في تحول مفاجئ، فجرت أحزاب المجلس الوطني للمعارضة صباح اليوم الاثنين مفاجأة سياسية بإعلان انقلابها على الحزب الحاكم، وإنهاء وصايته عليها، متهمة إياه بالكذب على الشعب، لتصب لعنتها على لعبة التقاسم التي يلعبها المؤتمر والإصلاح والاشتراكي منذ عام 1990م، لخدمة مصالحهم الحزبية، مؤكدة أنهم "تقاسموا الأرض والإنسان" بعيداً عن الدستور والقوانين، وحملوا الشعب معاناة "تنوء من حملها الجبال". وأعلنت أحزاب المجلس الوطني للمعارضة – في مؤتمر صحافي، حضره ممثل المفوضية الأوروبية بصنعاء السيد "ميكلي تشرفونا دي أرسو"- عن رؤيا سياسية وطنية جديدة، تضمنت: • رفض عملية اجتزاء الحوار وحصره في قوى سياسية محددة كون الوطن ملك الجميع. • تشكيل لجنة الانتخابات من جميع الأحزاب المعترف بها قانوناً. • اعتماد السجل الالكتروني كحل لتجاوز تشوهات السجل الانتخابي. • تعديل قانون الانتخابات ولجنة شئون الأحزاب بالتوافق الوطني بين جميع الأحزاب. • تنفيذ مبادرة الرئيس للتعديلات الدستورية وفق شروط وضوابط محددة يضمن الاستمرارية والاستدامة للنظام السياسي. • اعتماد نظام القائمة النسبية كحل أمثل لتطوير النظام الانتخابي وتعزيز مشاركة المرأة. • الوصول إلى رؤية وطنية توافقيه لتجاوز المشاكل ومعالجة الاختلالات والتدهور الأمني في حال استمر عجز المؤسسات الرسمية عن القيام بدورها. وخلال المؤتمر الصحافي، أعلنت قيادات أحزاب المجلس "التسعة"- في معرض ردها على سؤال ممثل الاتحاد الأوروبي حول آفاق التعاون بين أحزابهم والمؤتمر واللقاء المشترك- عن ترحيبها "بالحوار مع الجميع سواء في المؤتمر الشعبي العام أو اللقاء المشترك، أو الأحزاب الأخرى"، مؤكدة أن ترحيبها "بأحزاب المشترك صادق إلى حوار وطني جاد في جميع القضايا الوطنية، إنطلاقاً من مبدأ أن اليمن وطن الجميع وليس ملكاً لطرف دون غيره". وفي رد المجلس على سؤال "نبأ نيوز" حول ما يتردد من أن أحزابها تحصل على تمويلات من دائمة المؤتمر (الحزب الحاكم)، وما السبيل للحصول على تمويلات بديلة بعد إنقلابها عليه، وقال المتحدث: أن "أحزاب المجلس الوطني أحزاب وطنية قائمة على جهدها الذاتي، وليست موظفة في اللجنة الدائمة.. وهي موجودة كبقية الأحزاب والتنظيمات السياسية، ومسجلة بلجنة الأحزاب والتنظيمات السياسية، وليست تابعة للجنة الدائمة.." منوهاً إلى أن "التعتيم الإعلامي صور هذه الأحزاب بأنها أحزاب مفرخة، وأحزاب السلطة، نظراً لحاجتها وفاقتها ولعدم وجود وسائل إعلامية تدرك دور هذه الأحزاب". وأضاف المتحدث: "إن العمل القائم الموجود داخل البلد هو قائم على أساس التقاسم بين المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني منذ عام 1990م، وحتى اليوم"، مؤكداً: "إنهم يعملون على أساس عمل عرفي، ولم ينتقلوا إلى العمل بالدستور والقوانين وحتى هذا اليوم، وهو ما أضر بنا..". وقال: "نحن أحزاب موجودة في الساحة منذ 1990م وحتى اليوم، ونعمل بجهد ذاتي للوطن، أما هم فلمصالحهم يتفقوا، وعلى مصالحهم يختلفوا"، مشيراً إلى أن أحزابهم في المجلس "هي أحزاب الشعب، أحزاب الوطن، وهي تعاني مما يعاني