شهد المؤتمر الدولي للإيدز الذي عقد في مكسيكو سيتي الأسبوع الماضي جدلاً كبيراً حول دراسة أعلنها باحثون سويسريون منذ وقت قريب والتي تفيد بأن المصابين بفيروس نقص المناعة البشري الخاضعين للعلاج بمضادات الفيروسات القهقرية ولا يظهر الفيروس في اختبار الحمل الفيروسي viral load لديهم، لا ينقلون العدوى لشركائهم. وأفاد بيترو فيرنازا، رئيس المفوضية الاتحادية السويسرية لفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، والمؤلف الرئيسي للدراسة، في محاضرة ألقاها في المؤتمر أن هذا الاكتشاف أعطى أملاً للأزواج الذين يحمل أحدهما الفيروس ويرغبان بإنجاب الأطفال. ولكن فيرنازا أشار إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه هذه النتائج خبراً سعيداً للبعض، إلا أن هناك احتمال بأن تؤثر بشكل عكسي على الوقاية من فيروس نقص المناعة البشري، حيث قال: "لا تتعلق النتائج بنصح الناس بالتخلي عن الواقيات...علينا أن نكون واضحين حول حقيقة أنه على الشريك [الذي لا يحمل الفيروس] والذي يعلم بإصابة الطرف الآخر أن يقرر ما إذا كان يرغب بتطبيق هذه النتائج على حياته اليومية أم لا". ولكن كاثرين هانكينز، كبيرة المستشارين في برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه UNAIDS حذرت من أن "هناك احتمال كبير في أن يتسبب الاكتشاف السويسري بالضرر أكثر من النفع" – وخاصة في الدول النامية حيث لا يستطيع الكثير من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس الحصول على اختبار الحمل الفيروسي. كما أثارت هذه الدراسة ردود أفعال متباينة بين الناشطين في محاربة الإيدز، فمجموعة Act-Up مثلاً طلبت توخي الحذر، بينما دعا نيكوس ديدز من المجموعة الأوروبية لعلاج الإيدز European AIDS Treatment Group إلى "النظر إلى الجوانب الإيجابية لهذه الدراسة". بدوره قال بيرنارد هيرشل، أحد المشاركين في الدراسة، أنه لا يمكن للعلماء إضاعة وقتهم في الجدل حول هذا الموضوع وطلب "المزيد من البراهين". وقال أن "الوقت اللازم للحصول على البرهان التام مكلف جداً...ففي حالة الختان مثلاً، مرت 17 سنة بين الحصول على برهان جيد بفاعليته وبين قبوله والبدء بتجربته عشوائياً".