ابتداء من مطلع ديسمبر المقبل، يمنع بيع واستهلاك القات في شمال مدينة تلبورخ (جنوبهولندا). هذا ما قررته بلدية تلبورخ بعد محاولات عديدة في الماضي بإدخال القات ضمن قائمة المخدرات التي تندرج تحت قانون مكافحة المخدرات، إلا أن وزير العدل السابق دونر، تصدى لتلك المحاولات بالرفض. جاء قرار البلدية بعدما تكاثرت الشكوى من سكان شمال المدينة من باعة القات المتجولين الذين يتسببون في ضجيج لا يطاق للسكان. أما المقبلون على شرائه هناك فهم بشكل خاص أبناء الجالية الصومالية التي يبلغ عددها في تلبورخ حوالي 1500 فرد. المتعاطون يزعجون الآخرين كان الوزير دونر آنذاك قد أشار إلى أن الإجراءات المحلية تتيح للعمدة صلاحية التدخل لإغلاق المحلات التي تبيعها ولاعتقال من يسبب الإزعاج والفوضى. واقترح دونر آنذاك ان تخصص البلدية مكانا خاصا للاستعمال، لترتاح من الفوضى في الشارع. وبالرغم من أن بلدية تلبورخ رفضت الفكرة آنذاك إلا أنه سرعان ما خصص تاجر صومالي مكانا في دكانه المتواجد وسط المدينة، لاستعمال القات. وقد انزعج جيرانها التجار كثيرا من زميلهم الصومالي، بسبب الضجيج الذي كان يصدر من دكانه عن زبائنه. ولم تستطع البلدية أن تتدخل بعد الشكوى التي قدمها التجار ضدّ زميلهم بدعوى أن الضجيج الآتي من محله، يسبب لهم في خسارة زبائنهم، الذين يفضلون ارتياد المحلات الهادئة للتسوق. القات وسيلة للاندماج وكان للحزب اللبرالي موقف آخر من القات، فمن أجل التخفيف من الإزعاج الذي يسبب فيه الصوماليون، اقترح الحزب أن يباع القات بالكوفي شوب (وهو الاسم الذي يطلق في هولندا على المقاهي المسموح لها ببيع الحشيشة وتعاطيها). ودعم الحزب اقتراحه بأنه وسيلة مثلى لتقريب الصوماليين من الهولنديين وتضييق الفجوة بينهم وتسهيل عملية اندماجهم. تقول مريم الصحراوي، فتاة من أم هولندية وأب مغربي إنه كان يثير انتباهها في زياراتها لأختها القاطنة في شمال تلبورخ، بقايا القات المرمي على الأرض بعد إنهاء عملية التخزين، وهو ما كان يجعل الحي يبدو في منتهى القذارة، "بقايا قات ممضوغة مبعثرة هنا وهناك. لم يكن السكان يعترضون على استعمال القات، بالرغم من التجمعات المزعجة للمتعاطين له في الحي، والفوضى الصادرة من الطوابق التي يسكنونها، ولكن كل ما كانوا يريدون من الصوماليين أن يحتفظوا بالحي نظيفا". مخدر خفيف أم ثقيل؟ والقات نبات مباح، معروف في اليمنوكينيا خصوصا. ومن كينيا انتقل استعماله إلى الدول المجاورة في القارة الأفريقية مثل الصومال. ولم يكن القات معروفا في هولندا، إلا بعد أن استقر الأفارقة هنا، فأصبح يصدر إليها بالطائرة، حتى يباع طازجا في السوق. بل أصبح القات يصدر الآن إلى كل مكان في العالم يعيش فيه اليمنيون والأفارقة. وإذا كان القات يستهلك يوميا في بلدان مثل اليمن ودول شرق أفريقيا، فقد أصبح بتوافد اللاجئين على هولندا، يباع بانتظام، خلال أيام معينة من الأسبوع، ببعض محطات القطار الرئيسية في هولندا. والقات نبات مباح في هولندا أيضا، بالرغم من أنه يحوي بعض المواد ( كاتينون وكاتينن) الممنوعة في هولندا لكونها من فئة المواد المخدرة الثقيلة. وتعرف الموسوعة الحرة القات على أنه "نبات على شكل شجيرات يتراوح طولها بين 2 و5 أمتار، ولونها أخضر بني مع القليل من الحمرة، يزرع في اليمن و إثيوبيا التي يعتقد أن النبات انتقل منها إلى اليمن أثناء فترة حكم الأحباش لليمن". ظاهرة اجتماعية يعتبر القات في اليمن ظاهرة اقتصادية واجتماعية، يتعاطاها الجميع بدون استثناء، من الرئيس إلى البائع المتجول. والمثير أيضا هو استبدال اليمنيين البن بالقات، حيث اقتلعوا أشجار البن ليزرعوا مكانها شجيرات القات. ويبقى السؤال الآن هو ما إذا كان منع تلبورخ لمخدر القات سيلقى صدى لدى المستهلكين، أم أن الحال لن يختلف عما عُرف به في البلدان المشهورة بانتشار القات، سواء الدول العربية منها أو غيرها، التي حاولت في أوقات مختلفة ان تكافح انتشار القات فيها، إلا أن محاولاتها باءت بالفِشل لأسباب متعددة، منها ان انتشار القات في تلك الدول اقرب إلى الظاهرة الاجتماعية منه إلى الانتشار الوبائي الإدماني، كما يصرح الدارسون للظاهرة. وعدا تلبورخ، فقد كانت مدينة روتردام أيضا تطالب بمنع القات. اقرأ على نبأ نيوز: القات.. سلاح الدمار الشامل الأشد فتكاً باليمن.. هل من خَلاص!؟ مجالس القات النسائية .. طبخ ونميمة وبزنس قلق سعودي وحملة رسمية مكثفة ضد تعاطي القات وانتشاره بالمملكة سواق القات.. انتفاضة الوعي التي أشعلت فتيلها تعز! القبيلة والقات.. مشاكل معاصرة أم وسائل حلول!؟ أكاديميو تعز يطالبون بفتح مقاهي في الحارات بديلا لمجالس القات