بدأت بفندق "فريج شرق" بالدوحة اليوم السبت فعاليات ورشة عمل خاصة بالمشروع القطري للتنقيب عن الآثار في اليمن التي تنظمها هيئة متاحف قطر. ويشارك في هذه الورشة- التي تستمر يومين- الدكتور عبد الكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس اليمني ونخبة من علماء وخبراء الآثار في العالم بالإضافة إلى ممثلين عن هيئة متاحف قطر، بهدف تبادل الخبرات والأفكار والآراء بين المشاركين في سبيل إنجاح المشروع القطري للتنقيب عن الآثار اليمنية. وفي كلمة افتتح بها أعمال الورشة تحدث الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني- نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر- عن هذا المشروع القطري، مشيرا إلى أن هيئة متاحف قطر لديها خطة لإقامة محطات دولية للتنقيب تديرها وتمولها الهيئة كمشاريع متكاملة كما في السودان أو تمويلية كالتي في سوريا- طبقاً لما أوردته الوكالة القطرية. وأشار إلى أهمية منطقة سبأ ومكانتها التاريخية والحضارية باعتبارها من أهم آثار الجزيرة العربية فضلا عن مكانتها الدينية في التوراة والقران وما تحتويه من آثار تشكل في مجملها واقعا متكاملا لسياق تاريخي قديم فيما يعرف بطريق اللبان والمعروف لدينا ب"رحلة الشتاء والصيف" وهو ما يجعل منها منطقة سياحية نموذجية سوف يكون نتائج الكشوف فيها غاية في الأهمية على مستوى العالم. وأضاف: أن هذه المنطقة تعرضت في الفترة الأخيرة إلى أعمال عبث وتدمير نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والثقافية مما أدى إلى استنزاف بعض الآثار كسلعة. كما قام البعض بوضع اليد على بعض المناطق الأثرية فضلا عن زحف أعمال العمران والطرق والمزارع التي امتدت إلى بعض المناطق الأخرى. وأكد الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني انه مع هذه المتغيرات أصبح من المهم سباق الزمن لإنقاذ هذه الآثار وان يكون العمل تحت إدارة واحدة ومتكاملة وبالتمويل المالي المناسب، منوها في هذا الصدد برغبة حضرة صاحب السمو أمير البلاد في رعاية ودعم مشروع يهدف إلى مساهمة دولة قطر في حماية آثار اليمن والتي لاقت تأييدا من فخامة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الحفاظ على هذه الآثار بما يعود على اليمن بالنفع. وأوضح: إن دولة قطر ستقوم بإدارة وتمويل عمليات التنقيب وفقا لاستراتيجية عمل محكمة ورؤية طموحة مما يجعل منها تجربة جديدة ومتميزة في إدارة المشاريع الأثرية في المنطقة.. معربا عن أمله أن يحقق هذا المشروع القطري نتائج أكثر أهمية من مشروع إنقاذ آثار النوبة في أسوان بمصر الذي أنجزته منظمة اليونسكو. وتحدث نائب رئيس هيئة متاحف قطر عن أهداف المشروع القطري للتنقيب عن الآثار في اليمن والمتمثلة في تحقيق إرادة سامية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى نحو الكشف عن آثار اليمن والعمل على حمايتها بالإضافة إلى توحيد وتكثيف الجهود العلمية التي تبذل من فرق التنقيب المختلفة وتوجيهها لتجاوز المعوقات للوصول إلى أهدافها المرجوة والإسهام أيضا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع اليمني خاصة في مناطق التنقيب وفتح مجالات لإقامة مشاريع تنموية كمشاريع سياحة الآثار. واستعرض مقومات تنفيذ المشروع وهي منح التراخيص والأمن والتمويل، مشيرا إلى أن دولة قطر ستحصل بمقتضى منح التراخيص على حق منح التراخيص لبعثات التنقيب في المنطقة التي تقوم بإدارتها وذلك ضمانا لتنفيذ استراتيجية المشروع المتكاملة. أما فيما يخص الأمن فستعمل السلطات اليمنية وإدارة المشروع على توفير الحماية للإفراد والمواقع وقطع الآثار من أي اعتداء يتعرضون له وهو العامل المهم الذي كان مفتقدا في المراحل السابقة. وفيما يتعلق بالتمويل أوضح: إن إدراة المشروع سترصد ميزانية تتناسب وحجم وأهداف هذا المشروع الكبير لتمول فرق التنقيب الأثري بشكل منظم ومتواصل للوصول إلى نتائج سريعة. كما تحدث الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني عن خطة العمل، موضحا إن إدارة المشروع ستقوم بدعوة كافة العلماء والخبراء والأعضاء الحاليين لبعثات التنقيب عن الآثار في اليمن أو ممن سبق لهم العمل في التنقيب عن هذه الآثار أو من يرغبون في الالتحاق بالمشروع للانضواء تحت مظلة واحدة بما يحقق المردود العلمي التنموي المأمول. ودعا المشاركين في ورشة العمل إلى إبداء آرائهم ومقترحاتهم خاصة وان هيئة متاحف قطر بصدد إعداد الهيكل الإداري للمشروع وصيغة الاتفاقية الثنائية. وفي تصريح مقتضب للصحفيين أشاد الدكتور عبد الكريم الارياني بالمشروع القطري للتنقيب عن الآثار في اليمن، مؤكدا متانة العلاقات القطريةاليمنية وبمجالات التعاون بين البلدين في شتى المجالات. وقال: إن المشروع القطري من شانه أن يبرز الآثار اليمنية التي لم تكتشف بعد وبالتالي إطلاع العالم والمجتمع الدولي عليها وعلى التاريخ اليمني القديم.