في مشهد درامي فريد، هزت جموع غفيرة من الشباب اليمني شوارع الضالع في مسيرة كرنفالية لم تشهد لها الضالع مثيلاً من قبل، وشارك فيها أكثر من (ألف وخمسمائة) شاباً، هاتفين بملء الحناجر (بالروح.. بالدم.. نفديك يا يمن)، ورافعين صور الرئيس علي عبد الله صالح، فاصطفت لهم الجماهير على جانبي الطريق، مخلفة ورائها بضع عشرات من "الانفصاليين" المتجمهرين- من كبار السن- وهم يهتفون بصوت مبحوح (ثورة.. ثورة.. يا جنوب).. لتسجل الضالع بذلك أول معترك بين جيل شبابي حالم بالمستقبل، وجيل عجوز يجر عصاه بحثاً عن إرث زمن بائد!! شباب الضالع الذين جابوا الشوارع سيراً على الأقدام، ثم فوق الباصات، انتهى بهم المطاف إلى "سناح" حيث المجمع الحكومي، واللواء علي قاسم طالب – محافظ الضالع- الذي استقبلهم بحفاوة، وحيوه بحفاوة أعظم، ليختتموا هناك المراكز الصيفية- باحتفالية أحجم عن رصدها الإعلام الرسمي وإعلام الحزب الحاكم وإعلام المعارضة.. وفي كلمة له، قال اللواء طالب: "أيها الشباب أني أرى شروق الصبح الطبيعي يشع من جباهكم، وأرى اشراقة وطن وطن طاهر ونقي كنقاء قلوبكم.. أيها الشباب أن الوطن يبحث عنكم، وأنتم فيه ونسمعه جميعاً يشكو ويتألم، ويتكلم بلسان الأحداث والصراعات المؤلمة، ويقول لا يمكن أن يهدأ لي بال إلا بشباب نظيف يحب تربتي ويقدسها، ويصون وحدتي، ويحافظ عليها، ويرمي بصراعات في سلة النفايات".. بتلك العبارات استهل محافظ الضالع كلمته، معرباً عن شكره لرئيس الجمهورية الذي اشرك الشباب في صنع القرار، معاهداً إياهم بأنه سيقف بوجه كل من يحاول ان يسللبهم فرحتهم وأمنهم واستقرارهم وتعليمهم وصحتهم مهما كانت أساليبه الخفية والظاهرة، مؤكداً أنه لهم بالمرصاد..! وثمن جهود الوكيلين المساعدين عبد الحميد حريز، والشيخ عبد الله بن حسين الحدين لرعايتهما المراكز الصيفية. وعلى الجانب الآخر من المشهد الديمقراطي الضالعي، تجمهر عشرات الأشخاص تلبية لدعو جمعية المتقاعدين العسكريين، وفعاليات ما يسمى ب"الحراك الجنوبي" من القوى الداعية للانفصال، وتقدمهم النائب البرلماني الاشتراكي صلاح الشنفرة، وعبده المعطري، ومحمود عبيد أحمد، وبمشاركة شلال علي شايع- رغم انه على غير وفاق مع فصيل الشنفرة والمعطري- والتي تأتي بمناسبة مرور عام ونصف على حراكهم. وألقى المتجمهرون عدداً من الكلمات، كان أغربها، كلمة ألقاها طالب جامعي باسم "الطلاب الجامعيين العاطلين عن العمل"، حيث أثارت سخرية بعض الحاضرين، من المشاركين أنفسهم الذين استهجنوا أن يجري الحديث عن "طلاب عاطلين عن العمل" وتتم المطالبة بوظائف لهم وهم ما زالوا طلاباً- على حد تعبير أحد المشاركين. وقرأوا خلال المهرجان بياناً باسم المشاركين دعوا فيه إلى الاعتراف بالقضية الجنوبية، وحق تقرير المصير، ووقف المحاكمات، وإطلاق سراح المعتقلين، والسماح بالمسيرات والفعاليات، وفك الحصار عن ردفان والضالع ، ووقف الملاحقات الأمنية. كما دعوا إلى المشاركة الفاعلة في تشييع جنازة الطفل حكيم الحريري الذي ستجري مراسيم دفنه يوم الثلاثاء القادم ويقوم قيادات المشترك بجمع التبرعات المالية باسم التشييع. هذا وقد شارك في الفعالية أيضا قاسم الداعري، وعلي مقبل، فيما ردد المشاركين هتافات: (ثورة.. ثورة.. يا جنوب)، و(بالروح.. بالدم.. نفديك يا جنوب)، رافعين الرايات البرتقالية. وخلال المهرجان كشف عبده المعطري أن هناك لقاء تشاوري لعقد مؤتمر جنوبي ، وتأسيس هيئة حراك شاملة لكل المسميات، معلناً أنه بالإضافة إلى قناة "الجنوب الحر" سوف يتم قريباً إطلاق إذاعة الجنوب وإذاعات أخرى محلية في المحافظات.