استنكر عدد من أصحاب المحلات الواقعة في السوق المركزي بمنطقة عصيفرة بمدينة تعز قيام السلطة المحلية بالمحافظة بإجبارهم بالقوة على إخلاء محلاتهم وتوطين باعة القات بدلا عنهم، بعد أن كان المجلس المحلي قد قام بنقل أسواق القات من داخل المدينة إلى عدد من الأسواق الموجودة في أطراف المدينة منها سوق عصيفرة المركزي. وقال عدد من أصحاب المحلات ل"نبأ نيوز": أن رجال الأمن قاموا بكسر أقفال محلاتهم في غيابهم مما أدى إلى قيام مجهولين بسرقة بعض محتوياتها، مؤكدين أن الجهات المعنية لم تقدم لهم إشعارا مسبقا بإخلاء محلاتهم من أجل توطين باعة القات بدلا عنهم، وتساءلوا باستغراب شديد: كيف يتم توطين باعة القات في محلاتنا في حين نحن ندفع ما علينا من إيجار أولا بأول؟ وهل هناك من بدائل وفرتها السلطة المحلية؟ محمد على الحاشدي– مهندس الكترونيات، رب أسرة مكونة من خمسة أفراد- قال: انه مستأجر دكانه بثلاثة آلاف ريال بغرض إصلاح الالكترونيات، مؤكداً انه تفاجأ بقرار السلطة المحلية بكسر قفل دكانه، وتعريض بعض محتوياته للسرقة في حين كان هو غير متواجد ساعتها.. وتساءل: كيف يتم إجبارنا على إخلاء محلاتنا بدون سابق إنذار، والى أين نذهب الآن؟ فهل يحلوا مشكلة على حساب مشكلة أخرى. من جانبه قال عبد الكريم عبد القادر– صاحب محل لصناعة مشروب الشعير، رب أسرة مكونة من ثمانية أفراد: انه أُجبر على إخلاء محله بالقوة وانه أصبح منذ لحظتها بلا مأوى ولا مصدر رزق، متهما السلطة المحلية بمحاباة (المقاوته) أكثر من الباعة الآخرين، وكأن القات شيء ضروري أكثر من الأغذية الأخرى. محمد على قسم– صاحب أدوات صقالة جنابي، أكد تعرض محله للكسر والعبث بمحتوياته وإخراجها بعضها إلى خارجه، منوها إلى أن أسرته المكونة من 7 أفراد أصبحوا مهددين بفقدان مصدر الرزق الوحيد، مناشداً الجهات المعنية بمديرية القاهرة بإيجاد حل لمشكلتهم التي تهدد حياتهم وحياة أسرتهم بالضياع والتشرد والتسول. من جهته أكد مسئول السوق ويدعي (الأشول) أن تلك الإجراءات هي تنفيذا لتوجيهات السلطة المحلية الرامية لنقل كل باعة القات من داخل المدينة وإدخالهم في سوق واحد هو سوق عصيفرة المركزي المخصص لهم لبيع القات، مشيرا إلى أن أصحاب المحلات هؤلاء ليسوا معهم عقود ومطلوب منهم إخلاء محلاتهم فوراً وفقا لتوجيهات السلطة المحلية. هذا وكانت السلطة المحلية بمحافظة تعز قد دشنت الأسبوع الماضي عملية نقل أسواق القات من داخل المدينة إلى خارجها بهدف التخفيف من الازدحام والعشوائيات التي كانت تتسبب للمدينة وسكانها بكثير من المشاكل الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية. ويعد سوق عصيفرة المركزي أحد أكبر هذه الأسواق التي يراد له استيعاب المئات من باعة القات في حين يتوفر في السوق نحو 240 محلا فقط الأمر الذي شكل ضغطا قويا على السوق من قبل الباعة والمستهلكين الذين يترددون على السوق لشراء القات في منظر يشبه كثيرا موسم الحجيج في مكةالمكرمة.