انخفضت قيمة الصفقات العالمية في قطاع تنقيب وإنتاج النفط والغاز الناتجة عن أنشطة الدمج والتملك إلى 104 مليارات دولار بعد معدل سنوي ناهز ال 160 مليار دولار في فترة 2005 - 2007، فيما انخفضت الاستثمارات الدولية لشركات الشرق الأوسط إلى 3.7 مليار دولار مقابل 13 مليار دولار في عام 2007، وذلك بحسب الدراسة العالمية للدمج والتملك في قطاع النفط لعام 2009، التي أصدرتها شركة آي.أتش.أس هيرولد، التابعة لشركة آي.أتش.أس NYSE: IHS، وشركة هاريسون لوفجروف وشركاؤه المحدودة، التابعة لمجموعة ستاندرد تشارترد. وأوضح كريس شيهان رئيس قسم بحوثات الدمج والتملك في شركة آي.أتش.أس هيرولد أن أنشطة التداول شهدت وتيرة قياسية في النصف الأول من عام 2008، حيث تمّ الإعلان عن 203 صفقات حتى تاريخ 31 تموز (يوليو), ثم انحدر السوق بشكل حاد ليصل إلى 79 صفقة فقط في الأشهر الخمسة الأخيرة من العام وذلك نتيجة انخفاض أسعار السلع والضعف البالغ في الأسهم والأسواق الائتمانية. وأضاف شيهان أن أسعار الأسهم المرتفعة، والناجمة عن الارتفاع الشديد في أسعار السلع في النصف الأول من العام، جعلت تملك الشركات باهظ التكلفة. وانخفضت قيمة تداول الشركات الإجمالية إلى 34.2 مليار دولار في عام 2008 مقابل 64.2 مليار دولار في عام 2007. كما هبطت قيمة تداول الأصول الإجمالية على الصعيد الدولي إلى 70.1 مليار دولار مقارنة بالقيمة القياسية التي تمثلت في 88.2 مليار دولار في عام 2007، ولكنها لا تزال ثاني أعلى قيمة تداولية تمّ تسجيلها حتى الآن. وبين إد توكمان أحد الرؤساء في شركة هاريسون لوفجروف وشركاؤه أن الارتفاع أتى جذرياً في الصفقات التي تمّت قبل مرحلة الهبوط الحاد في أسعار السلع في الأشهر الخمسة الأخيرة من العام، بينما تراجع معدل أسعار التداولات بشدّة في الربع الأخير. وبلغت قيمة صفقات التي أتمتها شركات النفط الوطنية وصناديق الثروة الرئيسية، بما فيها تلك المتمركزة في الشرق الأوسط، نسبة قياسية تمثلت ب 15 في المائة من قيمة التداولات العالمية للأسواق المفتوحة خلال العام، وتضمنت ستا من أضخم عشر صفقات للأصول. وأضاف شيهان هبطت قيمة التداولات في الشرق الأوسط إلى 3.7 مليار دولار في عام 2008 مقارنة بالرقم القياسي الذي تمثل ب 13 مليار دولار عام 2007، وذلك بسبب الارتفاع الحاد لكلفة تداولات الشركات والأصول، بينما استمرت شركات النفط الوطنية الآسيوية بعمليات الشراء على الصعيدين الشرق الأوسطي والعالمي حيث ارتفعت نفقاتها الشرائية إلى 13.1 مليار دولار مقابل 11.8 مليار دولار في عام 2007. وتضمنت الصفقات البارزة في الشرق الأوسط: شراء الشركات الصينية سينوبيك للشركة السورية تنجانييكا أويل مقابل 1.8 مليار دولار، وتملك شركة سينوتشيم للأصول اليمنية في شركة سوكو إنترناشيونال مقابل 465 مليون دولار، كما اكتسبت شركة الكويت للطاقة أصول في اليمن ومصر في شركة أويل سرتش مقابل 200 مليون دولار. وكانت أضخم عمليات الشراء دولياً من قبل شركات شرق أوسطية هي صفقة شراء شركة مبادلة للتطوير ومقرّها أبو ظبي لشركة بيرل للطاقة، التي تركز عملياتها في جنوب شرق آسيا وتتبع لشركة آبار للبترول، وذلك مقابل 833 مليون دولار. كما استحوذت شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة (طاقة) على حصص في حقول البحر الشمالي للمملكة المتحدة من شركتي إكسون موبيل ورويال داتش شيل مقابل 631 مليون دولار. وتعدّ شركة طاقة أكثر مشترٍ فاعل في العام 2007 حيث أنفقت 8 مليارات دولار، كان معظمها في كندا. وتشير دراسة آي.أتش.أس هيرولد/هاريسون لوفجروف إلى أن الانحدار الحاد في أسعار السلع وأسواق الأسهم من شأنه أن يؤدي إلى زيادة أنشطة الدمج والتملك.