((إلى العزيز هتلر... زعيم النازية.. ومبدع فلسفة الفولك.. نرسل إليك هذه البرقية كي نقول لك بكل الحزن والأسف إننا نعتذر!! لم تكن أبداً على خطأ، لقد كنت دائماً على صواب، لقد قسمت البشر إلى مراتب وهذا ما ثبتت صحته تماماً، لكنك أخطأت فقط في الترتيب!!)) هذا ما وجب على اليهود أن يقولوه. فعند التفكر في الأمر لا يسع المرء إلا أن يفكر بالفعل أن العالم الآن لا يسوده إلا منطق هتلري متطرف وعنصري لتمييز البشر حسب عرقهم، واستخدام معياريين –وربما ثلاثة وأربعة- للتعامل مع قضايا الشعوب –كلٌّ بحسب مرتبته في السلم العنصري-، ولا يسع المرء إلا أن يلحظ أن العالم الآن يطبق بكل دقة نفس الفكر الذي أدى طرحه في العالم في النصف الأول من القرن الفائت إلى ذبح الملايين من البشر، وكان القول أنها حرب عالمية قامت ضد الفكر النازي العنصري وأنها حرب بين قوى الظلام (النازية) وقوى الحرية، ولكنها على ما يبدو كانت حرب الترتيب، حرب لترتيب أسماء الشعوب على القائمة العنصرية سالفة الذكر –والتي وضع هتلر اليهود فيها في آخر السلم-، باختصار إن فكر هتلر هو المسيطر اليوم على الأرض فهناك عرق واحد يسيطر على بقية الشعوب معلناً تميزه وسيطرته واستغلاله لبقية الشعوب، إنه تطبيق عملي لسلم هتلر، لكنه بالمقلوب. عندما يكون الشرود ولو للحظات عند التحدث عن محرقة اليهود سببا للارتياب بأنك ربما تفكر بأنها لم تحدث كافيا لاتهامك على الفور بأنك معاد للسامية وبالتالي محاكمتك ومقاضاتك و...و...الى اخر هذه البهدلة التي يتعرض لها من يتهمون بمعاداة السامية (حتى ان العرب يتهمون بمعاداة السامية وهو شيء مضحك لان العرب أصلا ساميون ولكننا للأسف لم نعد نستطيع اليوم إسماع من به صمم), وفي نفس الزمن والعصر عندما تقوم جريدة في بلاد يدللون أبقارهم أكثر من أطفالهم بتنظيم مسابقة كاملة للتطاول على اشرف الخلق صلى الله عليه وسلم برسوم كاريكاتورية تدل أول ما تدل على حقد وجهل مقذع يصبح كل هذا مجرد حرية تعبير بريئة يستعد الدانمركيين لذبح كل أبقارهم دون ان يعتذروا عنها. الا تجد في هذان الموقفان تجسيدا واضحا لمكانة الشعوب, عندما تكون ضعيفا جدا فأنه من السهل على أي صعلوك دنيء وبليد ان يرميك بالحجارة ويشتمك ويهينك فأنت لست قادرا على الدفاع عن نفسك وللأسف اضن ان الأمة وصلت إلى هذا الحد ان كل هذا التشنج والمظاهرات في الدول العربية والإسلامية لمجرد اعتذار!!! لمجرد ان يظهر رئيس وزرائهم ليقول أسف !!! ولسوف يرضينا هذا ويشعرنا بأن العار قد زال بينما في رأيي سواء اعتذر ام لا فأن هذه الرسوم جعلت امة كاملة تنزل درجة أو درجتين في ذلك السلم البغيض. إن الغرب بحقيقته الصهيونية الان أصبح طبقة بشرية معينة متميزة في كل شيء حتى تخالهم مخلوقات اخرى هم يحق لهم امتلاك سلاح نووي هم يحق لهم الاستحواذ على ثروات بقية الشعوب هم يحق لهم غزو بقية العالم هم يحق لهم تحديد ما هو جيد وما هو غير جيد هم الأمة الأولى في هذا الكوكب والتي تستحق كل شيء والآخرين خنازير خلقهم الله على هيئة البشر فقط ليكونوا خدما لهم, في اعتقادي ان سلسلة الاهانات والانتهاكات والابتزاز التي تتعرض لها امتنا ستستمر طالما إننا امة تقع في الحضيض في ترتيبها بين الأمم وطالما استمر الفكر العنصري في السيطرة على شعوب الأرض ولا استبعد ان يصل الأمر أن يقرروا أن يخصوا الشعوب المتخلفة تطبيقا لمبدأ هتلر في اخصاء الضعفاء. أظن أن هتلر بالفعل فكر بنفس الطريقة التي يفكر فيها حكام هذا الكوكب اليوم ولكن كان له أولوياته ولهم أولوياتهم وهو جاهر بما يفكر فيه وهم أخفوه، وأصبحوا بالفعل مدينون باعتذار يرسلوه إلى أعمق أعماق الجحيم، إلى هتلر.. يهدونه فيه التحية ويطمئنوه أن فكره يسود الأرض اليوم (دون إعطاء أهمية للعرق الذي يسود) ويرجونه فيه ان يهتم بهم حين يصلوا اليه... عما قريب بأذن الله.