22مايو2008م يأتي بحلة جديدة مغايرة لما قبله من أعياد الثورة اليمنية المباركة، ففي هذا اليوم من كل عام يحتفل شعبنا اليمني العظيم في داخل الوطن وخارجه بمناسبة إعلان قيام الكيان السياسي اليمني الجديد {الجمهورية اليمنية} وتحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت اليمني الذي تهاوت أركانه وتساقطت أعمدته وتشققت جدرانه وتعرت حدائقه ولم يبقى من حضارتنا إلا اسمها ومن تاريخنا إلا الحواشي التي كتبت بين السطور ومن أخلاقنا ومبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا الا النذر اليسير!! فأوشكنا كشعب يمني صاحب حضارة وتاريخ أن نتحول من المعلوم إلى المجهول ونصبح شعباً نَسْيًا مَنْسِيًّا، فالأممُ والشعوب من حولنا نفضت غبار الفقر والذل ونهضت واستنهضت من سباتها وعادت لها الحياة بعد أن كانوا بحكم الميتين، لم يكن يعرف العالم عن اليمن شيئاً على لإطلاق بعد أن سيطر النسيان على ذاكرة شعوب العالم التي ساعدنا نحن اليمانيون بتنميتها فإذا سئلت عربياً عن اليمن جاءت إليك الإجابة بسؤال تستغرب على صاحبه وربما تنعته بأقسى الألفاظ وأقوى العبارات، ولكنه في حقيقة الأمر معذور فهو لا يعرف عن اليمن شيء هكذا تمت تنشئته. ويا للأسف !! إننا نجد من أبناء جلدتنا قد ربوا وانشئوا أجيالاً بعيدة عن الوطن فأنشاهوها على الجهل والتجهيل بالوطن فغربوهم عن الوطنية وربوا فيهم السلبية الوطنية فلم تعد عندهم الوطنية والوطن إلا جواز السفر فقط ؟؟؟ حقيقة كنا بلداً ولكنها بدون اسم وكنا اسم بدون بلد وكنا شعباً ولكنه دون المستوى الأدنى من الإدراك والوعي والتعليم والثقافة وكانت لنا دولة تسير في ركاب الدول ولكنها تسير على استحياء من أمرها تضع الخمار حتى لا يعرف شخصيتها أحداً. فكان يوم 22 مايو 1990م الذي جاء حاملاً بيده سيفاً يمانياً وراكباً صهوة فرس عربية أصيلة فأُعلنت الوحدة اليمنية هذا الاسم الذي اسمع صوته كل من به صمم، انه الوحدة اليمنية وحدة الأرض والإنسان وحدة القلوب قبل وحدة العقول إنها وحدة الروح والجسد. وحدتنا اليمنية التي أعادت لنا مجدنا وهيبتنا بين الأمم المتقدمة وهكذا بدأ شعبنا من حيث ما انتهوا الآخرين وركبنا السفينة مع من ركبها من سكان المعمورة رغم انه لم يكن لسفينتنا ربانٌ ماهرٌ كما للسفن من ربابنة ماهرون ولكنها الحكمة اليمانية التي تجلت في شخصية الأخ الرئيس علي عبد الله صالح فصارع الأمواج حتى انتصر عليها وكسب مهارة كبيرة في قيادته للسفن وهي تبحر وسط العواصف والأمواج الهائجة. ورغم ما شاب مسيرتنا الوحدوية من شوائب نُثرت فوق رؤوسنا المسامير السامة التي انتشرت في أجسامنا وإصابة الكثير منا بالهوس وجنون البقر فانعقدت ألسنتهم ونطقت بعضها بالهلوسة والعبارات الغريبة عن أخلاقنا وقيمنا فسمتها مطالب شرعية خلقت بوضع غير شرعي وحقوق قانونية تربت خارج النظام والقانون، أولم اقل لكم: إننا أصبنا بمسامير مسمومة؟ اليوم الخميس 22 مايو 2008م ذكرى قيام الوحدة اليمنية المباركة وبه نحتفل بعيد أعياد ثورتنا ويحتفل معنا الشرفاء في العالمين العربي والإسلامي بل والعالمي واليوم يأتينا حاملاً معه التغيير فهو مغايرا لما قبله ففي هذا اليوم العظيم يوم22 مايو 2008م تُفتحُ الأبوابُ المُغلقة، والتي ظلت مغلقة لقرون مضت حتى أكلتها الأرضة{دودة الأرض}وصدئت أقفالها، واليوم تُغلقُ الأبواب المفتوحة والتي بقيت وعلى مدى قرون تقذف بحمم المؤامرات ولهيب الفتنة فيأتينا منها الشر وتتسلل من خلالها الحشرات الناقلة للأمراض القاتلة للضمير رغم المحاولات التي بذلوها أطباء السياسة ومستشاري الجراحات العقلية أن يجدوا لها الأدوية ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، أبواب مفتوحة وأبواب فُتحت بعد غلقها وأبواب سُرقت أقفالها وأبواب ضاعت مفاتيحها؟؟؟ احتفالاتنا هذا العام بأعياد الثورة والوحدة اليمنية المباركة تختلف من حيث النوع والكيف، فهي تقام بعد أيام قلائل من خوض شعبنا أول تجربة في تاريخ اليمن والمنطقة العربية وهي انتخاب أمين العاصمة ومحافظي المحافظات اليمنية والتي جرت يوم 17/5/2008م وذلك من اجل إرساء النظام الديمقراطي للحكم المحلي ومن هنا أقول: اليوم تفتح الأبواب المغلقة وتغلق الأبواب المفتوحة فيخرج من الأولى : الشرفاء لخوض معركة البقاء والإصلاح وتطهير الأرض من الفسدة والخبثاء، وفي الثانية: يحبس أكلة لحوم البشر وسارقو المال العام، فها هي اليوم تشرق شمس عام جديد ويبزغ فجر مستقبل زاهر بإذن الله، وغداً يغادر الحزن واليأس من أنفسنا وغداً نغرس شجرة الحب والولاء للوطن اليمني الحبيب{الجمهورية اليمنية}. واليوم وغداً وبعد غد وكل يوم وكل شهر وكل عام نبعث بقبلاتنا إلى أبنائنا وإخواننا وآبائنا في القوات المسلحة والأمن اليمنية أولائك الرجال البواسل الواقفين على قمم الجبال والمرابطون في بطون الوديان وفي الصحاري والبحار مدافعين عن كرامة امة وعن عزة وطن، واليوم ندعوكم لقرآه الفاتحة على أرواح شهدائنا الطاهرة واليوم سوف تظلم الدنيا في وجوه أعداء الوحدة اليمنية وتسود وجوههم، وغداً سوف تُفتح أبواب جهنم على أولائك الكفرة الفجرة أصحاب الوجوه التي اعتلتها الغبرة وأرهقتها القترة فالأمل بالله ثم بالقيادة السياسية كبير في إنهاء الماسي التي سيطرت على عقولنا و أشفقت منها علينا قلوبنا وقلوب أعدائنا، وأن تحل محلها المحبة والوفاء والألفة بين أبناء الوطن الواحد ودعوة للجميع اجعلوا يوم الخميس 22 مايو2008م مناسبة لإعلان اليمن حكومة وشعباً خالية من الحاقدين والمتآمرين انثروا ورود الحب فوق ارض اليمن وازرعوا الخير فيه، وكل عام وانتم وشعبنا اليمني ووحدتنا المجيدة بخير. [email protected]