منيت إعتصامات أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة الضالع اليوم الأربعاء بفشل ذريع، بعد أن أعلن أبناء المحافظة مقاطعتها لها إثر تجلي ما وصفوه ب"نوايا تخريبية، واستدراج الناس للعنف"، وبدت بوابات المراكز الانتخابية شبه خاوية من المعتصمين، فيما اكتظت بعشرات الإعلاميين الذين حضروا مبكراً لرصد مسلسل العنف الذي استهدف اللجان الانتخابية خلال الأيام القليلة الماضية بهجمات مسلحة بالرصاص والقنابل، واعتداءات بالأيادي والعصي على أعضاء اللجان. مراسلو وسائل الإعلام المحلية والخارجية الذين شدوا أحزمتهم منذ الصباح الباكر لحصاد الأحداث الساخنة التي كان متوقعاً أن تفجرها عناصر المشترك والتيارات الانفصالية المتحالفة لإفشال الانتخابات البرلمانية- ولو بقوة الرصاص والقنابل- فوجئوا اليوم بغياب حشود المعتصمين عن معظم المراكز الانتخابية، فيما بلغ أكبر حشد لهم اليوم أقل من خمسين شخصاً أمام مقر اللجنة الأصلية لمديرية الضالع نفسها بما فيهم الإعلاميين بوسائل إعلام المشترك الذين فاق عددهم أعداد المعتصمين. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" في مديريات الضالع الثمان الأخرى أن معظمها لم تشهد أي اعتصامات على الإطلاق، ولم تلق دعوة المشترك وبياناته التي وزعها مساء أمس أي تجاوب، وأن الغالبية العظمى من أعضاء المشترك تواروا عن الأنظار في البيوت أو تذرعوا بمختلف الذرائع للتنصل من المشاركة في الاعتصامات. وتأتي هذه الانتكاسة رغم تجديد أحزاب اللقاء المشترك دعوتها أمس الثلاثاء لعناصرها بالتوجه إلى مقرات لجان القيد والتسجيل وتنفيذ الاعتصامات أمام بواباتها والحيلولة دون تمكين الناخبين من الوصول إلى داخلها. وعزا سياسيون مستقلون في مدينة الضالع مفاجئة اليوم على ما شهدته الضالع من أعمال عنف خلال الأيام القليلة الماضية، مؤكداً أن أبناء الضالع تعلموا من تجارب التأريخ الكثير من الدروس خلافاً لما تعتقده الأحزاب اليوم، وأنهم لن يسمحوا لأحد بأن يجعل منهم مجدداً كبش فداء لمصالحة الحزبية والشخصية، وصراعاته على كرسي الحكم. وأفادوا بأن "لاشيء في الضالع يستحق أن نتراجم لأجله بالقنابل ونتراشق بالرصاص، فمن أراد أن يشارك له مطلق الحرية، ومن أراد أن يقاطع له مطلق الحرية، ولكن لا وصاية لأحد على آخر".