كشفت الباحثة العراقية جنان علي حسين ل"نبأ نيوز" أن حجم الأموال المتداولة في زراعة القات في اليمن تصل إلى (400) مليار ريال سنوياً تقريباً، بالإضافة إلى إضاعة أكثر من (20) مليون ساعة عمل يومياً في جلسات القات، فيما تستهلك زراعته 55 % من إجمالي كمية المياه الجوفية المستخرجة لكافة الأغراض. وأوضحت الأستاذة جنان- التي حصلت الشهر الجاري على الماجستير بامتياز من جامعة عدن عن بحثها حول مضار القات من خلال تحليل شعر المتعاطين له- إن ظاهرة انتشار القات في اليمن تعتبر ظاهرة اجتماعية عميقة الجذور، بل إنها تتغلغل في عمق البناء الاجتماعي وعليه فإن ظاهرة تعاطي القات تعتبر معوقاً أساسياً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجمهورية اليمنيّة، حيث بلغت نسبة المتعاطين للقات في اليمن 80% من الذكور و20% من الإناث، وهذه النسبة قد ازدادت في السنوات الأخيرة لانضمام شريحة من الأطفال إلى متعاطي القات. وتابعت: ولأنّ القات من المحاصيل ذات العائد النقدي المرتفع والسريع لذلك فان مزارعي القات يحرصون على حماية شجرة القات من الإصابة ببعض الحشرات والأمراض الفطرية باستخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات التي تنتمي إلى مجاميع مختلفة من المركّبات السّامة بهدف زيادة الإنتاج، حيث بلغت كمية المبيدات المستوردة عام 1997م حوالي 690 طن بقيمة 9.400 مليون دولار. وقالت: أن الإحصائيات تشير إلى أنّ كمية المبيدات التي تم استيرادها خلال عام 1998م وصلت إلى 2305 طن. كما أن المساحات المزروعة بأشجار القات بدأت تتزايد حيث بلغت المساحة المزروعة بالقات من 7000 هكتار في عام1972م إلى حوالي 250000 هكتار عام 2002م. وأكدت: ان بعض المبيدات التي يستخدمها المزارعون منع استخدامها على المستوى العالمي كمبيد إل د.د.ت D.D.T واللندين Lyndin والتي تصل إلى البلاد بطريقة غير شرعية، ومبيدات صنّفت بحسب قواعد تقسيم منظّمة الصحة العالمية WHO للمبيدات تحت المجموعة التي يمنع استخدامها إلا بواسطة متخصصين، ولا يجوز استخدامها على المحاصيل التي تؤكل طازجة ومنها أوراق القات. ومن هذه المبيدات Monocratophos و Methomyl. ونوهت إلى: أن القات يسوّق للاستهلاك دون الالتزام بفترة الأمان (وهي الفترة الزمنية اللازم مرورها بعد المعاملة بالمبيدات وحتى قطف أغصان القات، وهذه الفترة تختلف من مبيد إلى آخر). وقالت أيضاً: أن الدراسات والتقارير الدولية إلى أنّ أوراق القات الطازجة والمحتوية عصارتها على متبقيات من السموم يصعب إزالتها عند غسل أوراق القات بالمياه، حيث إن السموم تكون داخل العصارة النباتية للقات، "ولكن غسل أوراق القات يفيد في إزالة الأوساخ والأتربة وبيوض الحشرات، ويحد من بعض الأمراض التي تنتقل للإنسان نتيجة لتداول أوراق القات من شخص الى آخر". وبيّنت: أن هذه النوعيات المختلفة من السموم التي يتعرض لها متعاطي القات تتفاعل داخل جسم الإنسان وتكون المحصلة معاناة مرضية خطيرة محفوفة بالآم لا تنتهي نتيجة إصابته المبكرة بالأمراض الخطيرة والسرطانية، فقد تؤدي إلى الوفاة إضافة إلى ما يصاحب تعاطي القات من عادات مثل (تدخين السجائر والشيشة والشمة والتمباك والكحول..)، وما يدخل الجسم من الأغذية المصنّعة التي تضاف لها المواد الحافظة وكذلك المشروبات الغازية والحلويات التي تضاف لها المواد الملونة الصناعية بكثرة لإعطائها ألوان زاهية وطعم مميّز، وهذه المواد تكمن مشاكلها في كثرة تناولها يومياً من عدة مصادر، فتتراكم تلك السموم في الجسم على المدى الطويل مسببة مشاكل صحية خطيرة منها الحساسية والفشل الكلوي والسرطانات بأنواعها.