منه الشعب اليمني"، منتقداً وسائل الإعلام، قائلاً: "الصحافة لا تتعامل معنا، ونحن عندنا الكثير، ولكن ليس عندنا إمكانيات نصدر صحف، وعلينا تعتيم رسمي". وهاجم المتحدث الحزب الحاكم والمشترك معاً، قائلاً: "المؤتمر الشعبي العام وعوده كالسراب، وغير صادق في ما يقوله.. ونحن تضررنا منه أكثر مما تضرر منه الآخرين المستفيدين.. فاللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي هم المستفيدون، وهم المتقاسمون للأرض والإنسان منذ عام 1990م وحتى اليوم، والشعب تحمل أعباء تنوء من حملها الجبال بعظمتها، ونحن منهم". وقال أن المؤتمر والمشترك: "ضربوا أحزاب المجلس الوطني والأحزاب الصغيرة، وظلوا يتقاسمون اللجان ويتقاسمون الشعب أثناء الانتخابات"، منوهاً بالقول "لقد طرحنا بصراحة أن من لا يملك فتح مقر في محافظة لا يستطيع الوصول إلى الناس كلهم". وأكدت قيادات المجلي: أن "المجلس الوطني موجود من قبل المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والاشتراكي، ودائماً ما كنا نتلقى الضربات من السلطة سواء من الشمال أو الجنوب، وقد سحل كثير من أبنائنا، وللأسف لأننا قدمنا التضحيات أرادوا أن لا يرتفع صوتنا.. نحن معارضة وطنية ولسنا معارضة شغب، ولا لخلق شرخ وطني..". وأعربوا عن أسفهم من "أن الكثير من المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي ظلوا يتعاملون مع الأقوياء، مع الظاهرين، والقادرين إيصال صوتهم لهم، ولكن الناس الذين عندهم رؤيا لم يصلوا في الوقت الذي كانت مهمة هذه المنظمات إيصال مثل هذه الرؤيا".. داعين وسائل الإعلام إلى بدء تناول حقائق المجلس الوطني وليس الإيحاء المسبق الموجود لديهم.. واتهمت أحزاب المجلس الوطني أحزاب اللقاء المشترك بأنها "غير جادة بالحوار الوطني مع أحزاب المجلس الوطني للمعارضة، ومع الأحزاب الأخرى، والدليل مواقفه السابقة التي كان يحاول من خلالها إقصاء المجلس الوطني للمعارضة والأحزاب الأخرى من أي حوار، ويرفض أي حوار تدخل فيه أحزاب المجلس ويطالب السلطة بعدم إشراكهم بأي حوار، وفي حالة أنهم جادين فإننا ننتظر منهم الدعوة إلى لقاء تشاوري حول مختلف القضايا الوطنية وبذلك سنكون مستعدين لأي حوار مع اللقاء المشترك". كما أكدت أحزاب المجلس الوطني وقوفها مع الصحافي عبد الكريم الخيواني، ومع حريات الرأي والتعبير، وترسيخ ثقافة الرأي والرأي الآخر، قاطعة العهد على نفسها بأنها ستبدأ إعتباراً من اليوم الاثنين حقبة جديدة من العمل السياسي الوطني، بعيداً عن أي تبعية أو وصاية يحاول البعض فرضها، وبعيداً عن أي حسابات منحازة لغير اليمن، وخدمة اليمن والشعب اليمني وقضاياها الوطنية. هذ وقد مثل أحزاب المجلس الوطني للمعارضة كلاً من: ناصر النصيري – الجبهة الوطنية محمد محمد القاز – الاتحاد الديمقراطي للقوى الشعبية شائف عزي – الحزب الناصري الديمقراطي صالح هائل – جبهة التحرير أحمد أبو الفتوح – حزب التحرير الشعبي رضوان الحوباتني - حزب الوحدة الشعبية صلاح الصيادي – حزب الشعب الديمقراطي عبد العزيز البكير – الحزب القومي الاجتماعي عبد الولي البحر – حزب الخضر