليهود اليمنيين الموجودين في الولاياتالمتحدة وإسرائيل بقصد حثهم على توقيع توكيلات لجهات قانونية لتتولى لاحقاً المطالبة بأملاكهم في اليمن، في إطار تحركات يقودها من تل أبيب حزب الليكود الإسرائيلي المعارض. وأوضحت المصادر: أن "بنيامين نتنياهو"- زعيم حزب الليكود- عرض على "الكنيسيت" ملفاً بشأن مشروع المطالبة بأملاك اليهود العرب، ويسعى لدفع البرلمان الإسرائيلي إلى التصويت على مشروع قرار يلزم حكومة "أيهود أولمرت" بالسعي لتمكين اليهود المهاجرين من استعادة أملاكهم أو الحصول على التعويض المالي مقابلها من حكومات الدول التي قدموا منها، وبالدرجة الأولى: اليمن، العراق، سوريا، مصر، الجزائر. وقالت المصادر: أن منشوراً للمؤسسة العالمية لليهود – اطلعت عليه بحوزة يهود عرب في نيويورك- يدعي بهذا الشأن أن اليهود العرب الوافدين إلى إسرائيل تعرضوا لتهجير قسري، وتمت مصادرة أملاكهم من قبل حكومات بلدانهم، وحرمانهم من اصطحاب أياً من الممتلكات أو الأموال التي كانت بحوزتهم. وأن المؤسسة لن تطالب فقط بالممتلكات، بل أيضاً برد الاعتبار لهم عما طالهم من أذى. وأشارت إلى أن المؤسسة العالمية لليهود تسعى لبلورة رأي عام ضاغط بعد تفاعل البرلمان الإسرائيلي مع ملف القضية، منوهة إلى أن هذه المؤسسة تحضى برعاية رسمية من حكومة الولاياتالمتحدة، وسبق لها أن ساعدت في إغواء أسر يهودية يمنية بالرحيل إلى الولاياتالمتحدة في أواخر التسعينات، ثم تهجيرهم إلى تل أبيب. وبحسب مصادر أكاديمية يمنية في صنعاء، فإن هجرة يهود اليمن إلى إسرائيل استغرقت الفترة من (1948 – 1951) ضمن عملية " بساط الريح" الشهيرة، وبلغ العدد الإجمالي لمن تم تهجيرهم خلال تلك الفترة (45.040) شخصاً، منهم (270) شخصاً في عام 1948م، و(35.422) شخصاً في عام 1949م، و(8.650) شخصاً عام 1950م، و(698) شخصاً عام 1951م. وأكدت ل"نبأ نيوز": إن اليهود اليمنيين ليست لديهم أية أملاك في اليمن، كون الإمام يحيى بن حميد الدين، ألزمهم قبل الرحيل ببيع كل ممتلكاتهم، وتوخى أن يكون ذلك بعقود بيع وشراء شرعية، مشيرة إلى أن الإمام أحمد بن يحيى عمل بعد وفاة أبيه عام 1948م بنفس نهج والده الإمام يحيى. وأشارت إلى: أن منظمات إسرائيلية سبق أن فتحت هذا الموضوع أواخر تسعينات القرن الماضي، وقامت بتحريات وعمليات حصر واستطلاعات مصورة بمساعدة إحدى المحطات الفضائية العربية، وتأكدت من تلك الرواية حول قيام اليهود اليمنيين ببيع ممتلكاتهم قبل الهجرة إلى إسرائيل. ونوهت إلى أن اليهود اليمنيون لاقوا البؤس بعد وصولهم إلى إسرائيل، جراء المحاربة والتصنيف لجماعة "السفارديم" التي تعاني من عجرفة "الاشكنازيم"، وهو ما جعلهم يشعرون بألم مفرط تجاه المعاملة الجديدة، ودفعتهم العزلة العنصرية إلى ندم شديد لمغادرة اليمن إلى "أرض الميعاد"!