يريد معظم الآباء أن يحصل أبناؤهم على أفضل شيء ، ولكن عندما تتعلق المسألة بأجهزة الكمبيوتر ، فإن ثاني أفضل شيء يفي دائما بالغرض. ولا يحتاج الأطفال في العادة إلى أحدث وأسرع أجهزة الكمبيوتر ، ولذلك فإن كمبيوتر الاسرة القديم يكفيهم تماما طالما أنه لا يسبب ضوضاء ويمكنه تشغيل البرامج الحديثة. وعند السماح للطفل بالجلوس أمام الكمبيوتر ، يتعين توخي الحرص للحفاظ على ملحقاته نظرا لأنها لا تحتمل عبث الأطفال. وإذا كان كل طفل في الوقت الحالي يعرف كيفية تشغيل الكمبيوتر ، فإن ذلك لا يعني أنه يحتاج إلى كمبيوتر خاص به. وأظهرت دراسة أجرتها جمعية ألمانية متخصصة في مجال الإعلام والتعليم أن خمسين بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 7 سنوات يستخدمون الكمبيوتر من آن لآخر ، وترتفع هذه النسبة إلى 95 بالمئة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 13 عاما. وتبين أيضا أن ربع الأطفال الذين شملتهم الدراسة يمتلكون جهاز كمبيوتر خاص بهم. ويقول ماتياس بيتزولد وهو طبيب نفسي متخصص في مجال الإعلام ويدرس في جامعات دوسيلدورف وكولونيا إنه لا يوجد سبب لمنع الأطفال من استخدام الكمبيوتر بل يجب بصفة عامة السماح لهم بقضاء اوقات ممتعة أمام شاشة الكمبيوتر. وذكر يورج شيب من منظمة شتيفتونج فارنتست لاختبارات المستهلك الألماني أن أجهزة الكمبيوتر المستعملة تناسب استخدامات الأطفال طالما أنها ليست قديمة لدرجة أنها لا تستطيع تشغيل البرامج التعليمية الحديثة. وفيما يتعلق بمواصفات الكمبيوتر المناسب للطفل ، فيجب أن يكون مزود بذاكرة وصول عشوائي لا تقل سعتها عن جيجابايت واحد وقرص صلب سعة 100 جيجابايت. وأضاف أن كمبيوتر الطفل يجب أن يكون منخفض الصوت ولا يحدث ضوضاء عالية عند الاستخدام ، ويرجع السبب في ذلك إلى أن آذن الطفل أكثر حساسية للضوضاء من البالغ ، ولذلك فإن ارتفاع صوت دوران الأقراص الصلبة يمكن أن يزعج الأطفال. وينصح شيب بضرورة شراء الملحقات المناسبة لكمبيوتر الطفل موضحا أن "من المهم أن تكون الشاشة شديدة الوضوح ، لأن إعطاء الطفل شاشة قديمة باهتة الألوان هو بمثابة عقاب له بلا داع". ويرى بيتزولد ان الأطفال لا يحتاجون إلى كمبيوتر جديد خاص بهم إلا عندما يكون بمقدورهم تشغيل الألعاب والبرامج التعليمية بمفردهم ، ومعظم الأطفال يصلون لهذه المرحلة في سن المدرسة الابتدائية. وفي حالة وجود الكمبيوتر في غرفة الطفل ، فلا داع لتوصيله بشبكة الانترنت ، لأن تصفح الشبكة الدولية يجب أن يتم في البداية تحت إشراف الأسرة.