في انتهاك صارخ لحقوق الطفولة، وتمييز فاضح، عرقلت دوائر وزارة الخارجية الأمريكية دخول طفلة يمنية إلى الولاياتالمتحدة لحضور حفل تكريم، على خلفية اختيارها ضمن ثماني نساء من العالم رشحتهن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لنيل (جوائز وزارة الخارجية للنساء الدوليات الشجاعات في العام 2009م). وبحسب مصادر "نبأ نيوز"، فإن الطفلة ريم النمراني- 12 عاماً- التي تم اختيارها بسبب رفضها الزواج من ابن عمها البالغ (30) عاماً، أخفقت في الحصول على تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة من السفارة الأمريكيةبصنعاء، رغم إعلان ترشيحها ببيان رسمي، مشيرة إلى أن عراقيلاً كثيرة وضعت في طريق الطفلة "ريم"، دون إبداء أي تسهيلات من قبل دوائر الخارجية الأمريكية، لتمكينها من مشاركة الأخريات حفل التكريم. وفيما يجري حتالياً تفسير الموضوع في الأوساط المدنية اليمنية على أساس تمييزي ضد اليمنيين، فإن المصادر تؤكد أن السفارة الأمريكيةبصنعاء أبلغت الطفلة ريم النمراني بأنها ستقيم في وقت لاحق احتفالاً تكريمياً خاصاً بها في صنعاء، في الوقت الذي كان من المؤمل أن تقوم السيدة هيلاري كلينتون اليوم الأربعاء بتسليم جميع النساء المرشحات جوائزهن في حفل مهيب بمناسبة احتفالات اليوم العالمي للمرأة. وبحسب بيان الخارجية الأمريكية حول الجائزة، فإن هذه الجوائز التي ستمنح للنساء الثماني، هي من قبيل «تكريم البارزات المتميزات من بين القيادات النسائية والاعتراف بالشجاعة ومزايا القيادة التي أبدينها في كفاحهن من أجل العدالة والحقوق الإنسانية»، مشيراً إلى أن النساء المرشحات يمثلن ثمانية بلدان، هي: أفغانستان، وغواتيمالا، والعراق، وماليزيا، والنيجر، وروسيا، وأوزبكستان، واليمن. وأنهن تم اختيارهن من بين (80) شخصية نسوية رشحتهن السفارات الأمريكية، وسيتم تكريمهن في حفل خاص في مقر الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء 11 مارس. وأضاف البيان، أن تكريم هؤلاء النسوة، ياتي اعترافا بما حققن من إسهامات فائقة لمصلحة النساء ولمنفعة مجتمعاتهن في معالجة قضايا كالعنف المنزلي والزواج القسري للفتيات دون السن القانونية والاتجار بالبشر والفساد الحكومي. وهن من اللواتي يكافحن من أجل تحقيق الشفافية الحكومية، وفي سبيل العدالة وحكم القانون والمساواة في الحقوق والفرص للنساء. وبحسب البيان، فإن النساء الثمان هن: وشما فروغ (أفغانستان) وهي مديرة مكتب أفغانستان لمنظمة غير حكومية اسمها (حقوق عالمية)، وهي قيادية نشيطة في مجال مكافحة العنف الأسري واغتصاب الأطفال وممارسة العلاقات الزوجية بأسلوب عنيف والاستغلال الجنسي في أفغانستان. نورما كروز (غواتيمالا) وهي تقف في مقدمة النساء المدافعات عن ضحايا العنف والاستغلال الجنسي. وباعتبارها مديرة لمكتب منظمة غير حكومية اسمها (الناجيات) تتصدى نورما كروز لحالات الإفلات من العقاب المنتشر على نطاق واسع في أغلب الأحيان بالنسبة لمرتكبي العنف المتفشي في غواتيمالا ضد المرأة. سعاد اللامي (العراق) هي محامية معروفة تكافح ضد اضمحلال حقوق المرأة وتدافع عن النساء المستضعفات. أسست منظمة غير حكومية اسمها (نساء من أجل التقدم) ، كما أسست المركز النسائي بمدينة الصدر الذي يوفر الرعاية الصحية مجانا، ويعقد دورات لمحو الأمية، وتدريبا مهنيا، والدعوة لسن تشريعات معينة. وقبلت سعاد اللامي منحة همفري للزمالة من وزارة الخارجية الأميركية للعام الدراسي 2009-2010 . أمبيغا سرينفاسان (ماليزيا) محامية بارزة، أصبحت رئيسة نقابة المحامين في ماليزيا، لديها القدرة على أن تستخدم ببراعة الأحكام القانونية في دفع عجلة حقوق الإنسان، وأوضاع المرأة، والتسامح الديني. ورغم تعرضها لتهديدات بالقتل وحملات التخويف إلا أنها برزت كصوت قوي في الدعوة للتسامح والعدالة. هاديزاتو ماني (النيجر) تعرضت هاديزاتو ماني هي نفسها للبيع كرقيق لمن دفع ما يعادل 500 دولار ثمنا لها حينما كان سنها 12 سنة. وثابرت من أجل للحصول على حريتها وساهمت في تمهيد الطريق لأخريات ممن وقعن ضحايا لظروف مشابهة ويكافحن لتحقيق العدالة. ومن خلال جهودها الحثيثة ورفضها الخضوع للضغوط الاجتماعية من أجل التنازل عن قضيتها، حصلت على قرار تاريخي أصبح سابقة قانونية يُقتدى بها من محكمة العدل التابعة للمنتدى الاقتصادي لدول غرب أفريقيا بشجب استرقاقها. فيرونيكا مارشينكو (روسيا) هي رئيس منظمة غير حكومية اسمها (حقوق الأم) وأبدت شجاعة وقيادة استثنائية في الكشف عن الحقائق المحيطة بحدوث حالات موت مفزعة أثناء زمن السلم بين القوات المسلحة الروسية. ونجحت مارشينكو في الحصول على العدالة بالنيابة عن الأسر التي حرمت من رجال القوات المسلحة ممن ماتوا نتيجة تعرضهم لظروف قاسية وغير إنسانية. معتبر تادييباييفا (أوزبكستان) رغم سجنها عقابا على انتقاداتها للأسلوب الذي انتهجته حكومة بلادها في التعامل مع أحداث العنف في العام 2005 بمدينة أنديجون، فإن معتبر رفضت إسكات صوتها. وعادت للدعوة إلى حقوق الإنسان، وظلت منتقدة غير هيابة لانتهاكات حقوق الإنسان. ريم النمراني (اليمن) حينما بلغت ريم النمراني سن 12 عاما قُضي على طفولتها بإرغامها على الزواج من أحد أبناء عمومتها وكان عمره 30 عاما. لكنها نهضت وبرزت كصوت قوي شجاع بالنيابة عن الفتيات الأخريات اللاتي يواجهن مصيرا مشابها. وكانت شجاعتها مصدر إلهام لحملة واسعة النطاق ضد زواج الفتيات في سن الطفولة باليمن.