افتتحت أمس الخميس الندوة العلمية التخصصية حول دراسة وتشخيص كارثة السيول بحضرموت والإسهام في المعالجات والحلول والمستمرة حتى 11 يناير 2009م، وينظمها مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث ومنتديات وادي حضرموت الثقافية، والمنعقدة تحت شعار (معاً للمساهمة في معالجة ما بعد الكارثة جنباً إلى جنب مع كافة الخيرين المستشعرين فداحة المشكلة وأهمية العمل المشترك لمعالجتها). بدأ الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم للقارئ عمر عيدروس بن شهاب بعد ذلك ألقى الدكتور عبد الله بن شهاب كلمة المركز والمنتديات الثقافية، والتي استهلها بالإشارة إلى دور مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث ودور المنتديات في إقامة مثل هذه الندوات لمناقشة دراسة أثار الكارثة التي لحقت بمحافظتي حضرموت والمهرة أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي، مؤكداً "أن هذه الكوارث التي حلت في اليمن وحدت كثير من الشرائح الاجتماعية التي كانت بينهم اختلافات". بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن السيول استعرض من خلاله مدى ارتفاع السيول ومدى الدمار الذي سببه في كثير من مناطق الوادي والساحل. وبين الفيلم دور الهيئات الحكومية والأهلية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني في عمليات الإغاثة. من جهته استهل العلامة عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ- عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية- كلمته بالإشارة إلى ما يشهده الواقع الفلسطيني المرير وما يتعرض له أخواننا في غزة، داعياً إلى مساعدتهم والدعاء لهم بالنصرة. وأشار إلى دور مركز الإبداع الثقافي والمنتديات التي يرعاها المفكر والداعية الإسلامي العلامة أبو بكر العدني بن علي المشهور أطال في عمره وأمده بالصحة والعافية. وأوضح في حديثه أن هناك سببان في حصول مثل هذه الكوارث الأول باطني ومعنوي وهو متعلق بشأن القلب وعلاقته بالله سبحانه وتعالى وما يتعلق بشأن القلوب وما تخفي من تعاملات بين الناس مع بعضها البعض ومع أموال الأوقاف والمساجد فهذا هو السبب الأساسي، يتبعه السبب الآخر المتعلق بمجاري السيول، مشيداً بالتفاعل الإيماني من الداخل والخارج في التقليل من آثار هذه الكارثة مذكراً بكوارث تاريخية لحقت بوادي حضرموت قبل حوالي القرن العاشر الهجري. ودعا في ختام كلمته بالأخذ بنتائج هذه الندوة والتفكير في مخرجاتها لما ينفع البلاد. بعد ذلك ألقى الأخ عبد الله باغريب كلمة المتضررين أشار فيها إلى دور الإغاثة من المؤسسات الحكومية والأهلية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني مشيراً إلى دور المتضررين كان هو الصبر والاحتساب بالرغم من الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات ولكن هذا قضاء الله وقدره. وذكر في كلمته عدد من النقاط التي تعتبر الحل الأول للحد من وقوع مثل هذه الكوارث في المستقبل منها إزالة شجرة السيسبان، وكذا توسيع مجاري السيول، وشكر في ختام كلمته القائمين على هذه الندوة على ما يبذلونه لخدمة المجتمع داعياً بسرعة أخذ الحلول والبدء في الاعمار. بعد ذلك ألقى فضيلة الداعية والمفكر الإسلامي العلامة أبو بكر العدني بن علي المشهور والذي تأتي هذه الندوة العلمية تحت رعايته وتوجيهه كلمة عبر الهاتف رحب فيها بكافة الحاضرين من شيوخ وعلماء وباحثين ودكاترة شاكراً لهم الحضور والمشاركة ثم قال: نحيي أخواننا الصامدون في غزة والذين يجب أن نكون متفاعلون معهم ونسأل الله لهم النصر والتوفيق. ثم أشار إلى ما جرى على محافظتي حضرموت والمهرة من كوارث داعيا الله التوفيق لجميع الباحثين والمشاركين في هذه الندوة، كما ألقى قصيدة شعرية تتحدث عن هذه الذكرى. بعد ذلك ألقى الأستاذ احمد جنيد الجنيد وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء كلمة السلطة المحلية، التي أشار فيها إلى دور الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في الوصول إلى مواقع متضررة من كارثة السيول، مذكرا بأن عملية الإنقاذ كانت على طريقتين: الأولى هي الإنقاذ ذاته، أما الثانية فتح الطرقات لإيصال المواد للمتضررين وإعادة الكهرباء والمياه والاتصالات في فترة وجيزة. ونوه في ختام كلمته إلى أن عملية الإعمار ستبدأ في أواخر شهرنا هذا يناير أو بداية فبراير. وقبل الجلسة الافتتاحية قام العلامة علي مشهور بن حفيظ ومعه الأستاذ جنيد الجنيد وكيل المحافظة بافتتاح المعرض المصور والذي عرضت فيه عدد من الصور التي توضح حجم الكارثة التي أصابت حضرموت. حضر الجلسة الافتتاحية عدد كبير من الدكاترة والباحثين ومدراء عموم الدوائر الحكومية بسيئون وعدد من المختصين في مجال البيئة والتربة والزراعة حيث بلغ عددهم ما يزيد عن الألف. بعد الجلسة الافتتاحية للندوة بدأت الجلسة الأولى والتي تضمنت تقارير ومداخلات من قبل الهيئات الحكومية منها إدارة وكيل المحافظ المتمثل بالمهندس صالح لرضي مستشار الوكيل للشئون الفنية والإدارة العامة للأشغال العامة بسيئون عنهم المهندس نبيل بافضل والدكتور عبد الله علوان مدير محطة البحوث الزراعية والأستاذ الدكتور سالم بن قاضي عميد كلية المجتمع بسيئون وعن إدارة أمن الوادي عبد العالم الفقيه وعن المؤسسات الإعلامية أحمد بن زيدان مدير إذاعة سيئون. بعد ذلك عقدت الجلسة العلمية الثانية والتي تضمنت تقارير ومداخلات الهيئات ومؤسسات المجتمع المدني كان أولها الأستاذ طاهر حسين العطاس رئيس جمعية الرأفة بسيئون وممثل مجموعة الرضا بسيئون علوي عمر الهادي وعن جمعية الهلال الأحمر الأستاذ الدكتور أبو بكر حسين العيدروس أمين عام الجمعية.