استقبل أبناء محافظة الضالع الشهر الكريم هذا العام بغياب مادتي الغاز والديزل، وارتفاع كبير في الأسعار، وانقطاعات يومية متكررة للكهرباء.. وفي مديريتي قعطبة ودمت وصل معدل فصل التيار الكهربائي إلى سبعة انقطاعات في اليوم الواحد، بل أن غياب الخبرة الفنية لآلية إعادة التيار تسببت في إحراق الكثير من الأجهزة الكهربائية، ولم يعد هناك بيت بغير جهاز كهربائي معطوب. لقد أمسى الناس يعيشون كابوساً اسمه الكهرباء، والبعض منهم يذهب إلى القول بان مثل هذه الأمور التي يقف الفساد الإداري خلفها من شأنها ان تشجع أصحاب المشاريع الصغيرة على السير فيما هم ماضون فيه، ويجعل الكثير من البسطاء يصدقون أنهم "المنقذون" لهم من دياجير الانقطاعات الكهربائية، خاصة وان السلطة في مرحلة لا يمكن معها السماح بأية أخطاء لأنها تقف على أبواب استحقاق انتخابي.. ولعل هوس الانتخابات جعل الناس يمنون النفوس بالكثير من المواقف الايجابية والانجازات التي يعتقدون أن السلطة ستسعى لها من أجل إعادة تلميع صورتها التي كدرتها عواصف المسيرات والمظاهرات والاعتصامات وحتى أعمال التخريب "النضالية"!! يتساءل كثير من المواطنين: إذا كان هذا هو الحال في رمضان قبل الانتخابات فكيف سيكون الحال بعدها!؟ سؤال يطرحه الصغير والكبير، وإجابته بيد جهات الاختصاص!؟ ومع كل تلك الظروف القاهرة، استقبل أبناء الضالع شهر رمضان المبارك بنفس الحفاوة والابتهاج ولم يسمحوا للمنغصات ان تسلبهم فرحته.. فالمساجد مكتظة بالناس، والمباركات بالشهر الكريم لم تتوقف سواء عبر أجهزة الاتصالات أو في الشوارع والمساجد.. كما ان الاستعدادات السنوية لإقامة المسابقات الدينية والثقافية على مستوى مدن المديريات وحاراتها وقراها تجري على قدم وساق بجهود ذاتية من قبل الناس الميسورين.. وفي الوقت نفسه فقد وجه أبناء دمت وقعطبة شكوى ممهورة بمئات التوقيعات حول مشكلة الكهرباء وما لحق بهم من أضرار جراء تكرار انقطاعاتها، في حين ظلت الناس تتذمر بشأن غلاء الأسعار.. الغريب أن الغلاء الفريد من نوعه لم يمنع الناس من الشراء، بل ان الإقبال على الشراء في الأسواق والمحلات التجارية زاد عن حده لدرجة يشعر معها الإنسان ان الناس في سباق للطعام، بدلا من كونه سباق على العبادة والاستغفار.. فكل عام وأنتم بخير.. ولا تنسوا الابتهال لله أن ينعم على يمننا الحبيب بالخير والأمن والسلام..